وفي هذا العهد كانت هجمات البرتغال على بلاد الهند قد اشتد أوارها وامتدت إلى البحر الأحمر فأرسل الغوري جيشاً من الترك والمغاربة إلى جدة ليدفعوا عنها وجعل رياسة الجيش إلى حسين الكردي الذي بنى سورها وشيّد فوقه أبراجاً للدفاع، كما أرسلوا قوة بحرية إلى جزيرة ((كمران))(1) فاتخذتها قاعدة للانطلاق وحماية بلاد العرب.
وكان الكردي شديد الوطأة فقد فرض على عامة الأهالي والتجار حمل الطين والحجر حتى أتمّ بناء السور في أقل من عام وبلغ من قسوته أن أحد البنائين تأخر عن موعده فبنى عليه السور وتركه يموت في جوفه(2).
وقد ظل حسين الكردي على إمارة جدة إلى نهاية عهد الشراكسة حيث أمر العثمانيون بقتله غرقاً في البحر(3) وحجت زوجة السلطان الغوري في عام 920 فاستقبلها بركات استقبالاً حافلاً وأكرم وفادتها. فلما عادت إلى مصر دعته ليصحبها فسافر معها فاحتفلت بقدومه مصر وظل فيها إلى أن عاد إلى مكة في شهر رجب من العام نفسه(4).
واستطاع بركات بعد ذلك أن يعيد الأمور إلى نصابها وأن يشيع الأمن في أطراف البلاد ويسع الحجاج بحكمته وعدله.. وظل على أمره فيها حتى وافته أخبار سقوط الشراكسة بمصر ودخول العثمانيين إلى القاهرة في عام 923 كما سيأتي.
الأعلام للقطبي على هامش كتاب خلاصة الكلام 166 ويورد الشيخ عبد القادر الخطيب في السلاح والعدة أن سور جدة بني في عام 911 على أثر هجوم بني إبراهيم في ينبع على جدة في 908 وكنا ذكرنا خبر هذا الهجوم في حوادث القتال الذي أشعله أحمد الجازاني في العام المذكور والذي أحسبه أن السور بني على أثر حوادث البرتغال حوالى عام 918 كما أورده القطبي.
الأعلام للقطبي على هامش كتاب خلاصة الكلام 166 ويورد الشيخ عبد القادر الخطيب في السلاح والعدة أن سور جدة بني في عام 911 على أثر هجوم بني إبراهيم في ينبع على جدة في 908 وكنا ذكرنا خبر هذا الهجوم في حوادث القتال الذي أشعله أحمد الجازاني في العام المذكور والذي أحسبه أن السور بني على أثر حوادث البرتغال حوالى عام 918 كما أورده القطبي.