شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
شكراً بروفيسور كوانت على الإضاءة التي أفضلتم بها وأعتقد أن زملائي الليلة يوافقوني خاصة بعد التطورات التي حدثت بعد ظهر اليوم إضافة السودان إلى منطقة الاهتمام في الشرق الأوسط بعد التطورات بشأن طلب رئيس السودان لمحكمة العدل الدولية.. لقد غطيتم عدة عناوين بارزة ودعوني أنعش ذاكرة الحضور: السياسة تجاه إيران بعد أحداث 11 سبتمبر، العراق، واحتمال انسحاب أمريكا من العراق، الدبلوماسية إيران وسوريا، أيضاً يهمني (ولكني غير متأكد أن الجميع يشاركونني الرأي) بخصوص الأزمة المالية ومدى تأثيرها في اتخاذ القرار الأمريكي وبقاؤها في هذا الجزء من العالم، وكيفية التعامل مع الحكومة شبه النازية في إسرائيل والكنيست الذي يحمل أفكاراً فاشية متطرفة نحو العرب.. وبهذا أفتح باب الحوار آملين أن نتلقى أجوبتكم على الأسئلة التي سيتم طرحها، راجياً من الجميع توضيح الاسم والعمل وأبدأ بالدكتور عاصم حمدان:
قلتم في حديثكم أن صميم مشكلة الشرق الأوسط هي المسألة الفلسطينية، وقد رفضت الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية إقامة أي حوار مع حماس لأنها لا تعترف بها. والآن الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو والتي تضم بعض الحركات الراديكالية التي لا تؤمن بدولة للفلسطينيين فما هي مرئيات الولايات المتحدة والحكومات الغربية فهل تتخذ نفس الموقف من حماس أم أن هناك توجه آخر؟
شكراً د. حمدان.. إنكم محقون بشأن تعامل الولايات المتحدة مع حماس ولا تريد ضمها في أي مفاوضات، وطبعاً هناك تناقض فقد طلبنا من الفلسطينيين عمل انتخابات تمكنت بموجبها حماس من الوصول إلى السلطة لكننا رفضنا الاعتراف بنتائج هذه الانتخابات، ولم تتغير تلك السياسة حتى الآن. وضمن الدوائر التي تحركت فيها وهي أكاديمية ونظرية حيث يمكن التفكير بحرية بشأن البدائل، فإنه من المتفق عليه بصورة واسعة إنه إذا كانت هناك مساعي لنجاح الحوار السلام الفلسطيني الإسرائيلي فلا بد من إشراك حماس في وقت ما وبطريقة ما.. وهناك آخرون خارج القنوات الرسمية في حوار مع قادة حماس ونعرف مواقفهم إلى حد ما.. ومن وجهة نظري الشخصية إنه يجب ألا نضيع المزيد من الوقت لإيجاد طريقة لإدخال حماس في اللعبة بدلاً من إقصائها، ولكن ذلك ليس سياسة حكومتي، وأعتقد إنك تخمن لماذا؟ فالحالة أن حماس ما زال ينظر إليها على أنها جماعة إرهابية وليست جبهة مقاومة، وهذا لا يمكن تغييره بسرعة.. واليوم كررت وزيرة الخارجية رفضها التعامل مع حماس في الظروف الراهنة. وهناك محادثات في القاهرة وللمرة الأولى في الولايات المتحدة لمحاولة جمع الفصائل الفلسطينية، في السابق لم نحاول ذلك، ولا أعلم إلى أي مدى سوف تنتهي هذه المحاولات، فحماس جزء من التركيبة الفلسطينية وينبغي أن نكون واقعيين، ملاحظاتك حول إسرائيل دقيقة بأن هناك عناصر صلبة في الكنيست الجديد كما ذكرت، ولكن الولايات المتحدة سوف تستمر في التعامل مع إسرائيل بغض النظر عن وجود خط صعب في الحكومة، وهذا لا يعني أن أي موقف تتخذه إسرائيل سوف يجد التأييد التلقائي من هذه الحكومة، قاد الليكود إسرائيل ووجد صعوبة في التعامل مع رؤساء أمريكا جورج بوش الأب وبوش الابن وأوقاتاً صعبة مع إيزاك شامير واتخذ مواقف صارمة معه، كما أن جيمي كارتر اتخذ مواقف متشددة مع مناحيم بيغن، بيل كلنتون اتخذ مواقف قوية تجاه نتنياهو وعليه فإنني أعتقد إننا اتخذنا بعض المواقف المتشددة والمناظرات مع الإسرائيليين ولكن العلاقة الأساسية سوف تظل بدون تغيير.
سؤال:
أرى إنك ضمن مجموعة يمكن أن نطلق عليها "مشجعو السلام في الشرق الأوسط" وآمل أن تتحول هذه المجموعة في يوم ما إلى جمعية تلتقي بصورة دورية وتناقش السلام في الشرق الأوسط، ولدي اقتراح لهذه الجماعة حيث أرى إمكانية، فقد ذكرت أن الرئيس أوباما يمكن أن يقوم بدور إيجابي وبناء في تحقيق السلام وكيف إنه يعرف العالم العربي والإسلامي بصورة جيدة، كما أرى أنه حر من أي توجهات أيدلوجية يمكن أن تؤثر في قراراته كما حدث لسلفه في الإدارات السابقة.. كما لدينا الملك عبد الله في السعودية الذي يحظى بكثير من الاحترام ليس فقط في المملكة العربية السعودية بل في كل العالم العربي.. ولا يوجد من ينكر توجهاته الإسلامية، وهو يسعى أيضاً للسلام في الشرق الأوسط، بين الرجلين أرى إمكانية أن نأمل سيطرة السعودية ولعبها دوراً فاعلاً في الضغط على حماس، بينما تقوم الإدارة الأمريكية بالضغط على الراديكاليين الإسرائيليين وتمرير عملية السلام بينهما.. هل تشاركوني تلك النظرة المتفائلة بأن هناك فرصة قادمة خلال السنوات القليلة القادمة، ثلاث أو أربع سنوات لبدء عملية سلام جادة بناء على عمل هذين الرجلين الملك عبد الله والرئيس أوباما؟ وشكراً.
الإجابة: التفاؤل شيء مستحب، ولكني أحاول تفاديه لأنه يجعلك تبدو كشخص ساذج.. الأمل قائم حتى مع اعترافنا بصعوبة حل الصراع العربي الإسرائيلي، ولكنك أثرت نقطتين قويتين، فلدينا رئيس جديد يحظى بشعبية واسعة في الولايات المتحدة، والذي أعتقد أنه ينال احترام هذا الجزء من العالم، ولديكم الملك عبد الله الذي قدم قاعدة للحل عام 2002م على ما أعتقد وافقت عليها تقريباً كل الدول العربية، وما زالت على الطاولة وآمل أن تظل كذلك، وعموماً فإنه ليست خطة السلام العربية هي التي تضفي حيوية للعملية السلمية، فنحن نحتاج للفلسطينيين والإسرائيليين للدخول في حوار حيوي، ونحتاج إلى حوار سوري إسرائيلي حيوي بعيداً عن الوسطاء وما قامت به تركيا وصولاً لاتفاق نهائي ثم يأتي دور خطة السلام والسعودية سوف تكون مهمة جداً.. وعليه نعم أرى أن هناك فرصة، ولكني لا أعلم النسبة المئوية التي تمثلها، ولكني كما قلت آنفاً إن المسائل السهلة لا تعلق بالدبلوماسية، بل تعلق بها المسائل المهمة، وهذه مهمة ولا يمكن أن نقوم بها وحدنا، نحتاج إلى دعم من دول مثل السعودية، ومصر وربما تركيا التي أسعدني دعمها قنوات التواصل الدبلوماسية الخلفية بين سوريا وإسرائيل.. كما أن الأوربيين بالتأكيد يمثلون عنصر مساعدة، مثلهم مثل كثير من الدول الأخرى يريدون إنهاء هذا الصراع، لقد تعبنا من العملية ونريد السلام.
سؤال من الأستاذ أنس مؤمنة رئيس مجموعة سامبا المصرفية في المنطقة الغربية:
شكراً على تعليقكم وعلى حديثكم.. سؤالي حول إيران، أشرتم إلى أنكم لمستم توجه الإدارة الأمريكية الجديدة لاتخاذ توجه مختلف تجاه المسألة الإيرانية، توجه يختلف عن العزلة، وهناك أوراق أخرى سوف تستخدم، وبناء على تحليلكم ما هي توصياتكم بشأن التعامل مع إيران؟
الإجابة: حسناً.. منذ 1998م فإن السياسة الرسمية للولايات المتحدة هي إحداث تغيير في السلطة في إيران، تطبيقاً للقرارات التي اتخذت بهذا الصدد في السابق، وفي عام 1998م في عهد بوش أصبحت السياسة المعتمدة هي تغيير السلطة، فمن الصعب جداً التعامل دبلوماسياً مع سلطة تحاول جاهداً أن تقصيها وتهمشها وتضغط عليها.. فأحد الكروت التي ينبغي استخدامها أن تغيير السلطة لم يعد خياراً قائماً، سواء أردنا الجمهورية الإسلامية في إيران أم لا، أنا لا أريدها، ولكنها حقيقة في الحياة، فقد مضى حوالي 30 سنة دون أي معنى لمواصلة هذا النهج.. وأعلم أن هناك منتقدين للسلطة الإيرانية داخل إيران نفسها، لكنها حقيقة قائمة ولن تذهب بسهولة.. ثانياً من غير المنشور على نطاق واسع أننا متورطون في أعمال عدائية ضد المصالح الإيرانية، كما أنهم متورطون في أعمال عدائية ضدنا، وهذه تجري في الحدود مع العراق ولكنها بسيطة ويمكن الانسحاب منها، وهناك مقتدى الصدر يقف وحده يراقب، وعموماً يمكن تسويتها والتوقف عن العدائيات تجاه مصالح كل طرف. بالنسبة للمسألة النووية فلست مختصاً في هذا الجانب، ولكني قمت ببعض الحوارات وفق قنوات خاصة بين دبلوماسيين إيرانيين وأمريكيين.. وهناك إطار اتفاقية باعتراف أمريكا في حق إيران في الحصول على طاقة نووية مع بقاء اليورانيوم الذي يخصبونه تحت المراقبة وفي المقابل تلغى العقوبات المفروضة على إيران منذ وقت طويل وبدأنا نرى استقرار ذلك الجانب في العلاقة وهذه هي النواحي التي أرى بالإمكان التطرق إليها بصورة دبلوماسية، وتبقى بعد ذلك خلافاتنا حول مسائل إسرائيل وحزب الله وحماس وبعض المشاكل التي سوف نعالجها مع إيران.. أفغانستان ربما تعتبر ملعب جولف جديد نحتاج إلى التعامل معها.. ولكني أعتقد أن المسائل الكبرى هي التي تناولناها، ولا أعتقد أننا قادرون على تطوير كل العناصر الخاصة بالسياسة الجديدة والتي سوف تكون لازمة، إنني على يقين بأننا نحتاج أن نقوم بذلك علناً، نحتاج إلى فترة من الدبلوماسية الهادئة وفق وسائل مختلفة مقارنة بانفتاح نكسون على الصين.. لا تحتاج أن تقوم بذلك في وضح النهار وتتوقع من الجميع أن يفهموا الحاجة إلى العلاقة الجديدة، ينبغي أن تمر بفترة قاسية من الدبلوماسية السرية، التي ينبغي أن تبدأ سريعاً، ولا أعتقد أنها بدأت ولكني أعتقد بأنها جاهزة للبدء.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :815  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 216 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج