الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > > كيف يُخطِّط اليهُود؟

كيف يُخطِّط اليهُود؟

قال صاحبي: ألاّ تعجب لليهود وقد انتشروا في أكثر ممالك الأرض وتوزعوا في أقطارها، فأصبح منهم الأمريكي والإنكليزي والفرنسي والإيطالي والأفريقي والعربي أيضاً، ومع هذا لم ينسوا يهوديتهم كجامعة. فهم يمدون قومهم بالأموال، ويساعدونهم بالنقود بينما لم نجد نفس هذا الأثر بمثل هذا الاهتمام في جالياتنا العربية التي انتشرت في أكثر بلاد العالم.

قلت: إنها قصة النسيان التي ذكرت. فأكثر العرب المهاجرين في أطراف الأرض ما لبثوا أن اندمجوا في بيئاتهم الجديدة.. لا أقول اندماجاً كلياً! فإن المهاجر الأول لا يفقد حنينه إلى مسقط رأسه مهما كانت نسبة الحنان. ولكن الأجيال التي تخلفه جيلاً بعد جيل كثيراً ما تنسى مسقط رأس الجد، وتميل بعواطفها إلى البلاد التي أنشأتها.. على عكس اليهود الذين لا ينسون أنهم يهود مهما تفرقت بهم البلاد ومهما توازعتهم الأجناس، ومهما تعاقبت عليهم الأجيال.

ولا يقتصر الأمر على هذا فالمشاهَد المعروف أن الجاليات العربية مهما بلغت نشاطاتها، واتسعت جهودها قل أن تجد بينها من يستطيع أن يسيطر على عالم المال أو المناصب العالية أو الجاه النافذ بقدر ما فعل اليهود.

فأنت اليوم لا تستعرض الأحوال العامة في أي دولة من كبريات الدول إلاّ وجدت اليهود يحتلون أهم المناصب الرئيسة فيها ووجدت لنفوذهم أكبر الأثر في توجيه السياسة العامة فيها.

وهم إلى هذا يسيطرون على أهم الأعمال تجارية أو صناعية ويمتلكون من ناصية التعليم ما يستطيعون توجيهه بصورة غريبة.. أما الصحافة وأما وكالات الأنباء في كثير من بلاد العالم الراقي فحدِّث عن مقدرتهم في استخدامها ولا حرج، بل إن كبريات الصحف وأهم المؤسسات العالمية للأنباء تمولها أموال يهودية ويشرف على توجيهها زعماء اليهود.

وهم إلى هذا يمولون أعظم المسارح أهمية في أوروبا وأمريكا، ويمتلكون أكبر المؤسسات السينمائية، ويشرفون على كثير من دور النشر والتأليف، وينفقون عن سعة لشراء كل من يعترض سبيل دعايتهم عن طريق التأليف أو الصحافة أو الإذاعة أو التمثيل حتى باتت أهم هذه الوسائل تعمل لخدمتهم وتخضع لتوجيههم.

فهل لنا أن نقيس هذا بجهود الجاليات العربية في أقطار الأرض وأكثرها جهود فردية لا تسيطر على اتجاه ولا تملك من النفوذ المادي أو الجاه الرسمي ما يهيئها للتوجيه والتخطيط؟