شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
-3-
قيل عني إنني مجنون يوم تنكَّرت لأكثر معارفي ولم أستصف لودي إلاَّ عدداً ضئيلاً أثبتت التجارب أنه خليق بالاستصفاء والود!!.
وبالأمس زرت صديقاً لي من هذا النوع الذي استصفيت فلقيني بأفضل ما يلقى المضيف ضيفه، وأولاني من حفاوته ما يليق بمودتنا.
وإنا لكذلك إذ دخل علينا الشيخ (س) وهو من جيرانه المعروفين بقسوته في معاملات الناس، واستذلال المنتفعين بأعماله الواسعة، وكنت لا أعرف خلاله السيئة إلاَّ من طول ما قصَّه صديقي من تصرفاته المقيتة التي عاش يستهجنها، فلم أتحرك لقدومه لأن مزاجي لا يطاوعني على احترام من يستذل الناس، أو يسيء معاملاتهم.
ولكن صديقي النقّادة النزيه خفَّ في نشاط إلى باب الغرفة، وتقدم يصافح القادم في انحناءة طويلة، ثم مشى بين يديه إلى صدر القاعة، وأبى أن يجلس إلاَّ بعد أن أقسم عليه الشيخ بأغلظ الأيمان.
وعندما جلس نسيني كضيف، ولم يذكرني كصديق، بل أولاني ظهره مشغولاً بتحية الشيخ، وترتيل الألفاظ المنتقاة التي ما تخيلت قبل اليوم أنه يتقن شيئاً منها.
وطال جلوسي دون أن يعيرني لفتة، أو يخصني بكلمة، فهل من الخير لكرامتي أن أطلب الإذن في ترك المكان؟ أم ترى من الخير أن أغادره دون أن أعنى بالاستئذان؟
لقد كنت مجنوناً في رأي الحاضرين وأنا أغادر المكان في توتر واضح. أمّا أنا فلست أرى بينهم عاقلاً يستأهل أن أستبقي معرفته.. أمّا صديقي.. صديقي النقّادة فقد أضفته إلى الكثير من معارفي الذين تنكرت لهم.. وأنا اليوم سعيد بعد أن فقدت رقماً جديداً من أوفيائي الذين استصفيت.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :552  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 36 من 114
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج