شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ سليمان الزائدي ))
ثم أعطيت الكلمة لسعادة الأستاذ سليمان الزايدي - مدير التعليم في مكة المكرمة - فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله حمداً لا يحد ولا يعد، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد طب القلوب وطبيبها؛ وبعد:
- أصحاب السعادة إخواني: نقدر كثيراً ونشكر لصاحب هذه الاثنينية دعوتنا في هذا المساء الطيب، ولا شك أننا نذكر هذه الاثنينية، فلقد استطاعت - بفضل جهود صاحبها في مدة وجيزة - أن تضع لنفسها تاريخاً وتتفوق على مثيلاتها من صالونات ومنتديات الأدب الخاصة قديمها وحديثها، ولا شك أن تاريخ الأدب في بلادنا سيذكر لهذه الاثنينية ما قدمته للأدب، سيذكر ذلك بكل إكبار وإجلال، وهذه حقيقة لا بد أن نقولها، وإن تواضع صاحب الاثنينية؛ لكن الواقع والحق يجب أن يقال، وصاحب الاثنينية - كما نعرفه - سليل أسرة أدب وفكرة، والشيء من معدنه لا يستغرب؛ فنقول له: شكراً لك وقوَّاك الله، ومد في رزقك وعمرك، وزاد من توفيقه لك؛ فلقد فتحت قلبك ودارك وجيبك ووقتك لأصحاب الفكر، والعلم، والأدب، وهذا - لعمري - أقصى غاية الجود.
- أما المكرم في هذه الليلة فهو زميل درب، جئنا هذه الليلة لنحتفي مع الفاضل صاحب هذه الاثنينية في تكريمه، ولعل حضور زملائي الَّذين يمثلون أغلبية الحضور في هذه الأمسية وفي هذا المكان الطيب، هو اعتراف لصاحب الاثنينية بهذا الفضل، ثم اعتراف - أيضاً - باستحقاق زميلنا المكرم الأستاذ فاروق بنجر لهذا التكريم؛ وما أقوله ليس بدراسة، ولم أكن أعلم أنَّ لدي كلمة، لكن ما أقوله هو انطباع أولي وكلام لم يكن مبنياً على دراسة نقدية لشعر زميل، ولكن - كما قلت - إضاءات أولى رغبت أن أشارك بها الآن.
- الأستاذ فاروق بنجر عرفته منذ أن كنا على مقاعد الدراسة، ثم رفيق درب في تحمل المسؤولية، فكان هو هو في سمته وإبداعه فيما يقول ويفعل وينتج؛ وإذا كان قمة المسؤولية في التعليم هو المعلم، فإنَّ فاروق بنجر يتعامل الآن مع قمة المسؤولية من خلال مسؤوليته ووظيفته التي يتحملها الآن، وهي التوجيه، والمتابعة، والإرشاد، والنصح للمعلم.
 
- لقد عرفت الزميل فاروق بنجر، فكان نعم الزميل، خير من تختار وتصاحب، وتفيد منه كلما التقيته، وتشتاق له عندما تفترق عنه؛ لقد أشار المقدم لمراحل حياة الزميل بنجر. وتشتاق له عندما تفترق عنه؛ لقد أشار المقدم لمراحل حياة الزميل بنجر. وحياته الفكرية تنقسم إلى قسمين، القسم الأول: يتمثل في حياته الأولى عندما كان في المملكة العربية السعودية، وبعد أن ابتعث ورأى العالم الجديد تغير عنده كثير من الصور والأخيلة والوجدانيات، فلقد أفاد من دراسته في خارج البلاد، وقد حرص من خلال وجوده خارج المملكة أن يطلع ويبحث ويتابع المدارس الأدبية، بل إنه كان يترجم كثيراً من الأشعار، حتى كون له نهجاً جديداً أستطيع أن أسميه بالالتزام في الموقف والنهج؛ وبعض مدارس الأدب تقول: بأن الأدب أو الشعر على وجه الخصوص ينقسم إلى قسمين: قسم يمثل روح الشاعر، أو يقولون عنه؛ إن هذا القسم هو قطعة من روح الشاعر؛ وقسم آخر يلاحظ فيه الشاعر رضا الجمهور، يفني شخصيته فيهم، فهو يمثلهم ولا يمثل نفسه بشيء معظم الأحيان، ولا شك أن فاروق بنجر من القسم الأول.
- إن الشاعر فاروق بنجر صاحب خيال حسي، قربه هذا الخيال من الواقع فتميز في شعره بصدق القول، وقوة المعنى، والوحدة الموضوعية في القصيدة؛ مكنته قدرته اللغوية على تطويع المفردات وتوظيفها في تعزيز المعنى الَّذي يريد، وتوفر الجمال البنائي في النص عنده دون مترادفات تفسد المعنى، أو حشو يقلق القصيدة؛ فلغته الراقية ساعدته على التمكن من أدوات الشعر، ومن استيعاب الألفاظ للمعاني في صور متوازنة، لحمتها اللغة الجيدة، وسداها الخيال الخصب، يكتب القصيدة ويعاود مراجعتها، ويتأنى في نشرها أو إذاعتها، وبعد مضي أربعين يوماً من كتابة القصيدة يسمح لنفسه بنشرها، اعتقاداً منه أن أربعين يوماً هي مدة الحضانة التي يطمئن خلالها على كفاءة القصيدة وأحقيتها لرؤية النور..
- ولعل المشهور من قصائد الشاعر البنجر هي ثلاث قصائد: المدى، والمشكاة، والنبراس؛ فلقد كان له في قصيدة المدى قضية - وهي قضيتنا جميعاً - قضية البوسنة والهرسك؛ ثم تحدث في المشكاة عن النخبة، وتوجه لهم بالخطاب، وكشف لنا في قصيدة المشكاة عن موقفه تجاه ما يجري حوله من أحداث متعارضة أو متسارعة في عالم اليوم؛ أما النبراس فقد أوحتها له المهنة التي يتحمل مسؤوليتها، مهنة التعليم.. تعليم الناس الخير، فكان في هذه القصيدة معلم قبل أن يكون شاعراً، وكان في هذه القصيدة يبرز ويظهر همه الأول وهو التعليم.. تعليم الناس، وتعليم الناشئة في النبراس تتضح شخصية المعلم أكثر من شخصية الشاعر في هذه القصيدة.
- فاروق بنجر نبت طيب من هذه الأرض، واحتفاء الشيخ عبد المقصود خوجه به هذه الليلة هو احتفاء بكل النوابغ وبكل المبدعين في بلادنا، ومبادرة الشيخ الخوجه بطبع دواوين شاعر هذه الأمسية على نفقة هذه الاثنينية - أيضاً - مبادرة تذكر فتشكر لسعادته؛ أكرر شكري وشكر من حضر معي من زملائي في تعليم مكة، لتكريم زميلنا النابغة فاروق بنجر.
 
- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :839  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 122 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج