فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > كتاب الاثنينية > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ أحمد السباعي > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ أحمد السباعي - الجزء الأول > قال وقلت > الجزء الأول > لا يجب أن نتخَاذل
لا يجب أن نتخَاذل قال صاحبي: أترانا بعد هذه النكسة إلى خير؟ قلت: إذا كنا قد أصبنا يوم النكسة في فلسطين بالأمس فلسنا أول مصابين في الحياة. فتاريخ الأمم والشعوب حافل بالكثير من أمثال هذه الحوادث التي ضرب فيها على المبادئ وأصيب أصحابها بأكثر مما أصبنا ثم ما لبثت عجلة الزمان أن دارت دورتها لتعيد الحق إلى نصابه وتبطل كلمة المبطلين. إن العزيمة الصادقة لا يضيرها أن تخيب في جولة أو أكثر وإن الإيمان الصحيح لا يثنيه أن تعانده الأيام أو يجري ريحها في غير ما يشتهي. لئن مسّنا اليوم قرح فقد مسّ آلاف الأقوام قبلنا قرح مثله بل وأكبر منه أثراً وأشد فداحة.. تلك أيام الله يداولها بين الناس وتلك سنته في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلاً. لعلّها المحنة التي يمتحننا الله بها لنعود إلى أنفسنا فنناقشها الحساب! ترى هل كنا يداً واحدة على قبلة واحدة؟ وهل كانت قلوبنا خالصة فيما نستقبل؟ متعاونة على ما نستدبر؟ أم كنا أوزاعاً يشتتنا الحسد؟ وتفرقنا الأحقاد؟ وتتنازعنا الأهواء؟ ويغرينا ببعضنا حب الاستعلاء؟؟ ترى هل كانت إخوَّتنا خالصة؟ وكانت كلمتنا صادقة؟ .. هل عشنا لا نراوغ؟ ولا نخادع؟ هل عشنا لا نتآمر ولا نتنابذ ولا يخذل بعضنا بعضاً؟ ولا يبني أحدنا مجده على أنقاض غيره؟؟ إن صدق النقاش ونزاهة الحساب خير ما يضمن مسيرتنا. وليس أنبل في الحياة ولا أشرف من أن يدرس الخاطئ أخطاءه ويعرف المسيء إساءاته ليقف بها عند ما عرف. ثم يستأنف مسيرته من جديد فيما يليق به من مسالك الشرف. أنا لا أشك أن إصابتنا كانت درساً أراد الله أن يذيقنا به بعض بأسه لنذكر ما نسينا من معاني الوفاء، وحقوق الإخاء. فلنحمد الله أن قدّر وتلطف، ولم يذقنا كل بأسه.. وليكن في هذا ما يحفزنا لإعادة الصفوف وتسويتها لتستقيم في مسيرتها الجديدة نقية نظيفة معنية بالمفيد المثمر الذي لا يشتت قواها ولا يشغلها عن هدفها الصحيح في الحياة.
طباعة تعليق  القراءات :301  التعليقات :0
صفحة 57 من 156

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج