شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( تعليق لفضيلة الشيخ محمد علي الصابوني ))
وأعطيت الكلمة لفضيلة الشيخ محمد علي الصابوني فقال:
- نحمده تعالى، ونصلي ونسلم على رسوله الكريم.
- الأخ الأديب الكبير د. بدوي الَّذي أثلج صدورنا في هذه الأمسية، بما أمتعنا به من طيب الكلام وحسن ولطف المنطق؛ أديبنا الكبير مصري والعبد الفقير شامي، ما الَّذي جمعنا؟ ما الَّذي جمع مصر والشام؟ لقد جمعنا وطننا الكبير الَّذي تحدث عنه سيادة د. بدوي، وهو الإسلام الَّذي قال عنه القائل:
ولسـت أدري سـوى الإسلام لـي وطناً
الشام فيه ووادي النيل سيان
وكلما ذكر اسم اللَّه في بلد
عددت أرجاءه من لب أوطاني
- هذا وطننا، كل مكان فيه مسلم، فيه ذكر لله، توحيد لرب العزة والجلال، هو وطننا؛ فقد جمعنا هذا الوطن، وقد كنت أسمعه وأعشقه دون أن أراه.. فلما رأيته أكبرته، وكما يقول القائل:
- والأذن تعشق قبل العين أحياناً (1) .. أما حديثه وحديث الآخر أبي مدين، فنقدم له العزاء في عدم اعتراف بعض التلامذة وإنكارهم لفضل الأساتذة. نقدم له العزاء؛ ولكن ينبغي أن نعلم أنَّ سلفنا الصالح، أنَّ علماءنا المتقدمين.. كانوا يجلون شيوخهم وأساتذتهم فوق ما نتصور؛ الإمام الزمخشري كان له شيخ ضرير يكنى أبا مضر، توفي هذا الشيخ فكان يبكي عليه بكاء الأم الثكلى على فقيدها الوحيد، ولما عوتب في ذلك أنشد يقول:
وقائلةٍ ما هذه الدرر التي
تساقط من عينيك سمطين سمطين
فقلت هو الـدر الَّذي كـان قـد حشا
أبو مضر أذني تحدر من عيني
 
- انظروا إلى هذا الاعتراف بالفضل والجميل لرجل ضرير، لكنه يعلم فضل أساتذته وأخوانه.
- أما الأشبار التي تحدث عنها أديبنا الكبير، الشبر الأول يظن الواحد منهم أنه قد أصبح أعلم أهل السماء والأرض، هذا نتركه لبعض الدكاترة الَّذين تخرجوا الآن، فظنوا أنهم أصبحوا فطاحل وبلغاء، وتعلموا وأحاطوا بكل علم؛ وأما الشبر الثاني الَّذي تواضع فيه، فهو أدب سلفنا الصالح، له قدوة دكتورنا، له قدوة بالإمام الشافعي - رحمه الله - حين قال:
كلما أدبني الدهر
أراني نقص عقلي
وإذا ما ازددت علماً
زادني علماً بجهلي
 
- نسأل الله أن يبارك في هداه.. وهو أديب اللغة وأديب البلاغة، ونسأل الله أن يجعلنا تلامذة أبراراً له.
 
- بيني وبينه.. لما أخذ الشهادة كان عمري سبع سنوات، فهو أستاذ لي، فهو شيخ لي في البلاغة، وأنا أحب البلاغة؛ وقد كتبت في التفسير بحثاً خاصاً، في كتاب صفوة التفاسير، البلاغة؛ وذهبت أستنبط بعض الوجوه البلاغية في القرآن بما علمني له إياه، وإذا بشخص يدعي العلم الكبير قال: ما هذا الضلال ما هذه البدع؟ ليس في القرآن مجازاً، وليس فيه استعارة، ولا كناية، كله على الحقيقة.. ما شاء الله: هن لباس لكم وأنتم لباس لهن على حقيقة هن بنطلونات لكم وأنتم بنطلونات لهن. هذا على الحقيقة، لما رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر زوجاته أمهات المسلمين بقرب وفاته، فسألته أم المؤمنين عائشة، قالت: يا رسول الله: من أسرع لحاقاً بك منا؟ من التي تموت أول نسائك؟ والحديث في البخاري - فقال عليه الصلاة والسلام: أطولكن يداً؛ قال فأخذت كل واحدة تأتي بعصا أو قصبة تقيس يدها.. هذه تقول: يدي أطول.. فتركهن رسول الله وضحك؛ قالت عائشة لما انتقل رسول الله إلى الرفيق الأعلى كان أول من لحق به من أمهات المسلمين زينب، كانت سخية كريمة، قالت: فعرفنا أنه إنما أراد السخاء والكرم.
- فكتاب الله وسنة رسوله هو الإعجاز في معانيه الرائعة، في استعاراته، في مجازه وإلاَّ إذا عرينا القرآن من هذا يصبح كبقية الكلام لا قدر له ولا مكانة، فنسأل الله عزّ وجلّ أن ينور بصائرنا بنور هذا الكتاب المبين، ونكرر شكرنا للضيف المحتفى به، وللأخ الكريم المحتفي، ونسأل الله أن يجمعنا على خير.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :541  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 107 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج