شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( قصيدة شعرية للشاعر الأستاذ محمد سعيد بابصيل ))
ثم ألقى الأستاذ الشاعر محمد سعيد بابصيل قصيدة، مشاركةً منه بهذه المناسبة، فقال:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله؛ وبعد:
- سادتي إخواني: يطيب لي - وأنا في قمة سعادتي الليلة - وبحضور أستاذي الجليل بدوي أحمد طبانة - أن أتقدم إليكم بقصيدة متواضعة في حق هذا الرجل، الَّذي صنع رجالاً وربى أجيالاً، والَّذي طوَّف - كما تعملون - في أقطار البلاد العربية رائداً وأستاذاً للعربية والنقد والبلاغة؛ فهل أطمع في أن أنال إصغاءكم مرحباً بكم وبأستاذى الكبير؟ وكل عام وأنتم بخير.
- تحية مودة إلى أستاذنا الجليل الدكتور بدوي أحمد طبانة مع الحب والتقدير.
"قُمْ لِلْمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَّبْجِيلاَ"
قَدْ ضَلَّ مَنْ لَمْ يَتَّخِذْكَ دَليِلاَ
يَا أَيُّهَا النُّورُالَّذِي سِرْنَا بِهِ
فَأَضَاءَ مِنَّا أَنْفُساً وعُقُولاَ
"دَارُ الْعُلُومِ" تَأَلَّقَتْ بِشَبَابِهِ
وَعُلُومِهِ، جِيلاً يُلاَحِقُ جِيلاَ
عَهْدٌ تَسَابَقَتِ الْعُقُولُ فَلاَ تَرَى
فِي سَاحِهِ إِلاَّ النَّجَاحَ سَبِيلاَ
يَا أَيُّهَا الْمُخْتَارُ غَرْسُكَ قَدْ وَفَى
بِثِمَارِهِ، فَلَقَدْ تَشَرَّبَ "نِيلاَ"
طَوَّفْتَ فِي الْوَطَنِ الأَبِيِّ مُجَاهِداً
فَاهْنَأْ بِذِكْرٍ خَالِدٍ، مَوْصُولاَ
شَرَّفْتَ نَدْوَتَنَا فَزَادَتْ بَهْجَةً
وَجَمَعْتَ حَوْلَكَ فِتْيَةً وَكُهُولاَ
جَاؤُوا يَؤُمُّهُمُ الفَخَارُ بِمَاجِدٍٍ
وَلَبِسْتَ مِنْ حُلَلِ التُّقَى إِكْلِيلاَ
مَنْ كَانَ يَحْسَبُ أَنْ نَرَاكَ بِنَدْوَةٍ
ضَمَّتْ رِجَالاً سَادَةً وَفُحُولاَ
لِلَّهِ "مَقْصُودٌ" كَرِيمُ خِصَالِهِ
وَفِعَالِهِ - زَادَتْهُ فِينَا طُولاَ
لاَزَالَ مَغْمُوراً بِحُبِّ بِلاَدِهِ
وَشَبَابِهِ - لاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاَ
يَا مِصْرُ هَذَا نَبْتُ غَرْسِكِ زَادَنَا
شَرَفاً، فَهَلاَّ زِدْتِهِ تَفْضِيلاَ؟
يَا مِصْرُ تَاجُ العِلْمِ أَضْحَى كَابِياً
وَعَلَى رُؤُوسِ بَنِيكِ ظَلَّ صَقِيلاَ
هَذَا هُوَ "البَدَوِيُّ" رَمَزُ فَخَارِهِ
فَاسْعَيْ بِهِ نَحْوَ الْعُلاَ مَحْمُولاَ
* * *
يَا مَنْ تَطَوَّفَ بِالبِلاَدِ وَأَهْلِهَا
مَاذَا رَأَيْتَ؟ وَهَلْ رَأَيْتَ جَلِيلاَ؟!
الْعَالَمُ الْعَرَبِيُّ يَجْثُو حَامِلاً
وَجَعَ الْسِّنِينِ - وَلاَ يَزَالُ عَلِيلاَ
وَالْعَالَمُ الْغَرْبِيُّ يَسْبِقُ عَصْرَهُ
فِي كُلِّ حِينٍ، لاَ يُرِيدُ خُمُولاَ
فَأَنِرْ طَرِيقَ الْحَائِرِينَ بِمَهْمَةٍ
وَاكْشِفْ لَنَا عَهْدَ الْقُرُونِ الأُولى
* * *
يَا أَيُّهَا الأَنْسَانُ فِي وَطَنِ الإِبَا
وَمَنْ اعْتَنَقْتَ "الدِّينَ" وَالإِنْجِيلاَ
قُمْ عَانِقِ الأَقْصَى، وَجَالِدْ أُمَّةً
مَلْعُونَةً - وَلْيُقْتَلُوا تَقْتِيلاَ
قَدْ غَالَتِ الرُّسُلَ الْكِرَامَ فَأَصْبَحُوا
دَمُهُمْ عَلَى أَيْدِيهِمُ مَطْلُولاَ
هَذَا طَرِيقُ النَّصْرِ لاَ تَكُ يَائِساً
وَاقْطَعْ بِسَيْفِ الحَقِّ: قَالَ وَقِيلاَ
إِنْ كُنْتَ تَرْجُو أَنْ تَنَالَ شَهَادَةً
فأَعِدَّ سَيْفَكَ لِلْوَغى مَصْقُولاَ
هَذَا أَوَانُ الجِدِّ يَا أُسْدَ الْوَغى
وَكَفَى صِيَاحاً - إِخْوَتِي - وَعَوِيلاَ
* * *
حُرِّيَّتِي هِيَ مَا أَقُولُ وَلَيْسَ لِي
فِي ذِي الحَيَاةِ سِوَى الإِلـهِ وَكِيلاَ
آيَاتُهُ تُتْلَى فَهَلْ مِنْ عَاقِلٍ
وَاعٍ، يُرَتِّلُ آيَهُ تَرْتِيلاَ؟
* * *
زَرَعُوا الكَواكِبَ وَالْفَضَاءَ وَأَنْفَقُوا
أَمْوَالَهُمْ بَطَراً يَشِيعُ وَبِيلاَ
لَوْ أَنْفَقُوا مِعْشَارَهُ لَقَضَوْا عَلَى
جَهْلٍٍ وَبِيلٍ، لَمْ يُدَاوِ عَلِيلاَ
يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ غَرَّكَ عِلْمُكَ
الْفَانِي الْمُهَالُ فَزِدْتَ فِيهِ فُضُولاَ
نَهْنِهْ إِبَاءَكَ لاَ تُغَرَّ بِخَادِعٍ
وَاصْبِرْ فَمَا أَنْ جُزْتَ حَتَّى الْمِيلاَ
فِي عِلْمِهِ، فِي بَائِهِ، فِي تَائِهِ
فِي يَائِهِ، هَلاَّ اتَّخَذْتَ دَلِيلاَ؟
عُـدْ يَـا جَهـُولُ وَلاَ تَرُومُ إِلَـى الْفَضـَا
طَلَباً، وَجَاهِدْ مَا اسْتَطَعْتَ طَوِيلاَ
فِـي الأَرْضِ تَحْيَا أَوْ تَمُـوتُ ويَـوْم تُبـْ
ـعَثُ فَوْقَهَا فَرْداً تَجِيءُ ذَلِيلاَ
لَمْ تَلْقَ إِلاَّ اللَّهَ قُلْ: يَا لَيْتَنِي
قَدْ كُنْتُ تُرْباً قَبْلَ ذَاكَ مَهِيلاَ
مَا أَتْعَسَ الكُفَّارَ يَوْمَ لِقَائِهِ
فَالنَّصْرُ لِلإِسْلاَمِ بَاتَ كَفِيلاَ
* * *
لَكَ يَا "طَبَانَةُ" مِنْ بِطَانَتِكَ الَّتِي
حَيَّتْكَ، حُباً: لاَيَزَالُ أَثيِلاَ
مَا أَسْعَدَ الإِخْوَانَ حِينَ رَأَيْتُهُمْ
"كَادَ الْمُعَلِّمُ أَنْ يَكُونَ رَسُولاَ"
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :455  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 103 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.