شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مقام إبراهيم عليه السَّلام
هل تركه النبي صلى الله عليه وسلم في مكانه هذا؟
إذ أذكر أني تقدمت من سنوات إلى الحكومة باقتراح أطلب فيه بمناسبة شروعها في توسعة المطاف نقل مقام إبراهيم من مكانه، فإن أية توسعة لا تشمل نقله سوف لا تُعفي المكان من الزحام! ولكن اقتراحي بعد أن صادف قبولاً من بعض كبار علمائنا وجد اعتراضاً من البعض الآخر بحجة الخوف أن يحدثوا شيئاً لم يفعله المسلمون قبلهم من 14 قرناً.
ثم ما لبثت أن قرأت أن الرابطة الإسلامية هالها أخيراً ما يقاسيه الطائفون من زحام في منطقة مقام إبراهيم، فعادت تدرس الفكرة وتستعين بآراء المختصين في مثلها.
ولستُ من المختصين أو المعروفين بين رجال العلم، ولكن الدِّين لا يمنع مثلي من إبداء رأيه في حدود القليل الذي أعرف ليعيد المختصون النظر فيما أراه.
إن مبلغ معرفتي أن كتب التفسير اختلفت رواياتها في تفسير قوله تعالى وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى (البقرة: 125) فذهب بعضهم إلى أن المقام هو قطعة الحجر الذي كان يقف فوقه إبراهيم عليه السلام كما ذهب آخرون إلى أنه المكان الذي بُني فوقه المقام، كما ذهب آخرون إلى أنه المسجد، أو مكة، والمشاعر الحرام على تعددها، أو الحرم على سعة حدوده إلى الأعلام المعروفة.
وفي هذا مندوحة لنا فيما أفهم لنتخذ لمصلانا ما بلغ إليه اجتهادنا من تفسير لمقام إبراهيم.
واختلف المحدثون في تعيين المكان الذي كان يستقر فيه مقام إبراهيم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقيل إنه كان بعيداً عن الكعبة في عهد قريش وجعله النبي صلى الله عليه وسلم لاصقاً بها في عهد قريش إلى عهد النبي وخليفته أبي بكر، ثم أبعده عمر. وقيل إن الذي أبعده محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل غير هذا وأكثر منه مما يتضح لكل متتبع ما ورد في الأحاديث عن ذلك.
وفي هذا مندوحة -فيما أفهم- لنعتمد من الصحيح ما يتفق اليوم مع مصالح المسلمين.
إذا أضيف هذا إلى ما يرويه تقاة المؤرخين أن الحَجَر -بفتح الحاء والجيم- كان ينقل في عهد أمية إلى داخل الكعبة إذا اشتد زحام المواسم، أو إلى بعض أركان المسجد بعيداً عن المطاف، وأن قبته لم تكن ثابتة تيسيراً لنقله، وأنهم في بعض عهد الأمويين والعباسيين كانوا يجعلون له قبتين إحداهما من الحديد لتصونه من الزحام إذا عزموا على بقائه في مكانه، والأخرى من الخشب لتغطيه إذا خف الزحام.. إذا أضيف هذا باتت المندوحة -فيما أفهم- أقرب إلى المعقول، فقد كان التابعون يعيشون في عهد بني أمية ولم يسمع أنهم عارضوا في نقله إلى الكعبة أو أحد أطراف المسجد.
ويذكر تقي الدين الفارسي مؤرخ مكة الشهير حديث قبة إبراهيم فيقول: "لا أدري مَن جعل قبة إبراهيم ثابتة -كما نشاهده- ولعلّه الصليحي ملك اليمن.. أ. هـ".
وحج ابن بطوطة في عهد العباسيين فذكر في كتاب رحلته أنه شهد مقام إبراهيم فوق باب الكعبة، أخرجوه من الكعبة أمام الناس لمناسبة خاصة ذكرها، وفيه ما يدل على أنهم كانوا ينقلونه إلى الكعبة إذا اشتد الزحام.
فما يمنعنا ونحن اليوم نشهد ما يعانيه الحجاج من الزحام في المنطقة التي يفترضها مقام إبراهيم أن نتابع ما فعله أسلافنا في عهد الأمويين والعباسيين، وأن يسعنا ما وسعهم فننقل الحجر (بفتح الحاء والجيم) إلى داخل الكعبة، أو نبني له في أحد أطراف المسجد؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :346  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 64 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج