شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور محمد بن سعد بن حسين ))
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وجعلنا منهم آمين.
الواقع أني لم يعد لي هناك من مجال يمكنني أن أقضي فيه شيئاً من حق هذا الرجل الفاضل.. فلقد قال المتحدثون كل ما يمكن أن يقال مما هو ظاهر للناس، غير أن هناك جوانب أخرى كثيرة في حياة صاحب المعالي الشيخ محمد العلي أبا الخيل؛ جديرة بأن يتحدث عنها.
أنا لست من أرباب المال فأعرفه من طريق المال، ولم أزامله فأشرف بعمل كإخواننا الفضلاء الذين تحدثوا عنه؛ من منطلق الزمالة. كل ذلك لم يكن لي وإنما أنا رجل يتردد في بعض ما قاله إخواننا من حالة التدريس. وربما لا يعرف كثيرون منكم كلمة من حالة التدريس ولا أريد أن أضيِّعَ وقتاً في تعريفها ووصفها، أريد أن أشير إلى جانب عرفته من الشيخ.
أولاً: إن هذا الرجل ملتزم إلى أبعد حد من الالتزام في عمله أول من يدخل باب الوزارة هو؛ الساعة السابعة يكون في مكتبه ولا يخرج منه إلا الساعة الرابعة أو بعدها إلى ما قد يتطلبه الأمر من عودة بعد العِشاء إلى العمل وربما قبل العِشاء أيضاً، وهو إلى جانب هذا حينما يلقاه إنسان في أمر ما فإنه يتناول منه جناح الحديث ويظل يتحدث معه ويسمع ما عنده، كأن لم يكن خلفه من الأعمال الكثيرة ما يوجب إيجاز الحديث، يتحدث معك وكأنه خالي الوفاض من كل عمل وما ذاك إلا ليقضي حق هؤلاء الذين يحتاجون إليه وإلى الحديث معه وحل مشكلاتهم من طريقه. كذلك إذا دخل الوزارة لا يظل جالساً على مكتبه تأتيه المعاملات وينتهي الأمر، بل ينتقل من مكتب إلى مكتب، فكلما أتى مكتباً وجد عليه ركاماً من الأوراق فيعكف عليها ثم يعود إلى الآخر وهكذا؛ ثم إذا عاد إلى الأول وجد ما تراكم عليه من أوراق مثلما كان عليه.
هذه أمور عرفتها من الذين عاشوا معه يتعاملون معه ويعرفون كيف يعمل، ثم هو بعد ذلك صاحب جلسة يلقى فيها إخوانه الذين يأتون للإستئناس به والذين يأتون لقضاء الحاجات، فكان له جلسة بعد مغرب يوم الاثنين يقابل فيها كل ذي حاجة يقصده وكل ذي مروءة يزوره، ثم هو أيضاً إلى جانب كونه رجل سياسة واقتصاد وما إلى ذلك مما لا أحسن الحديث فيه. هو أيضاً رجل مثقف عنده مكتبة، صحيح أن جل محتوياتها في تخصصاته الرئيسة، لكنه أيضاً صاحب صلة بالأدب والتاريخ والعلوم الإنسانية، وما ذلك إلا لأن إحساسه الإنساني الذي عرف به وبمساعدته للمحتاجين وبذل الجهد في حل مشكلاتهم؛ هذه الأمور ربطته أيضاً بالجوانب الإنسانية في الفكر، فكان يقرأ مقالة الرجل فإذا لقيه ناقشه فيها وكأنه لم يقرأها منذ ساعات. وهكذا فهو رجل كما تحدث عنه إخوانه الفضلاء وهو رجل بعد ذلك كله إنساني ثم هو عالم متبحر يطلب العلم ويقرأ، يواصل طلب العلم لأنه يعلم أن طلب العلم بحر لا نهاية له، لا أدري ما الذي يمكن أن أقضي به حق هذا الرجل علينا جميعاً، حسبي أني ذكرت بهذا الجانب الإنساني الذي أتمنى أن يجلّى للناس ليتعلموا كيف يكون رجل المسؤولية إنساناً لا يتعامل مع موظفيه ومع مراجعيه بحكم الوظيفة وما يتطلبه نظام الوظيفة، لا، بل يستصحب الإنسانية أولاً وقبل كل شيء وهذا من أثر التزامه الإسلامي، لأن ديننا الإسلامي هو دين الإنسانية الحقة، فلا معنى للإنسانية الحقة إلا وهو في ديننا الحنيف، والرجل قد شرب الإسلام من منابعه وتخلق به فنهنئه ونهنىء أنفسنا به وبأمثاله.. وشكراً لكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- السادة الحضور، نأمل ممن يود سؤال ضيفنا هذه الليلة معالي الشيخ محمد أبا الخيل أن يكتب سؤالاً واحداً، وأن يكون مختصراً حتى نتيح الفرصة للجميع..
مسك الختام لهذه الكلمات المعبرة، والعبقة بمحبة معالي ضيفنا الشيخ محمد أبا الخيل؛ كلمة لسعادة الدكتور والأديب المعروف عبد الله مناع.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :440  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 134 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج