شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( ثم عودة إلى الحوار ))
فسأل الأستاذ عثمان مليباري وقال:
- تعلمون يا سيدي أن كثيراً من عشاق الأدب في البلاد العربية الشقيقة يجهلون عن الأدب السعودي المعاصر، ورواده، وجملة المبدعين فيه.
- سيدي: بمناسبة وجودك معنا في هذه الليلة، تذكرت وعدك المنشور في كتابك الأدب السعودي المعاصر في الكتب المدرسية، والذي صدر عن النادي الأدبي بالرياض عام 1403هـ؛ هذا الوعد هو إصدار كتاب من تأليفك يحتوي على صورة شاملة عن أدبنا السعودي، خاصة وقد توفرت لديك النصوص الشعرية والنثرية التي تتفق والبيئة السعودية وتاريخها المعاصر؛ ترى هل أصدرتم هذا الكتاب أم أنه قيد التأليف والطبع؟ لأنه مطلوب من أمثالكم الباحثين تعريف القارئ العربي بنهر الحياة الثقافية في المملكة العربية السعودية.
فأجاب المحتفى به قائلاً:
- المخطوطة موجودة، وكما قلت: جمعت كل ما كتبته وأضفت إليها إضافات كثيرة؛ فعندي الآن مخطوطة تشمل أكثر من ثلاثمائة أو أربعمائة أديب وشاعر سعودي، وفي كل المجالات وحتى في مجال الفكر، المجال الإداري، المجال الصحي؛ بالإضافة إلى كِتابٍ عن أدب الرحلات تحت الطبع.. وسيظهر قريباً؛ تناولت فيه أدب الرحلات عامة، رحلات العرب قديماً وانتهاءاً برحلات السعوديين؛ وكان أكثر الأدباء السعوديين تنشر رحلاتهم في مجلات دورية؛ وعندي عن الشعراء السعوديين مجلد مستقل، وفي القصة مجلد مستقل، وفي النقد، وفي أدب المرأة بشكل مستقل؛ وكما قلت: أردت أن أطبع هذه المجلدات لكن الناشر الَّذي كان تعهد بنشرها توقف قليلاً، لأن مشاكل النشر تمر بأزمة، كما أن هناك أموراً تحول دون النشر.
 
وسأل الدكتور غازي زين عوض الله - بجامعة الملك عبد العزيز قسم الإعلام - فقال:
- هل تعتقدون أنَّ الشعر العربي المعاصر - شكلاً ومضموناً - استطاع أن يكون أداة مؤثرة وفعالة في الفكر العربي أو الجسم الثقافي العربي بمعنى آخر؟.
فقال الضيف:
- نعم: الشعر العربي سيظل له فاعليته وله تأثيره، وإن كان سوق الأدب في الوقت الحاضر في ركود، ولكن تظل هناك فئة قارئة للشعر وتتجاوب مع الشعر.. حتى ولو كانوا قلة، ولكن الشعر موجود، وعبر الشاعر عن هموم وقضايا عربية مستمرة، وأطلقوا على كثير من القضايا بروح الإنسان الملتزم بقضايا أمته؛ وهناك شعراء ملتزمون بالأصالة وبقضايا أمتهم، وملتزمون بالتراث، وملتزمون بإحياء هذا التراث، وملتزمون بأن يقرؤوا تاريخ أمتنا يقرؤونه شعراً ويترجمونه شعراً؛ فالشعر سيظل عمود مسيرتنا ولا يمكن أن ينفصل عن حياتنا بالرغم من ظهور الموجات الأخرى.
 
وسأل الأستاذ عبد الرحمن محمود فقال:
- أود الطلب من الضيف الكريم الأستاذ محمود رداوي أن يعطينا نبذة عن أهم خصائص المدرسة الملحمية التي أنشأها معالي الأديب عبد الله بلخير؟
ورد الضيف قائلاً:
- هذا صديق شاعر ملحمي، كان بودي أن أحيل الإجابة عليه، لكنني أستطيع أن أقول: إن الشاعر عبد الله بلخير أثار قضايا كثيرة في تاريخنا.. خاصة في الأندلس؛ فأمامي الآن معركة الزلاقة، ومأساة ابن عباد، والزحف من الجزيرة العربية إلى أواسط أوروبا؛ هذه لم يستطع أحد أن يعبر عنها إلاَّ شاعر كعبد الله بلخير، لأنه يستوعب التاريخ، وينطقه، ويحاور شخصياته التاريخية؛ فعلى سبيل المثال: ابن عباد يظهر مساوئه ويظهر إيجابياته، يظهره عندما كان متألقاً، ويمر ويحاوره حينما انتهى بتلك المأساة الأخيرة؛ قضايا كثيرة في الشعر الملحمي لا يستطيع كل شاعر أن يتحدث عنها، ليس فقط قراءة تاريخ، وإنما محاورة واتصال مع التاريخ؛ التاريخ عنده قائم يسأله ويحاوره حوار المتألم للواقع العربي المعاصر.
- وكثيراً ما يسقط الماضي في ملاحمه، وهذه هي الملحمة المعاصرة التي ينهيها الشاعر ببيت أو بيتين فيهما كثير من الألم للمصير، فعنده ترابط بين الماضي والحاضر؛ ملاحم عبد الله بلخير التي وضع أسسها هي ترجمة وقراءة للتاريخ، بحيث نتجاوب معه ونراه متحركاً، وبالتالي له اتصال بواقعنا وله كثير من العبر، ونستخلص العبر من الماضي ونسقطها على الحاضر، كأنَّ المساوئ التي تقع في الماضي نجد لها بذوراً في الحاضر، وخصائصها كثيرة.. ويكفي النفس الطويل عنده، ويكفي السيولة، والفن في التعبير وفي التصوير.
 
وسأل الأستاذ طلعت عطار، فقال:
- شرفت الأمسية بحضوركم وتشريفكم، فقد كتبت عن العبدلين وأجدت فجزاك الله خيراً؛ فهل كتبت عن جيل المدرسين الجدد كتاباً تجمع فيه تجاربك التربوية، من خلال تدريسكم أو توجيهكم في فترة عملكم في وزارة المعارف بالمملكة العربية السعودية؟
ورد الأستاذ الرداوي فقال:
- هذا سؤال مهم وأتحرز في الإجابة عليه، ولكن بين وقت وآخر اجتمع مع بعض المسؤولين التربويين في الوزارة وفي إدارة التعليم، وأقول: مشكلة التعليم عندنا في الوطن العربي ككل، المعلم ما زال مغبوناً، المعلم الَّذي يشتعل ويضىء والناس لا تنظر له بعين التقدير، المعلم عندنا في المملكة عنده هموم كثيرة، وإلى الآن لم تباشر فئة مسؤولة لتمتص شيئاً من هذه الهموم، أصبحت تكلفه بهموم كثيرة فوق الهم الأساسي، الهم الأساسي هو لقاء الطلبة وبناء هذه الأجيال؛ الأنظمة هنا - وأقولها مع الأسف وبصراحة - في المملكة يبدو أنها أخذت هذه الأنظمة من مصر أو من دولة أخرى تشركه بأعمال أخرى، وأنا باتصالاتي مع المدرسين والمعلمين وجدتهم يشكون من المهام الملقاة على عاتقهم، فوق هم التدريس، فوق هم وشقاوة الصغار والكبار، يعني في كل فصل لو وجد واحد شقي، أي مشاغب سيزعج ويثير أعصاب هذا المعلم؛ بالإضافة إلى أنَّ الأنظمة تطلب من المعلم أن يقوم بأعمال أخرى ليست من تخصص المدرس؛ المعلم ميدانه الفصل أو الصف.. يعلم ويبني، وأنظمةٌ أخرى شكلية يجب عليك أيُّها المعلم أن تقوم بها، فكيف يجمع الهمين مع بعض؟ فتضيع المصلحة، وقد كتبت عن ذلك كثيراً، على سبيل المثال في كتاب الأدب السعودي في الكتب المدرسية، وضعت شيئاً من هموم المعلم، ووضعت بعض القضايا التي يجب أن تنظر لها الوزارة بعين الاعتبار.. فلم تكتب؛ فلذلك عدلت عن توجيه أي شيء إلاَّ شفهياً بين بعض الزملاء، ولكن عندي الأشياء الكثيرة عن تجاربي في التعليم ومن الواقع، وفيها شيء من المعاناة - مع الأسف - طرحتها على الوزير وعلى مدير التعليم، والأمور هذه تحتاج إلى وقفات أخرى متأنية.
 
ومن الأستاذ عبد الحميد الدرهلي ورد السؤال التالي:
- في الثلاثينات كان المقال العربي في الصحف المناهضة للاحتلال الأجنبي، والظلم، والتعسف، والقهر، يجذب مشاعر الشباب العربي والكهول، ويشحذ الهمم للنضال من أجل الحرية، والحياة الكريمة، والشرف..؛ وأنت واحد من ملايين العرب والمسلمين.. كافحت وناضلت..؛ ونتساءل ماذا دهى العالم العربي والإسلامي اليوم، حيث تتثاقل الشعوب عن حياض الوطن والحريات، هل بسبب جهلها وعدم استيعابهم معنى الوطنية؟ وهل المقال في عهدنا الحاضر يختلف عن المقال العربي في الثلاثينات؟ وهل اختلفت اللغة العربية في المعنى والأسلوب والنص في عهدنا الحاضر، مما أسكت الشعوب في عالمنا العربي والإسلامي وكأنها في سبات عميق؟
 
وأجاب الضيف قائلاً:
- طبعاً ليس هناك شك أن الاختلاف كبير بين المقالة في الماضي في عصر النهضة وما بعد عصر النهضة، والمقال اليوم؛ لم نعد نجد أولئك الرواد الَّذين كنا نقرأ لهم، مقالات كشكيب أرسلان، أو مقالات الزيات، أو مقالات مصطفى صادق الرافعي، أو المقالات الأخرى عند الغلاييني، ورفيق العظمة..؛ تلك المقالات هي تتمة أو امتداد لفن الترسل، امتداد لبلاغة اللغة العربية في تراكيبها، وفي استيعاب كثير من المصطلحات التي كانت تعبر عنها بقوة البلاغة وبقوة التعبير؛ أما الآن فاللغة متدهورة وهي تسير في ضعف وأهلها لم يعد يهتمون بها، وإن كان هناك مجامع.. فإن قواميس المجامع لم يعد لها قراء، وكذلك المقالات أصبحت هامشية وليست بتلك الفاعلية، وفي نفس الوقت فإن قارئ المقال اليوم لم يعد يميل إلى تلك المقالات القوية، والَّذين يرغبون في قراءتها قلة، وأولئك هم الَّذين يتابعون المقالات الجيدة.
 
ومن الأستاذ عجلان أحمد جابر ورد السؤال التالي:
- لا أدري، هل ما زلتم - يا سيادة الضيف - تمارسون التدريس في التعليم العام في المملكة؟ فهذا ما فهمته من خلال تقديم سيرتكم الذاتية، ففي أي مدرسة تزاولون هذه المهنة الشريفة؟ ومما ألاحظه أنَّ العديد من المعلمين في هذا الوقت ليست لديهم إسهامات أدبية وفكرية خارجية كمثل جيلكم، فما هو السبب في هذه الظاهرة التي لم تكن موجودة بين الأدباء والمعلمين القدامى، الَّذين لهم مساهمات في الحركة الأدبية في عالمنا العربي؟
ورد الضيف قائلاً:
- طبعاً ما زلت في التعليم في ثانويات الرياض، وزملائي المدرسين قلة هم الَّذين لهم اهتمامات أدبية، ومع كل ذلك.. فالتعليم بالنسبة لي هو رافد للأدب في الأساس، الكتابات الأدبية هي الأساس والتعليم يجيء في المرتبة الثانية، لأن هموم التعليم لم أعد أستطيع أن أكتب عنها، وزملاء المهنة قلة في الكتابة الأدبية مع الأسف، ولا يعرفون شيئاً، تناقشهم في قضايا أدبية أو عن الأدب السعودي، قلة هم المتابعون، وهذه مصيبة كبيرة وأسبابها كثيرة.
 
وسأل الأستاذ علي المنقري فقال:
- من خلال تخصصكم الدقيق في اللغة العربية، وتدريسكم لها في المملكة لسنين طويلة، ما هو تقييم سعادتكم للطالب السعودي من حيث إتقانه لهذه المادة وتمكنه منها؟ وهل ساهم سعادتكم في تأليف مناهج لهذه المادة في المملكة؟
وأجاب الأستاذ الرداوي قائلاً:
- طُلب مني في بعض المرات إدخال نصوص أدبية في المناهج وقدمت لهم بعضها، ووضعت بعضها في المقررات، لا سيما بعد أن وضعت كتاب الأدب السعودي في الكتب المدرسية، ووضعت نماذج مختارة على الوزارة أن تأخذ بها أو تضع مثلها، وفعلاً أخذ بها؛ وهذا ما يمكن أن أقوله.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :445  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 78 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج