شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مطل الحقوق قضى على الثقة
(2)
قال صاحبي: تحدثت إليَّ قبل اليوم عن المماطل يستهتر بديون الناس وينسى فدائيتهم في نجدته يوم أحاطت به الحاجة فانفتل، ليواجههم بغير الوجه الذي لقيهم به يوم طلب عونهم، وكنت أتمنى لو استطعت أن تستثني المضطر الذي حالت ظروفه دون الوفاء فبات معذوراً.
قلت: إن المعسر المضطر عذره الشرع قبل أن أعذره أنا أو أنت، ولكن المعذور حري أن يشعرك باضطراره صادقاً في غير ختل أو خديعة.
حري بأن يحترم ما بينكما من أجل فيسبق إليك قبل حلول موعده لينفض أمامك أمره ويقنعك بعجزه لتدلل بذلك على مبلغ تقديره لما تستحق عنده ومقدار عنايته بما ضرب من أجل!!
مثال هذا إذا تبيّن لك صدقه لا يصح لي أو لك أن تسميه مماطلاً أو مستهتراً بحقوقك وقد رأيت أن لومي كان مصبوباً على شخص المماطل الذي يشعر أن علاقتك الودودة به انتهت بنهاية شطارته في استدرار مالك.
أتدري يا صاحبي أن الاستهتار من هذا النوع بات سليقة استمرأها المماطلون حتى أصبحوا يصدرون عنها كما يصدرون عن طبع متأصل لا سبيل إلى عصيانه؛ أولئك قوم أتمنى أن تشاد من أجلهم مستوصفات نفسية تُعنى بعلاج ما تأصل في دمائهم ليساهموا بإخلاص في بناء كيان بلادهم؛ فالأمم لا يعرقل سيرها شيء كما يعرقله فقدان الثقة بين أفرادها.
وأفراد الأمم لا تقوى على العمل المثمر لبلادها ما لم يتعاون موسروها وفقراؤها في إطار من صدق التعامل والثقة المتبادلة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :298  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 77 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج