شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( فتح باب الحوار ))
فتح الحوار بسؤال للأستاذ علي المنقري جاء فيه قوله:
- بدأت الدعوة إلى اجتماعية الشعر، الشعر يجب أن يكون اجتماعياً، نبرة عصبية تطغى على الصحافة العربية، فما مدى سلامة هذه الدعوة وصدق إيمانها بغايتها، وهل تريد ضراً بالشعر؟
ورد المحتفي به على السائل بقوله:
- لا أستطيع أن أجيب على هذا السؤال، لأنَّه موجه إلى الصحافة ورجال الصحافة هنا، فأترك هذا السؤال للأستاذ محمد الحساني الكاتب الصحفي الكبير.
 
واستجابة لرغبة المحتفى به، أجاب الأستاذ محمد الحساني على سؤال السائل بقوله:
- بسم الله الرحمن الرحيم.
- أولاً: بوجود أساتذة الصحافة والإعلام.. لست مخولاً بالحديث عن الصحافة، ولكن السائل إذا كان يريد أن يتحدث عن كون الشعر مرتبطاً بالحياة - أي أنَّ الفن للحياة - فهذه مدرسة.. وهي مدرسة صحيحة، وليس الفن للفن حتى يصل إلى درجة العبث؛ طبعاً يجب أن تخدم القصيدة والقصة، وكل الفنون الإنسانية والمعارف الإنسانية الحياة، فإذا انسلخت عن الحياة فلا قيمة لها، ولذلك أخذ على شعراء الحداثة أنَّ هناك فاصلاً كبيراً وحقيقياً بينهم وبين المتلقي، وبين قضايا الحياة، ولذلك لم يتم التواصل بينهم وبين الناس، وهذا ينطبق على جميع ما يطرق في الصحافة من قصة أو نثر، وجميع الفنون - أيضاً - يجب أن ترتبط بالحياة، لأنَّ الفن للحياة.
 
وورد سؤال من د. سامي حمود يقول فيه:
الاسم منك البنجر والقول عذب سكر
ماذا لديك جواهر مخبوءة لا تظهر؟
غزل وفيه الحب عذري يفوح ويزهر؟
 
ورد المحتفى به بقوله:
- شكراً للشاعر، وأنا سعيد بهذه العبارات الجميلة وبهذا الشعر الجميل، ولكنني ماذا أفعل؟ هل أبكي سروراً: ما كنت أتوقع من تلامذتي أيام كنت مدرساً للغة العربية بأن يمدحوني، فما بالك بأساتذة، ونقاد، وشعراء، وأعلام، يعني يوجهون لي شيئاً من هذا المديح؟ فأنا مسرور به وممتن؛ وأشكر لكم عطفكم ولطفكم.
 
ووجه الأستاذ صالح باقلاقل السؤال التالي:
- ما هي إسهاماتكم في خدمة القضايا الإسلامية؟
 
وأجاب الشاعر فاروق بنجر بقوله:
- كتبت عدة قصائد، ولعل قصيدتي المدى - وهي طويلة تحتوي على 86 بيتاً نشرت في جريدة الندوة، نشرها الأستاذ محمد المفرجي - لعلها تمس هذا الجانب إلى أبعد الحدود، تركت نفسي على سجيتها أعبر عن موقفي، وأحمِّل الدوالي الشعرية المدلولات، التي أردت لها أن تعبر عن موقفي في هذه القصيدة، ولا يتسع الوقت لإلقاء مثل هذه القصيدة الطويلة عليكم وإن كانت موجودة لدي؛ وهناك قصائد أخرى، ولعلي لو تحدثت عن تجربتي الشعرية أنني تقاطعت خلال خمسة وعشرين عاماً مع كثير من التجارب الروحية، والإنسانية، والاجتماعية، والتربوية، إلخ.. في قصائد عدة كتبت شعراً يتعلق بالجانب الروحي، وشعراً يتصل بما يسمى الآن مصطلح الأدب الإسلامي.
- وأنا شاهدت الأستاذ الدكتور محمود زيني الأستاذ الكبير، وأرجو أن يعذرني إذا قلت، وأن يعذرني صحبه الكرام أنني لا أفضل استخدام الأدب الإسلامي والشعر الإسلامي لأمور عدة، ولكنني كتبت مرةً مقالة عند صديقي الأستاذ بكر بصفر، عندما كان محرراً في جريدة المسلمون في الصفحة الأدبية والثقافية، وضمن هذه المقالة تعرضت قليلاً لمصطلح الأدب الإسلامي والشعر الإسلامي، ولكنني استخدمت مصطلح شعر الاتجاه الإسلامي أو أدب الاتجاه الإسلامي، ولعل الَّذين قرؤوا التنظير الثاني بعد التنظير الأول للأدب الإسلامي - التنظير الأول كان للأستاذ سيد قطب رحمه الله - والتنظير الثاني لأدب الاتجاه الإسلامي، كان لأخيه الشيخ محمد قطب، كان يقول في كتابه عن الفن الإسلامي: منهج الفن الإسلامي، فقال في هذا الكتاب: "حتى الآن لا يوجد أدب إسلامي" وأنا أقول بصراحة - فيما عدا ما كتبه الشاعر الإسلامي الكبير محمد إقبال - ليس هناك شعر في شعر الاتجاه الإسلامي يرقى إلى العالمية بمستوى هذا الشعر الَّذي كتبه محمد إقبال، حتى في صيغته المترجمة إلى اللغة العربية شعراً.. فتقاطعت تجربتي مع التجربة الإسلامية، وكتبت شعراً في هذا الاتجاه، وما زلت أحتفظ بنماذج من هذا الشعر.
 
ووجه الأستاذ عدنان محمد حسن فقي السؤال التالي:
- هل لنا أن نعرف متى كان مولد أول قصيدة كتبتموها وما مناسبتها؟ وهل لنا أن نستمع إلى أبيات منها؟ ومن هو الشاعر الَّذي تأثرتم به، وكان الدافع إلى ما وصلتم إليه من مكانة شعرية؟ مع خالص تحياتي.
- لقد كان أبوك أطال الله عمره أحد الشعراء المؤثرين، ولن أنسى أننا رددنا في كلية الآداب عندما كنت طالباً، وكان أحد مريديه زميلاً لي اسمه الأستاذ عبد المنعم القين، أحد مريدي الأستاذ الكبير الشاعر محمد حسن فقي، وكان يحفظ له أبيات غير منشورة أو ممنوعة من النشر وهي في غاية الجمال، ليتني أتيت بها الآن.. منها أربعة أبيات يقول فيها:
أتيت إلى الدنيا بأشجان أمة
فكيف تواسيني بأشجان واحد
 
وأجاب الشاعر فاروق بنجر بقوله:
- كلام جميل.. نعم يا سيدي بدأت تجربتي في أواخر الثمانينات الهجرية عندما كنت في المرحلة الثانوية، أنا من الشعراء الَّذين لم يكتبوا الشعر أو يدخلوا هذا العالم السحري في وقت مبكر، ولأتحدث بعد قليل عن تجربتي الشعرية، فسأوضح شيئاً من هذا القبيل، ومن حسن الحظ نشرت أول تجاربي الشعرية بإيعاز من بعض الأصدقاء، قالوا لي إذا استطعت أن تنشر قصيدتك هذه - وهي من أربعين بيتاً تقريباً في مجلة المنهل، ولم تكن لدينا كما تعلمون مجلات أدبية - إذا استطعت أن تنشر القصيدة في مجلة المنهل، فهذا اعتراف بأنك شاعر، لأن الشيخ عبد القدوس - رحمه الله - لا ينشر إلاَّ لكبار الشعراء؛ كتبت قصيدة وكتبت لها ديباجة وأرسلتها للشيخ، وكنت قد قلبت النظر فيها مرات عديدة، وأرسلتها وكنت أنتظر رداً منه في أي صفحة من الصفحات، وإذا به ينشرها مع مقدمتي ومع كلمة جميلة - يرحمه الله - ثم أرسل لي رسالة لا زلت أعتز بها بخط قلمه، ثم بدأت بعد ذلك؛ لكن هذه الأشعار التي نشرتها أعتبرها بداية، وإن هذه البدايات كانت ضحلة إلى حد ما، فلم أعرف الشعر الَّذي كتبته إذا كان جيداً إلاَّ بعد تخرجي من الجامعة.
 
وورد سؤال من د. غازي زين عوض الله، من جامعة الملك عبد العزيز كلية الآداب قسم الإعلام جاء فيه:
- بين الشاعرية والالتزام الاجتماعي خيط رفيع، فما هو موقف شاعرنا من هذه الخريطة في ظل المسؤولية الاجتماعية ونظرية الحرية؟
وأجاب المحتفى به قائلاً:
- شكراً للأستاذ الدكتور، أنا أحبه وأعرفه منذ حضَّر شهادة الدكتوراة وعاد إلى جامعة الملك عبد العزيز، ولكنه سؤال صعب، ربما يتبادر إلى ذهني أنَّه يتعلق بالواقعية الاشتراكية، أيضاً لأن تجربتي تقاطعت مع الواقعية عموماً، ولكني أؤمن بالواقعية الإسلامية، أما الواقعية الاشتراكية فكانت لها قيم اجتماعية تتعلق بالمجتمع، ولكنها كانت مثالية كانت سوداوية، وعندما تداخلت مع الأيدولوجية الاشتراكية الشيوعية، ودخل فيها شيء من الصراعات والصراخ الأيدولوجي، حبطت هذه الاشتراكية أو الواقعية الاشتراكية، صحيح إنها أثرت في البيئات العربية عموماً، خصوصاً في شمال أفريقيا، والعراق، وسوريا؛ وكادت تؤثر - أيضاً - في الأدب الإنكليزي الحديث؛ ومن يتذكر الشعراء الثلاثة لويس داي ومجموعته..، كانوا تأثروا بالراديكالية، والاشتراكية، والشيوعية، الواقعية الاشتراكية؛ ولكنهم في النهاية انصرفوا عنها إلى التحديث الشعري الَّذي تعلق بالأفكار العلمانية والتحررية، ولما انصرفوا عنها قالوا شعراً جميلاً.
 
- على كل حال: لا شك أن المسؤولية الاجتماعية مسؤولية الشاعر، والشاعر ينبغي أن يكون اجتماعياً، بمعنى أنه فرد من المجتمع، فإذا كان يقدم قيمة الوطن، والوطنية، والإنسانية؛ فالوطن هو جزء من هذا المجتمع؛ أما الالتزام الَّذي يردده النقاد كثيراً، وهو من ضمن النظريات الاشتراكية الشيوعية، الالتزام الشيوعي لم يعرف التزام في الشعر إلاَّ الالتزام الشيوعي، حتى لم يقل هناك التزام إسلامي؛ هذا في رأيي، ولكن على الشاعر أن يلتزم بمبادئه التي كونها لنفسه، وهذا يكفي دون أن أطيل؛ وشكراً لكم.
ومن الأستاذ عبد الله ترجمان ورد السؤال التالي:
- نعرف أن الشعراء يتحدثون - في بعض الأحيان - عن بعضهم، ولي رغبة أن أعرف ما هو رأيك في شعر الأستاذ عبد السلام حافظ؟
 
وأجاب المحتفى به قائلاً:
- لست ناقداً، لكنه - رحمه الله - كان أحد الشعراء المبدعين لا شك، من شعراء المدينة، كانت له صولات وجولات منذ كنت على مقاعد الدراسة طالباً، وربما - رحمه الله وغفر له - كان من المكثرين، وأنا لا أحب لنفسي الإكثار ولا أحب الشعراء المكثرين، وقد ذكر زميلي الأستاذ محمد موسم ابن زريق البغدادي له قصيدة واحدة، جعلته من كبار الشعراء العرب؛ ومالك بن نويرة له قصيدة واحدة لم يعرف غيرها، وكان شاعراً؛ وربما خرج علينا شاعر بقصيدة واحدة أكثر مما يخرج علينا شاعر بمئة قصيدة..، وأنا أعرف ناظماً في مكة المكرمة له مطبخ شعري، كان في أي احتفال تربوي في مكة يذهبون إلى ابنه - فأنا أغتابه الآن ولكن أقدره كإنسان - يذهبون إلى ابنه ويقولون له لينظم لنا أبوك قصيدة عن المتقاعدين، قصيدة في حفل تكريم الطلاب، قصيدة نلقيها أمام سعادة مدير التعليم، قصيدة نلقيها في ولادة، فهذا شيء عجيب أن يطبخ الشاعر قصيدة حسب الطلب! وقلت لزميل لو أنني داعبته - هذا الصديق المدرس - وقلت له: ليتك تقول لأبيك أن يفتح مكتباً للشعر بدل العقار، فالشاعر حافظ - رحمه الله - كان أحد كبار الشعراء في المملكة العربية السعودية، ويكفي هذا.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :483  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 125 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.