شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الوقف الإسلامي بينَنا وبينهُم
(2)
قال صاحبي: قلت بالأمس إن الأمم المتمدنة عندما استعارت قصة الوقف من الفقه الإسلامي توسعت في مجالاته حتى خدمت كثيراً من الأغراض العلمية والتكنولوجية فما يمنعنا أن نتيح لأوقافنا مثل هذه الآفاق لتساعد على تطوير بلادنا؟
قلت: إن الوعي الذي شرع يتفتق على أثر النهضة الجديدة كفيل بأن يفتح أذهاننا لمثل هذه المعطيات. فقد كانت فكرة الوقف قبل اليوم تخدم أكثر ما تخدم بعض الوجوه الدينية وفي استطاعتنا اليوم ألاّ ننسى نصيبنا من الوجوه الدنيوية دعماً لمركزنا كمسلمين نعيش بين مئات الأمم ونرى لزاماً لحيويتنا أن نزاحمهم على ما يضمن عزتنا ومجدنا.
حقيق بوعينا أن يهيئ أوقافنا لتخدم إلى جانب إطعام الطعام وبناء الملاجئ وغيرها من وجوه الخير وجوهاً جديدة ترفع مستوى التعليم مثلاً وتنفق في سبيل تيسير اللغة العربية قراءة وكتابة وتوحيد مناهج الفقه الإسلامي في تبويب مبتكر يضمن أيسر السبل. في استطاعة أوقافنا أن تساعد فقراء الطلبة وأن تعين المتخصصين في الجامعات والمعاهد والكليات وتفتح المجال أمامهم لمتابعة ما تخصصوا في دراسته وأن تمنح الأكفاء منحاً دراسية عالية إذا ثبتت أهليتهم لها وتبين عجزهم المادي عن متابعة سيرهم فيها، وتساعد الشباب الذين يكرّسون جهودهم لتحضير الدكتوراه ليستطيعوا كتابة الرسائل التي نذروا أنفسهم لها دون أن تعرقلهم منغصات مادية.
في استطاعة أوقافنا أن تبني مختبرات لطالب المعرفة وأن تجهزها بطاقة الأجهزة التي يعجز عنها هواة البحث وأن تساعد المكتبات العامة على شراء أندر الكتب وأثمن المحفوظات وتعين الفنيين في مختلف مجالاتهم بما يحقق للبلاد نهضة واسعة وتنفق على المتطوعين لنشر الإسلام في مجاهل الأرض كما تنفق على التأليف والنشر لترفع صوت البلاد عالياً في أرجاء الحياة.
وفي استطاعة أوقافنا أن تساعد خطوتنا الجديدة في مجال الأبحاث الطبية والعلوم الطبيعية والدراسات البيولوجية التي شرع بعض شبابنا الجديد ينهل من معارفها وبات في حاجة إلى من يمهد أمامه سبيل العون.
حبذا لو تضافرت الأوقاف الأهلية مع الرسميين في وزارة الأوقاف لتشكيل لجان تبحث حاجة البلاد للإنفاق المنتج وتصدر توصيتها إلى رجال المال الذين يميلون لحبس أموالهم وقفاً على الخير أن يجعلوا لشروط الوقف مجالاً يتسع لخدمة شؤون العصر وعلومه المستحدثة ليساعدوا على تطوير الجيل الجديد وإعداده إعداداً قوياً يضمن رقي البلاد وتصنيعها وإمدادها بالعقول النيّرة التي تعرف كيف تبتكر وتخترع وتغني البلاد في كافة ميادينها العاملة الخلاقة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :320  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 59 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج