شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عَليْنا أن نَدرس اتجاه النَاشئ
قال صاحبي: وهو يشير إلى فتى كان يقطع طريقه أمامنا في خطى المتسكع السبهلل، ألا تستغرب لقصة هذا الشاب المسكين؟ إن أباه من أعياننا، وإن إخوته من كبار العاملين في وظائفنا، كان المنتظر أن ينجح نجاح إخوته، ولكنه نشأ فاشلاً رغم ما بذل أبوه في سبيل تعليمه، نشأ يكره المدرسة ويكره ما فيها، وإذا صادفه حظ النجاح في اختبارات عام واحد خانه التوفيق في عدة أعوام مطردة، وقد ظل على هذا حتى أعلن عصيانه على المدرسة فتركها إلى غير رجعة، وحاول أبوه كما حاول إخوته أن يهدوه سواء السبيل ولكن في غير جدوى.
.. وها أنت تراه اليوم يمشي إلى غير غاية متسكعاً في غير هدف.
قلت: إنه مسكين لا لشيء إلاّ لأن ولاة أمره لم يكن بينهم ذهن يتسع لفهم الحياة من سائر وجوهها!!
لقد تخيلوا أن النجاح رهين مواظبته على المدرسة، ونسوا أن للاستعداد الفطري دخلاً -وأي دخل- في توجيه الشخص وإعداده للحياة.
أتدري أن كثيراً من رجال الأعمال الناجحين والمبتكرين والمخترعين نشأوا فاشلين في مدارسهم؟ وأنهم عندما تركوها ووجدوا أنفسهم مسوقين إلى الاتجاه الذي تناسب وما فطر عليه استعدادهم، فواتاهم النجاح من حيث لم يحتسبوا.
إن منهم من رضي العمل في النجارة، ومنهم من رضيه في الميكانيكا أو السباكة ففر إلى ما رضي بعيداً عن المدرسة، فتفتق ذهنه لبدائع كان لا يتخيلها، فإذا النجاح يواتيه، وإذا الفرصة تخدمه، وإذا هو بعد لأي يطول أو يقصر يبني لنفسه مركزاً يحسده عليه سائر أقرانه من أصحاب الشهادات.
ليس لنا أن نحدد نجاح الحياة بنجاح المدرسة. فوسائل النجاح أكثر من أن تعد، وليست المدرسة إلاّ وسيلة واحدة من آلاف الوسائل التي يصح اعتمادها كطريق إلى النجاح.
لقد عايشتنا غلطة تقليدية أساءت وتسيء إلى مقدراتنا في الحياة، ذلك أننا اعتمدنا الوظائف كمثل للنجاح الشخصي، ففقدنا بذلك آلاف المثل التي تميزت بها الأمم المتحضرة.
ما يمنعنا أن نهيئ لشبابنا مختلف الاتجاهات لينسوا أحلامهم في كراسي الوظائف ويتبينوا شتى الطرق التي سارت بها الأمم في مواطنها وعزت وربحت لقوميتها ثراء رفع مكانتها وسما بها إلى أوج الحضارة.
إن الأمم المتحضرة تُعنى اليوم أشد العناية بدراسة قابلية أبنائها واتجاههم الفطري أثناء الدراسة فإذا تبينت أي ميل في أي اتجاه من أي ناشئ صرفت إلى ما يميل لتحقق بذلك مختلف المكاسب في مختلف المجالات، وهي بذلك لا تقسر أحداً على غير ما يهوى!
لا.. لا يا صاحبي لا تأس على ما فات هذا الناشئ.. فربما برز في اتجاه آخر إذا ملتم به إليه.. وربما استطاع أن يحقق من معاني النجاح ما لا تتخيل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :296  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 65 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل