شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة معالي الدكتور إبراهيم العواجي ))
- بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
أولاً ربما ترون أنَّ العوائق الطبيعية لن تسمح لي بأن أتحدث كثيراً لأني تعرضت لنزلة سبقت مجيئي لجدة، وربما السفر أدى إلى عملية اختناق للصوت، وقد وجدت من المهم قبل أن أفتح أي حوار معكم أن أحييِّكم ببيتين من الشعر أرجو أن تعفوا عن أي خَلَل لأني كتبتها بعد الظهر، وفي الواقع لا أدري كيف أشكركم ومن أشكر حين أبدأ؟ هل أشكر أخي وصديقي الفاضل عبد المقصود، أم أشكر الذين تحدَّثوا عني وقالوا أكثر مما فيَّ، أم أشكركم أنتم الذين أعطيتم من وقتكم من أجل المشاركة واللقاء؟ الواقع فقط أقول لكم:
خَبَتْ شموعُ بياني حين رُمتكم
لأنَّ شمسكم ضوءٌ بوجداني
فعدتُ لليل علَّ النجمَ يُسعفني
فكان بَدْركم يا أهلُ عنواني
فحبُّكم يا رفاقَ الحرف ملحمةٌ
تبدي ملامح هذا الموطن الحاني
أحبكم أينما كنتم لأنكم
في داخلي وطنٌ يسمو بألحاني
أحبُّكم كيفما كانت وسائلكم
ما دام يجمعنا إيمانُ رباني
أحبُّكم كيفما أنتم لأنكم
تجسِّدون تباريحي وأشجاني
أنا صَدَى صوتكم يمتد في أفق
أبعاده حُلُمٌ يحتل أزماني
مَـنْ يدَّعـي مثلنـا يـا صحـب أن لـه
أرضٌ طَهور وَمْجدٌ شامخ ثاني
مَنْ يَّدعي مثلنا مَجْداً رسالتُه
إغاثة الكون من ظلم وبهتان
ووحدةُ النبضِ والاحساس تجمعنا
نحمي ونُعْلي ونَفْدي رَمْزنا الباني
يا زارع الحب في أرجاء أوديتي
شكراً ففـي القلب أنتـم خيـر سُكَّـان
أنا الواقع كان لديَّ أفكار كثيرة حول موضوعات فعلاً تستحق أن أستفيد منكم وأشارككم الرأي فيها، وقضايا الأمن أعتقد أنه موضوع نعيشه جميعاً، تفضَّل أخي وتحدث عن موضوع الأمن والتنمية وليس بالموضوع الجديد، ولا يجب أن أشغل وقتكم الثمين وجمعكم هذا الخيِّر بالحديث عنه، ولكن فقط أريد أن ألفت النظر بحكم تجربتي الماضية وتعاملي مع قضية الأمن، ليس فقط على مستوى المملكة، ولكن وجودي ضمن الساحة الأمنية العربية والإقليمية والدَّوْلية جعلني أكثر التصاقاً وإدراكاً لأهمية موضوع الأمن والتنمية، لأننا ربما لو نظرنا حولنا في الأوطان العربية ولأقرب شيء مثلاً تلك التي تذخر بثروات تفوق ثرواتنا، وسبقونا ربما بعشرات إن لم نقل مئات السنين في الاتصال بالحضارات الغربية، وتعلموا في مدارس حديثة قبلنا، ويملكون أنهاراً ويملكون مصانع متقدمة، ومع ذلك يعانون من مجاعات ومن تمزق وتخلف بسبب فقدان عامل الأمن، لذلك نحن ندعو اللهم أَمنا في أوطاننا كأهم دعاء، والأمن مؤكد أنه لو خيِّر الإنسان بين أي شيء وبين الأمن كشيء يخصه هو، ليس أمامه إلا أن يختار الأمن ويضحِّي من أجله، لأنه في ظل الأمن يستطيع الإنسان أن يعمل أي شيء وأن يحقق الحد الأدنى من أي شيء أيضاً.
وأنتقل من هنا.. هناكَ بُعْدُ في مجال التنمية يعنينا جميعاً هذا البعد يتعلق بموضوع الثقافة، ربما أُتيحت لي فرصة في مناسبات عديدة أن أتحدث عن هذا بشكل موجز، ولكن الآن بحكم الوقت، سوف يكون موجزاً، ولكني أريد أن أطرح إشكالية عليكم كمثقفين ومتعاملين مع الكلمة كمسؤولين أمام الله وأمام ضمائركم وأنفسكم ووطنكم، طبعاً هذا الوطن العظيم الذي توحدت أرضه ثم توحدت جوانب حياته كافة في الخير والبناء وفي التكوين، ظلَّت الثقافة فيه متأرجحة، منتوجها خاضع لعوامل منتوج التعليم والصُّدَف والظروف، المثقفون في المملكة لعبوا دوراً كبيراً جداً في بلورة ما أفرزته التنمية من أمور ولكن ليس ضمن منهجية محددة وخط منهجي واحد يضمن لنا تقريباً أو يؤدي في النهاية بشكل جديد نحافظ على قيمنا، وفي الوقت نفسه نتابع إفرازات التنمية السلبية هنا وهناك وهذا شيء طبيعي نتعامل معه.
ربما يعذرني بعضكم إذا قلت الاهتمام الكبير الذي أجده من المثقفين وأصحاب القلم في أمور ثقافية خارج (الأوربت) العربية خارج السعودية والعربية والإسلامية حتى، ومتابعة كثير من الأمور الثقافية والجدليات الفكرية المرتبطة في مجتمعات أخرى، ومع أنه يجب أن نحتكَّ ونعرف كي نستفيد، ولكن ألا نملأ صفحاتنا وكتبنا ونشغل وقتنا لأنه لدينا في وطننا هموم ثقافية كبيرة جداً لكن لا يمكن أن تقدم على طبق جاهز، نحن المثقفين المسؤولين علينا أن نبحث عنها ونتعرف إليها ونبرزها ونتصدى لها بشكل منهجي متصل.
طبعاً كما ذكرت هذا لا يسقط الجهود الكثيرة المبذولة من خلال الصحافة والأندية وغيرها ومختلف أوجه النشاطات، لكن حقيقة نحن نحتاج للثقافة بعناصرها المختلفة، والمثقفون لا بدَّ أن يعيدوا تقييم دورهم من خلال محاولة التعرف إلى المشكلة، ربما ليس هناك مشكلة بالحجم الذي أتصوره، ولكني أتصور أن هناك مادة ضخمة غنيَّة وثريّة وَزخَماً كبيراً جداً، والمهتم فيها يجد فيها ما يشبع كل نَهَمه ويستخدم أدواته كافة، وكذلك الشاعر والمحلل الكاتب الباحث.
نحن لا نريد أن نكون شعباً قوياً بوطنه وثروته ومشاعره، بحمد الله المشاعر الوطنية في هذه البلاد محل إعتزاز ليست محل بحث، نحن نحتاج إلى أن نعمل لتظلَّ شخصيتنا هي الشخصية التي نعتز بها، لا أن نتحول إلى مجموعة من البشر قد لا يجدون أنفسهم في يوم من الأيام غير قادرين على مواجهة التحدِّيات التي قد تواجههم، تحديات ثقافية بالدرجة الأولى ثم ما بعدها.
ربما حديثي يحتاج إلى تفسير وإضاءة، وأنا أعترف أنه حديث شائك ولم أحضِّر له، لكنه هاجسي دائماً، وليس أسعد لدي من هذه الأماسي تجمعني مع الأخوة الأحبة الموجودين اليوم، ربما يكون لنا لقاءات أخرى بحيث أننا نحاول أن نطوِّر هذا الموضوع، وربما تلفتون نظري إلى أنه بحكم عملي في الداخلية لا أقرأ، وما أبحث عنه هو فعلاً الموجود، حتى أرحب فيه، ربما انشغالي وعملي في السابق ربما لم يمكِّنني من متابعة الأطروحات الثقافية الموجودة في مختلف الوجهات، وأرجو أن أتمكن، وأن أكون إن شاء الله عضواً نافعاً.. وشكراً.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :637  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 12 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.