تجمع كتب الأخلاق على ضرورة الصدق فهل كانت تعني ما تقول؟
يلقاني عمي فيسألني عن حالي.. إن حالي غير طيب منذ البارحة. فهل من خِلال الصدق أن أقول هذا؟ أيجب أن أنسى الصدق لأجيب الجواب التقليدي يسبقه اليمين: ((والله حالي طيّب يا عمي)).
إنني في حيرة!!
ويقول عمّي: إن زوجته في غاية الشوق إليَّ.. ويتعين عليَّ أن أقول: ((إن هذا بعض ما عندي)) فهل صدقنا جميعاً أم نحن كاذبون؟
إنني أعلم أن اسمي لم يمر بذهن زوجته منذ فارقتهم قبل أيام، وأنها لم تخطر ببالي إلاَّ في هذه اللحظة التي ذكرها فيها عمى. فهل أجاريه فيما يكذب، أم تراني مطالباً بأن أصدقه الحديث لأقول له في صراحة: ((والله يا عمي إنني غير مشتاق لزوجتك))؟!.
تقول آداب المجاملة: إن من الجنون والسفه أن تجابه الناس بما لا يحبّون، وتقول وصايا الصدق: عليك ألاَّ تكذب. فهل أعرض سمعتي للجنون والسفه وأنا أختار الصدق، أم أعوّد نفسي الرياء والكذب لأحظى بخلال المؤدب.