| في هذا الزقاق أنجبت سَيدة من قريش رجلاً صنع التاريخ |
| قادت بلادنا في أحد الأيام نهضة ارتج لها المعمور.. اندلع لهيبها من أتون البطحاء في بطن مكة، ومضى يسيل إلى مراقد الجبناء ومضاجع المتخاذلين في جدد الأرض، فأشعلها عليهم حماساً توقدت جذوته، واصطرع أواره فاندفعوا في سيول هادرة يبنون لأمجادهم ما خلَّد ذكره ويشيدون لعزتهم ما برهن على كفاءتهم لها. |
| في هذا الزقاق أنجبت سيدة من قريش رجلاً صنع تاريخ الإسلام. |
| ومن هذا الشِعب بين بيوت آل هاشم إلى العدوة الأخرى بين دروب بني عامر وكلهم من قريش انتفض وزراء النبي انتفاضتهم الكبرى تحت قيادة لوائه الظافر. من مخارف هذه الجبال الصامدة.. جبال قريش. |
| من معارج هذه الكثبان الرملية كثبان قريش. |
| من شطآن هذا الوادي العتيد. وادي قريش. |
| خرج الرعيل الأول يتقدم صفوف الإسلام. |
| من بيوت الشعر في مصاعد المعابدة. |
| من مزارع النخيل في مهابط المسفلة. |
| من حلقات اللاعبين في قرارة المدحي. |
| من مجمع السوق تحت سقائف المدعى، من مفرق المسالك بين المروة والصفا. |
| من منابت الشيخ بين الحجون وذي طوى. |
| خرجت الصفوة المختارة تنادي إلى الأمام. |
| لسنا عظاميين! نفخر بالأحداث والعظام! ولكنها عظة الذكرى تتمنى أن تستنهض همم الخامدين وفتور الخاملين. |
| نتمنى أن نسأل موطن قريش، مهبط الوحي، مجمع العرب، عاصمة الإسلام عن كل هذه الأمجاد كيف ذوت وإلى أي مصير انتهت؟! |
| نحن لا نشك أنه كان مصيراً مدبراً رسمت خطوطه قبل ألف سنة يوم تراءى للحاكمين أن هذا المعقل مبعث خطر على عواصمهم، فغمروه بالعطايا، وعلموه كيف يستكين للترف الضال، ويستنيم للغنى العابث. |
| زاولوا في أقاليمهم مختلف المهن، وتركوه يطوِّف الحجاج. خالطوا سائر العلوم، ومارسوا شتى الفنون، واحتكوا بآفاق الحياة من جميع جوانبها، وأسلموه للصدقات تطفئ شعلته وتخمد رجولته، وتهيئه لخدمة القبور والتمسح بالأعتاب، والتوافر على الدعاء لسلطانهم بدوام البقاء. |
| تلك مأساتنا في هذا البلد.. لا يقضي عليها إلاّ أن ننسى الطوافة، ونترفع عن الصدقة، ونكبر على التمسح، ونمضي في مدارج الحياة نخالط أوصابها ونناطح آفاقها تحت أطباق الأرض وبين مطالع النجوم. |
| إننا في حاجة إلى مثل نهضة رعيلنا الأول يوم ارتج لها المعمور. |
| فهل يندلع الأتون من بطحاء مكة؟ وهل تتوقد جذوة الحماس فتقض مراقد الجبناء ومضاجع المتخاذلين وتعيدها جذعة ترفع لواء الإسلام في جميع مواطنه وتعيد عز العروبة من الحدود إلى الحدود. |
| إن ذلك وقف على يقظة الوعي واستثارة الشعور. |
| إننا نتمنى أن نجمع إلى طاقتنا المحدودة أكبر مدى يمكننا جمعه من طاقة كل مفكر لنبث الإحساس في شعور كل مواطن.. فقد حمت الحاجات والليل مقمر. |
|
|
شارع عبد المقصود خوجة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
