شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(10)
لو أحصيت كذب المطابع وتزويرات التاريخ لاستوت من ذلك صحائف توازي ثلاثة أرباع ما على وجه الأرض من مطبوع ومخطوط.
في مكاتب الوراقين آلاف الكتب تحوي ملايين الخرافات مما قصه الوضاع عن طبقات الأرض وأسمائها وأصناف الخلق وعجائبهم وسكان البحور وغرائبهم وتواريخ الأجيال التي سبقت التاريخ وما تم فيها في صور كلها هراء ضاع الصحيح بينها كما تضيع الكوبة من ماء عذب في بحر آسن.
والدين.. لا ندري ما شأن هؤلاء الوضاع بالدين يختلقون له شأن القصص وأصناف الحكايات عن الصالحين وأدعيتهم وأورادهم وتسابيحهم وكراماتهم لا تسندهم في ذلك رواية ثابتة ولا علم صحيح.
والتاريخ نحيل إلى الله ما أودع في بطونه من مَيْن (كَذِبْ) وما اختلق من عداوى وما أضيف إليه من حواشي.
ومأساة المآسي أن أنصاف المتعلمين وأرباعهم يكفي لإغرائهم القصة المطبوعة والخبر المكتوب فمتى تتفتح عيوننا وندرك أنه لا يلزم أن نثق بكل كتاب.
وعليكم السلام يا سيدي.
في غاية الشوق
بعض ما عندنا
كيف حالكم
لا أسأل إلاّ عن صحتكم
لعلّ هذا المحفوظ نجلكم
نعم (سيدي) عبدكم
وكيف حال المحافيظ في البيت
يقبلون الأيادي الكريمة
هذا ((الروتين)) المحبوك في تنميقه العذب وألفاظه المعسولة صورة من حياتنا تكاد أن تكون شائعة في أطراف كل شفة وعلى كل لسان وبشرح معاني كلماته نخلص إلى أننا أمة متحابة إلى حد تغذينا فيه أشواق بلغت الغاية والمنتهى.. وأننا كأطفال عبيد لمن كانوا في سن آبائنا ندين لهم بتقبيل الأيدي وبما لا أدري من مستلزمات تقبيلها من خضوع أو طاعة أو حب.
أما أنا فلا أكذبكم القول فصحتي أغلى ما عرفت وأشواقي إذا اشتدت وقدتها فسوف لا تصل إلى المنتهى والغاية قط.. أما أولادي فلست أسخو بهم عبيداً.
سيقول المتحذلقون أنه أدب المجاملة ولست أفهم إلاّ أنه سرف في التنميق وليس بينه وبين ما يدعونه النفاق إلاّ حد أرقّ من الشعرة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :332  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 67 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج