شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الإصلاحات
وعني عمر بالإصلاحات العامة فوسع في طريق المسعى وكان لآل الخطاب دار فيها فأمر بهدمها وجعلها رحبة ومناخاً للحجاج. ويذكر الأزرقي أن بعضهم استغل تلك الرحبة فيما بعد فاتخذوا فيها مقاعد وفي المقاعد صناديق يبيعون عليها ويجعلون متاعهم فيها ليلاً ثم صارت لها خيام بالجريد ثم ما لبثت أن بنيت باللبن النيء ((في عهد بني أمية)) يُكْرونها في الموسم فخاصم فيها بنو عمر حتى حازوها وكان فيها أصحاب الأدم (1) . وفي عهد عمرو دهم المسجد سيل يعرف بسيل ((أم نهشل)) وهي امرأة في مكة سمي السيل بها لأنه اجترفها فماتت فيه وقد علا السيل مكة من جهة المدعى لا من وادي إبراهيم كعادته فدهم المسجد واقتلع مقام إبراهيم فذهب به إلى حيث وجدوه في أسفل مكة فلما علم ابن الخطاب بذلك ركب من المدينة في رمضان عام 17هـ وحقق عن الموضع الذي اقتلع منه مقام إبراهيم حتى تأكد له فأعاده إليه (2) ثم عالج موضوع السيل بأن أمر بردم أرض المدعى لتعلو عن مستوى السيل فيجري في مسيله بوادي إبراهيم -وهو ردم بني جمح- وقد كبس بالتراب والصخر العظام (3) فكان الركبان والمشاة يصعدون في الطريق المردوم حتى يشرفوا في نهايته على الكعبة لذلك سميت المدعى ثم عنَّ له إصلاح المسجد وتوسيعه فاشترى بعض الدور الملاصقة للمسجد ولما امتنع أهلها قُوّمت أثمان دورهم وجعلت أمانة لدى بيت المال فلما رأوا عزمه أخذوا الثمن (4) .
ثم سور المسجد بحائط يبلغ ارتفاعه دون القامة وجعل له أبواباً في محاذاة المسالك التي كانت تؤدي إليه وذلك سنة 17هـ ولم يذكر المؤرخون مساحة التوسعة التي زادها ابن الخطاب ويظن الشيخ حسين باسلامة أنها لا تزيد عن محاذاة المقامات الأربعة واتخذ للمسجد مصابيح جعلها فوق حائط المسجد وكسا الكعبة بالقباطي (5) ولما فتح عمر المدائن بعث بهلالين علقهما في الكعبة.
وعنى عمر بشؤون الحج فكان يشرف على أعماله طول سني حياته ولم يفته حضوره إلاّ في العام الذي توفي فيه وقد أناب عنه عبد الرحمن بن عوف.
وجاء عهد عثمان فظهرت الحاجة من جديد إلى توسعة المسجد الحرام فاشترى دوراً وهدمها لتوسعة المسجد (6) ثم اتخذ له رواقاً مسقوفاً وهو أول رواق أظل المسلمين وكسا الكعبة بالقباطي كما فعل ابن الخطاب قبله، وعنى بتجديد أنصاب الحرم في الحدود التي تفصل الحل من الحرم، وفي عهده حول الميناء من الشُّعَيبة إلى جدة فقد كانت الشُّعَيبة ساحل مكة في عهد الجاهلية وصدر الإِسلام إلى أن تحول الميناء في عهده إلى جدة وذلك أن أهل مكة كلموه في أن يحول الساحل من الشُّعَيبة إلى جُدَّة لقرب الأخيرة من مكة فخرج عثمان ورأى موضعها وأمر بتحويل الساحل إليها (7) .
وثابر عثمان على الحج في سني خلافته إلاّ في السنة الأولى منها فقد أناب عنه عبد الرحمن بن عوف كما حج بالناس في آخر سني عهده عبد الله بن العباس.
ولم يجد علي بن أبي طالب فرصة للعناية بشؤون مكة في عهد خلافته فقد كان مشغولاً بحروبه الطويلة طيلة عهد خلافته كما مر بنا في الفصل السابق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :386  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 26 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج