لعلّه لم يطرأ على الناحية العلمية في مكة ما يستحق الذكر في عهد محمد علي باشا لقصر المدة التي قضاها حكمه فيها.
والواقع أنه قضى نحو ثماني سنوات في مكة محارباً ثم أشرف على حكم الحجاز تحت تبعية العثمانيين نحو عشرين سنة ولما استقل بالأمر فيها لم يطل أمد ذلك إلى أكثر من سبع سنوات وهي مدة في رأينا لم تكن كافية لأن يتأثر بها الحجاز في ناحيته العلمية تأثراً ذا بال.
أضف إلى هذا أن محمداً علياً باشا كان عهده في مصر فجراً جديداً لم تشرق شمسه بعد وأن شمسه عندما أشرقت كان الحجاز قد أعيد إلى حظيرة العثمانيين، لهذا نستطيع القول بأن الناحية العلمية في هذا العهد ظلت على حالها في العهد العثماني الأول.