شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
-4-
وصل اليوم الأستاذ ((ل)) من رحلة غاب فيها أكثر من عشرين شهراً، فغصّت داره بالمستقبلين والمهنئين و (هزازي القاووق) من جميع الطبقات.
يعجبني أن يعرف الناس لأصحاب الفضل فضلهم، وأن يعقدوا خناصرهم على تقدير العاملين.. فإن في هذا ما يغري بالتسابق في مجال الصالحات، ولا يعجبني أن يتهافت الناس على مَن لا يستأهل التهافت، فتضطرب الأوزان وتختلط المعايير ويتعذر التمييز.
إنني إذا أغمضت عينيّ ثم فتحتهما على أول من يصادفني في الطريق لأسأله: هل تذكر طغيان الأستاذ ((ل))؟ يؤكد كان يحتل مركزه الممتاز!! قبل أن تغضب عليه الدولة. فإنني أعرف سلفاً أنه سيستنزل اللعنات في سخاء فياض على ظروف كانت تواتي مركزه الطاغي، وأنه سيحمد الله بأبلغ عبارات الحمد على يقظة المسؤولين الذين وفقوا لإجلائه وانتهوا إلى إبعاده.
إذن ففيمَ هذه الضجة التي تعج الدار بها بين مسلِّمين ومهنّئين ومباركين؟ أهي دليل على نسياننا سيئات الطاغين والظالمين؟ أم هي ظواهر تثبت عجزنا عن التمييز بين الصالح والطالح؟
إن كان الأول فما أجبننا إذا جد أوان الجد، وإن كان الثاني فما أحرانا أن نُضاف إلى طوائف الصبيان نعبث عبثهم ونلعب كما يلعبون.
إن في حفاوتنا بأمثال هؤلاء ما يغري غيرهم بنا، ويجرىء خلفاءهم في المركز على الاستهتار بحقوقنا. سيقول قائلهم ما أهون هؤلاء المساكين.. إن في استطاعتي أن أستغل ضعفهم بما استغله سلفي، حتى إذا أدبرت الدنيا بما أقبلت فليس ثمة ما أخشاه بين طوائف من الصبيان لا يميّزون الصالح من الطالح، وليس بينهم من يملك ذاكرة تعي طرفاً ممّا فعلت، أو لوناً ممّا أجرمت.
سيعج بيتي عند أية مناسبة بالمهنئين والمباركين، وستمشي طوائفهم في ركابي مستجدية كما تمشي النعاج إلى حظائر جزارها.
أتمنى أن أقول للأستاذ ((ل)): إنك رهين بما كسبت، فلا تطمع في تحيتي، ولكن ما حاجته إلى تحية مجنون مثلي وفي بيته عشرات من الغرف تضج بآلاف العقلاء مهنئين ومباركين؟!
ليتنا نتضافر على ازدراء من يستهين بقيمنا.. فإذا زلّت قدمه أبينا إلاَّ أن نحاسبه على ما فرّط في حقوقنا، لا استغلالاً لزلّته، بل عبرة لمن يخلفه، أو يقلد مساوئه.. ليعرف هذا الصنف مبلغ يقظتنا لما نعتز به من إنسانيتنا.. ولكننا عقلاء لا ينبغي أن نتشبث بأمنيات المجانين!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :551  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 37 من 114
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

زمن لصباح القلب

[( شعر ): 1998]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج