شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لئلا نعَلِّم أطفَالنا وشبَابنا العصيَان
قال صاحبي: ما رأيت كصديقك (فلان) مطاعاً في أهله محترماً بين أبنائه يقول الكلمة فلا تعصى بل ربما أشار الإشارة فكان لها حكم الأمر النافذ لا كما يشاهد بين بعض الأبناء وآبائهم الذين يلحون في الخصام عند أول بادرة تبدر بأمر من والديهم.
قلت: إنها حكمة سيد الأسرة. فثمة أب يعرف كيف يحترم نفسه فيحترم كلمته لا يلقيها على عواهنها لأنه سيد مطاع فحسب وإلاّ جاءت برد الفعل وعلمت أولاده اللجج وربما ساقتهم إلى العصيان.
إذا عرف الأب كيف يناقش أولاده في الفكرة قبل أن يصدع بالأمر فيها، وأن يكشف لهم وجه الصواب من الخطأ ليتبينوا موقفهم منها استطاع أن يكسب ثقتهم وأن يعلّمهم كيف يحترمون رأيه فيما يرى.
وإذا مرن الأولاد على احترام الثقة بات لأبيهم مركزه المحترم منهم حتى إذا بدرت البادرة. مستعجلة لا يتسع وقتها للنقاش قامت الثقة بدورها في احترام كلمته وطاعة أوامره.
وقد قيل إذا أردت أن تطاع فاحكم بما يستطاع. وأنا أرى الاستطاعة هنا تعني إلى جانب معانيها قناعة المأمور بأن ما يتلقاه من أمره ليس أمراً للأمر وليست أحكاماً جزافاً تلقى على عواهنها، لا لشيء لأنه أب أمر وأن كلمته يجب أن تطاع.
حذارِ يا صاحبي أن تترك أوامرك تترى على أولادك دون تمييز أو حساب؛ لأن الطفل أو الشاب إذا أدرك أنك كثير الأوامر وأنها أوامر لا تعني شيئاً إلاّ أنك صاحب الكلمة وأن كلمتك يجب أن تطاع حتى ولو لم يقرها عقله تمرّد على ما أمرت، وربما استساغ التمرد فلج فيه إلى نهاية لا تحمد عقباها.
ما أحلى أن تأمر لشيء فيه مصلحة وأن تنهي عن شيء تعرف مغبته السيئة. وهذا يعني في رأي التربية الحديثة أن يدرك الابن مدى المصلحة فيما أمرت ويستبين مغبة السوء فيما نهيت.
وإذا نسيت فلا يجب أن تنسى قصة الإيحاء. فإذا استطعت أن توحي إلى ابنك أنه إنسان مميز، وأنه يدرك في موقفه هذا مبلغ ما يتعرض له من مساوئ وأخطاء إذا أصر على ديدنه فيه، وأن من الأخطاء ما هو كيت وكيت ومن المساوئ ما هي كيت.
إذا استطعت أن توحي إليه بمثل هذه المعاني في هدوء العاقل تكشفت أمامه الحقائق الغامضة في الأمر، وازداد ثقة بآرائك وتأكد لديه مبلغ حرصك على مصالحه.. فلانت قناته وهان عليه أن ينقاد لما ترى وأن يحترم ما تأمر.
على أن أوامرك لا بد وأن تكون محتملة التنفيذ، فإصدار الحكم في مواقف لا تحتمل التنفيذ أمر يفقدك الثقة ويشكك في قيمة آرائك ويعطي المأمورين عشرات الحجج ضدك، وبذلك يجدون مئات المبررات لعصيانك.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :314  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 140 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج