شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(11)
أنت تعلم أنه نشأت في بعض بلاد أوروبا في السنوات الأخيرة رابطة اقتصادية من أهم أغراضها تبادل الآراء الاقتصادية على مستوى عالٍ بين الدول المشتركة في الرابطة، فهي تتبادل بينها المساعدات تكنيكياً أو فنياً وتتعاون على بذل الآراء والتوصيات في سائر حقول الإنماء فإذا تخصصت دولة في زراعة بعض الحبوب أو الثمار أو صناعة بعض الآلات من حق الدول المشتركة في الرابطة أن تقف على نهاية ما انتهت إليه تجارب صديقتها في الرابطة، كما أنها مطالبة في الوقت ذاته بإبداء المعلومات الوافية عن كل ما يحتاجه أي عضو مشترك في الرابطة في أي حقل من حقول الإنماء التكنيكي أو الفني أو الزراعي، ومن أهم ما قرأته في الأيام الأخيرة أن بلداً عربياً تخصص في زراعة الفاكهة اشتهرت به بلاد العرب فلقي العرض قبولاً طيباً وأصبح من حق البلد العربي المذكور أن يطالب على قاعدة المثل بإعطاء تفصيلات وافية عن أي بحث يشعر بحاجته إلى استقصاء دراسته.
هذا لون من التعاون المثمر تشعر الدول الراقية بضرورته رغم تقدمها في سائر وجوه الإنتاج ولا ترى غضاضة أن تتقدم إلى أصغر البلاد لتطلب توجيهها في أي وجه تشعر أنها أحسنته دون غيرها، فما يمنع البلاد العربية أن تتفق على مثل هذه الرابطة الاقتصادية لتتبادل المعلومات وتستفيد من تجارب غيرها في الإنتاج.
وفي أوروبا يعقدون اليوم خناصرهم على تثبيت قواعد السوق المشتركة خدمة لتناسق جهود في ميادين التنمية وسعياً وراء التعاون التجاري والفني من كل جهاته فما يمنع الدول العربية أو دول الشرق الأوسط في مداه الواسع أن تتفق على مثل هذا التعاون وأن تؤسس بينها روابط اقتصادية تجمعها لجان مشتركة تتبادل وجهات النظر في كل ما ينمي اقتصاديات البلاد.
إن من المسلم به أن لكل أمة تجاربها الخاصة في ميدانها الخاص فإذا تعاقدت الأمم التي تجمعها روابط خاصة على تبادل وجهات النظر واستعدت كل أمة لبذل ما عندها في سبيل التطوير العام فسيفضي ذلك بهم إلى نتائج تضمن رقياً مطرداً في أهم الحقول التي تبني قواعد الحياة. لقد تنبهت لهذا شعوبنا العربية قبل اليوم فكانت لهم جامعة عربية وكانت للجامعة فروع تقاسمت التخصص في شتى الحقول وكان للحقل الاقتصادي نصيب من هذا التوزيع ولكن نتاجه كان محدوداً فيما يبدو ذلك لأن النتائج التي ترتبت على جهود اللجنة الاقتصادية لم تكن إلى اليوم ذات أثر عميق يعتمد عليه.
نحن في حاجة إلى دراسات مستفيضة يتبادل فيها الأعضاء وجهات النظر على ضوء التجارب العامة في كل أمة على حدتها ليتكوّن من مجموع مقدمات تكتيكية تساعد على تنسيق الأعمال وتتناول تنشيط المشاريع ذات الفوائد العامة في إطار لا تتضارب فيه المصالح ولا تتضاءل بعض المنافع في دولة ما على حساب دولة أخرى.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :334  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 68 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.