شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ورد معالي الشيخ عبد الله بلخير قائلاً:
- لقد هاتفني لحسن الحظ الأستاذ مصطفى عطار في يوم من الأيام كعادته في أمور كثيرة، وإذا به يحمل عليَّ حملة شديدة ويقول لي: تطبع كتاب عن نفسك وعن ذكرياتك وتوزعه في البلاد؟ قلت له: عني أنا؟ قال لي: نعم عنك! قلت له: ما حصل؟ قال لي: ألّفه الأستاذ الرداوي! قلت له: هذا الرداوي كتب عني كتاباً ووضعته في درج، وله عشر سنوات لم أفتحه، لأني بعد ما قرأتُه؛ ولكن الكتاب الَّذي قرأتَه أين هو؟؟ قال: هو أمامي؛ قلت له: اقرأ لي بعضاً منه؛ فقال: يحمل الغلاف العبارات التالية: كذا، وكذا.. وطابعه الأستاذ عبد المقصود خوجه؛ قلت: والله لقد عملها، سرق المسودة من الدرج، فقد زارني مع الأستاذ عبد العزيز الرفاعي عدة مرات، وقلت لهم ذات مرة: إن أحد الأخوان السوريين ألَّف كتاباً وأرسله وأنا لا أعرفه؛ فقالوا لماذا لم تطبعه؟ قلت لهم: سكّره زيادة عن اللازم؛ ثم قلت له: أرسل الكتاب.. فبعثه مع سائقه.
- فأنا أشكر بهذه المناسبة الأستاذ الرداوي، فقد قال لي الأستاذ ابن معمر: أنَّ عندنا أستاذاً قديراً على الكتابة عن الذكريات، وعن الشخصيات الأدبية، وعن الشعراء؛ وأنه قد ألح علي مراتٍ كثيرة في أن أعطيه شيئاً عنك وليس عندي عنك ما أعطيه، فأعطيته بعض الجرائد وأخذ يجمعها مني ومن غيري، وبعد ذلك ظهر كتاب اسمه عبد الله بلخير لأستاذنا الرداوي، وأنا أقول أستاذنا بكل معنى الكلمة ولا تواضع في ذلك، لأنه غمرني في ما كتب؛ ثم اتضح إِن الشيخ عبد المقصود أخذ الكتاب وهو مسودة، وأرسله إلى مطبعة في دمشق، وطبع منه كمية كبيرة تقدر بخمسة آلاف، أو بستة آلاف نسخة، أخذ يفرقها، ولم يعطني منها شيئاً حتى عرفت من الأستاذ العطار، فهاتفت الشيخ عبد المقصود: ما هذا يا رجل؟ تطبع كتاباً عني ولا ترسل لي منه شيئاً؟ فقال: أبعث لك نصيبك منه؛ وأرسل لي كرتوناً فيه 250 نسخة.. إذا لم تخني الذاكرة.
 
- إني أنتهز الفرصة لأشكر عبد المقصود شكراً جزيلاً، وما بيني وبين عبد المقصود هو ابن صديقي الحميم الأستاذ الكبير محمد سعيد عبد المقصود؛ وعلى حب محمد سعيد عبد المقصود أحببنا بعد ذلك عبد المقصود، وكان صغيراً وحضرنا ولادته.
- لقد كانت صداقتي مع محمد سعيد عبد المقصود صداقة حميمة يندر أن توجد بين أديبين، فالغالب في الأدباء والشعراء وأصحاب المهنة ألاَّ تكون كما يرام، كما تزاملنا في الإذاعة وأخذنا مدة طويلة، وأنا بهذه المناسبة أذكر أن عبد المقصود كان مثالاً للموظف الصدوق، فقد كنت أخاف ركوب الطائرة، وعملي في الرياض في ديوان الملك، ثم أضيفت إليَّ الإذاعة؛ تركت عبد المقصود في الإذاعة بجدة مع بعض الإخوان لإدارتها وعملها، وكنت أسأله عن بعض المعاملات بالهاتف: ماذا تم في المعاملة الفلانية؟ فيجيب: هل تحبون أن تتطلعوا عليها؟ فأقول له: نعم؛ وكان قصدي بنعم أن يضعها في ظرف ويرسلها لي، لكنني أفاجأ به في اليوم الثاني وهو يدخل عليَّ في مكتبي في ديوان الملك عبد العزيز بالرياض - أنا أشكر عبد المقصود، وأشكر الأستاذ الرداوي على تأليف هذا الكتاب وإصداره - بعد ذلك بعثت له وقلت له: إنني أريد أن أراك؛ قال: وأنا أريد أن أراك أيضاً، لأني أريد المزيد مما عندك؛ فجاءنا بعد ذلك وأطلعته وأعطيته.
 
- بالمناسبة.. ما دمنا وصلنا إلى هنا والسيرة انفتحت على ما يقولون.، فلا مانع من أن نقول لكم بالصراحة: إن عندي شيئاً كثيراً.. وليس في هذا أي مبالغة؛ وبهذه المناسبة فالشيشان الَّذين تسمعون كل يوم عن بطولاتهم كان زعيمهم الأكبر هو الغازي المجاهد شامل باشا، وشامل باشا رجل عظيم تعرفه الدنيا كلها، ويجهله العرب كلهم؛ شامل باشا لما اطلعت على سيرته قاتل الروس حتى غُلِبَ بعد ذلك على أمره بكثرة الروس؛ سمعت الليلة أن عدد الشيشان يبلغ ثلاثة أو أربعة ملايين، بينما عدد الروس الآن هم مائة وخمسون مليوناً مع أحلافهم، فعملت معلقة قديمة منذ 30 سنة بناءاً على ما سمعت، والَّذي حببني إليه بعد ذلك هو قصة كيف أُسِرَ في الحرب، ثم أُخذ أسيراً بعد ذلك، وأمر القيصر عندما كانت الدولة قيصرية قبل أن تأتي الثورة الشيوعية في 1917م، وطلب أن يأتي إلى ليننجراد؛ فذهب إلى هناك مكرماً محترماً.. حتى دخل على القيصر في مجلسه، فوقف ومشى أمام القيادة كلها، لأنه جمع كل أركان الحرب الروس أمامه وقال لهم: سيأتيكم الآن من أتعبنا سنوات عديدة حتى استطعنا أن نغلبه مع قبائله الشيشان والداغستان إلخ.. إلخ.. ودخل وسلم عليه وكان طويل القامة كعادة أهل تلك البلاد، إلخ.. ورحب به وأجلسه بجانبه، وقال له: لقد استدعيتك الآن لأراك، لأن اسمك وأعمالك على رأس كل روسي، وبعد ذلك أريد أن أسمع منك أي أمنية تريدها أنا أقول لك من الآن هي مقضية حالاً؟ سأصدر فيها أمر، ما الَّذي تريد؟ تريد قصراً في أي بلد من بلدان روسيا.؟ أنا أعطيك أعظم قصر من قصور القياصرة وغيرهم.. استمع إليه حتى انتهى، وقال له: أولاً: أشكرك على تكريمي.. ثم أخبرك أنه لا أمنية لي بعد الآن، إلاَّ أن أدفن بجوار رسول الله في المدينة، فإن استطعت أن تكرمني توسَّط أمام تركيا.
- طبعاً تلك الأيام كان السلطان عبد الحميد - أي قبل 33 سنة - هو سلطان الدولة الإسلامية؛ فقال له القيصر: أنا أبذل كل جهدي مع صديقنا السلطان عبد الحميد وأن تذهب أنت إلى المدينة وأن تعيش هناك، وسأعطيك أموالاً، وأعطيك أراضٍ، وأعطيك نخيلاً، إلخ.. وهذا ما تم؛ وعندي لك هدية أخرى، فطلب من بعض أفراد حاشيته إحضار سيفه، السيف الَّذي أُخِذَ منه يوم أُسر؛ فجيء له بالسيف في صندوق، فقال له: أنا أعيده لك بالتكريم وأقلدك إياه الآن أمام كل الناس، وأخبرك أنك أتعبتنا جداً أنت وقبائلك، وعندنا ألوف من القتلى، وهذا هو السيف، وأنا أعطيكه؛ رجع بعد ذلك إلى بلاده.. بلاد الشيشان، وبدأ يعد أمتعة السفر إلى المدينة، ليدفن بجانب رسول الله.
- كتب القيصر للسلطان عبد الحميد أنه سيمر عليكم الغازي - هذا اللقب الغازي في تلك الأيام، أي في العهد العثماني تعتبر كلمة عظيمة، نحن الآن نقول البطل في التمثيل هو فلان، كلمة بطل كلمة كبيرة لا تعطى لإسماعيل ياسين، تمنح لشخص أعاد ستالينجراد، أو لصلاح الدين الأيوبي، أو غيره..؛ فنحن عندنا الألفاظ ماتت والبطولة أصبحت للراقصين والراقصات، الأحياء منهم والأموات - ومر الغازي على استنبول طبعاً، فاستقبله السلطان عبد الحميد استقبال الفاتحين، وأكرمه وأحسن نزله؛ وعندما عزم على السفر ودعه السلطان عبد الحميد، وقال له: ما دمت مصراً على الذهاب إلى المدينة فأنا لا أستطيع أن أقول لك إنني سأمنحك أي قصر يعجبك في استنبول تأخذه، لأن المدينة، أفضل؛ فقال الغازي: إن القيصر عرض عليّ قصوراً وأنا أديت واجبي واندحرت وأُسرت، والآن أنا ذاهب إلى المدينة، فأصدر السلطان أوامره إلى الولاة العثمانيين ومن جملتهم والي المدينة، وفي طريقه إلى المدينة أقيمت له الاحتفالات في بيروت، كما أقيمت له في دمشق؛ وعندما وصل إلى المدينة صدرت الأوامر بأن تخرج المدينة بأسرها، فخرجت المدينة بالقواد، والأشراف، والقبائل، والمشايخ..؛ وقبل وصوله إلى المدينة اغتسل ولبس اللباس الشيشاني، وعندما وصل إلى الباب.. وإذا الحاكم - أو الوالي - التركي مع من معه كلهم واقفون على الباب، فسلموا عليه والتفتوا، فإذا به حافي القدمين، فسأله المرافق له: هل نسيت الحذاء؟، قال له: لم أنس ولكنني سأذهب ماشياً من هنا إلى أن أصل إلى قبر رسول الله؛ ومشى من المحطة التي تعرفونها كلكم حافياً والناس حوله، إلى أن وصل إلى باب السلام ودخل بعد ذلك ومعه سيفه الَّذي استرده من قيصر روسيا، وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله أنا خادمكم فلان لقد غلبت وأسرت، والآن هذا سيفي قد استرديته أضعه بجانب قبرك، وأريد أن أموت في المدينة؛ وأمر السلطان عبد الحميد سلطان تركيا - والمدينة جزء من الامبراطورية العثمانية - أن يعطى في المدينة إقطاعيات كما يقولون، ملكية أحواش ونخيل وكذا وكذا..، والآن كل أهل المدينة يعرفون أنَّ هذه ملك شامل باشا؛ وكان يخرج من بيته الَّذي أعطي له بعد ذلك ويؤدي الصلوات الخمس، وهو يمشي مثل دراويش الهنود إلى أن يصل ويدخل في أول صف أو ثاني صف.. ويصلي، إلى أن توفي بعد ذلك ودفن.
- ولقد نظمت قصيدة لم تنشر إلى الآن، فأنا مختص، أو عندي شوق كبير أن ما قصر فيه الشعراء العرب، باستثناء الرعيل الأول من أساتذتنا العظماء، كأمير الشعراء شوقي باشا، فليس أي موقعة حصلت في الدولة العثمانية إلاَّ وله فيها غرة محجلة تبقى طول الأيام موجودة سقطت أدرنة؛ مثلاً له قصيدة مبكية يا أخت أندلس عليك سلام إلخ..؛ فالشاهد في شوقي، وحافظ إبراهيم، وإسماعيل صبري، وشيخ الشعراء كلهم البارودي..، فهؤلاء أدوا واجبهم، هذه المواقع جعلتني أذهب بنفسي بعد أن تقاعدت لزيارتها، فبدأت في رحلاتي حول العالم، أول رحلة كانت بالباخرة ولم أركب طيارة فيها ولا يحتاج أن أقول لكم لماذا؟ وذهبنا إلى تركيا ورأينا المعارك، ورأينا ألبانيا، وقد نشرت في الشهر الماضي في مجلة أهلاً وسهلاً قصيدة عن ألبانيا؛ وعندما وصلت بسيارتي إلى جنوب يوغسلافيا على باب بلاد ألبانيا سألني أحد حراس الحدود عن سبب مجيئي؟ فقلت له: أنا سائح؛ فقال أنت بهذا الجواز لا يمكن أن تدخل بلدنا؛ قلت له لماذا؟ قال لأننا لا نريد عرباً مسلمين؛ فحاورته بالتي هي أحسن، فصاح بي: إن السيارات من ورائك تملأ الأفق ضجيجاً! فعدت إلى مدينة اسمها بريشتن، ونظمت فيها القصيدة، وقلت لأستاذنا الكريم: ليس هناك بقعة في الأندلس إلاَّ ولي فيها قصيدة طويلة.
- وفي الختام: هذه كلمة شكر للأستاذ الرداوي على ملأ منكم، والشكر لابننا عبد المقصود؛ شكراً جزيلاً على ما عملا.
 
ثم تابع معالي الشيخ عبد الله بلخير فقال:
- ما سرني في الأستاذ محمود رداوي هو التحليل الصحيح، فكل ما مر على بالي في قصيدة من القصائد التي حللها ووضعها في هذا الكتاب، ذكرها تماماً كأنه يقرأ خواطري، ومن هنا تجد براعة الكاتب.
 
وتدخل الشيخ عبد المقصود خوجه فقال:
- بالمناسبة: هذا الكتاب تلقى بسببه الأستاذ الرداوي رسائل عديدة.. ثناء، وأنا أحب أن أوضح أنَّ الرسائل توالت وموجودة لدي، ليست بالعشرات ولكن أقول خُصص بِها ملف يصل ما به فوق المائتي رسالة، وعلى رأسها رسالة من خادم الحرمين الشريفين، ومن كبار المسؤولين من الأمراء، والجميع لا يشكرون فقط ما نشر، وإنما يطالبون الشيخ عبد الله بلخير بأن ينشر البقية، وأنا أعطيت معاليه صورة من بعض هذه الرسائل، ولكن أحببت أن أوضح لجمعكم الكريم المنزلة والتقدير الذي لمعالي الشيخ عبد الله بلخير لدى الجميع.
ثم تذكر معالي الشيخ عبد الله بلخير حديثاً له مع الأستاذ عدنان صعيدي، فقال:
- أنا أشرد عن الأضواء، قد لا يصدقها الناس، ولكن أنا قلت: لكم إن الكتاب الذي أعده الأستاذ الرداوي بقي في درج مكتبي عشر سنوات ولم يطبع إلاَّ بعد أن سُرق، والأستاذ صعيدي حاول معي عدة مرات كي يعمل معي لقاءاً تلفزيونياً.. وعجز، إلى أن جاءني ذات يوم يصحبه عدد من العاملين ومعهم أجهزة التسجيل، فمنعتني مروءتي من ردهم خائبين؛ وبعد الانتهاء من التسجيل بأيام أرسلت إليَّ قناة إم بي سي فتاة اسمها كوثر، وأجرت معي حواراً مطولاً استغرق ثماني ساعات خلال يومين، وحتى يومنا هذا لم ينشر اللقاء والحوار؛ فأنا ضنين - دائماً - ليس عن بخل ولا عن تواضع، ولكن هكذا أنا كما خلقني الله شئت أم أبيت.
 
وتدخل الأستاذ عدنان صعيدي ليعيد معالي الشيخ إلى الحديث عن الشيشان، فقال:
- إن قصة كالتي سمعناها من الشيخ عبد الله، وما دار في الشيشان وعن هذا القائد العظيم.. يعني هذا التأثر العظيم بالقواد المسلمين، وبالأحداث الإسلامية إلى هذه الدرجة تجعله - هو - المؤهل ليكون شاعر الأمة؛ أعتقد هذا من وجهة نظري وهذا الَّذي أشعره.
 
فقال معالي الشيخ عبد الله بلخير:
- لقد سافرت إلى مصر قبل 15 سنة أو 16 سنة، زرت صديقاً لي اسمه حسين سراج ابن الشيخ عبد الله سراج، الأديب المعروف، وكان زميلي في الجامعة الأميركية ببيروت، وكانت زوجته شيشانية، وكنت أتحدث عن شامل باشا كانت حاضرة معنا، فاندهشت وقالت: هل تعرف شامل باشا؟.. فقلت نعم؛ ثم علمت منها أنها من أقاربه، وقلت لها: والله يا أم إبراهيم ما كنت أعرف هذا، وكنت أتمنى أن أجد واحداً من أقاربه أو أحفاده؛ قالت لي: غداً أدعوك لتناول الشاي ولتلتقي بحفيدته، إنها تسكن في الزمالك؛ فقلت: حفيدة شامل باشا الَّذي جاء إلى المدينة، ودخل على رسول الله بسيفه ووضعه على الأرض وبكت الناس كلها؟ قالت: نعم.
- في اليوم الثاني حضرت وأخذتنا إلى منزل من فيلا حلوة جميلة، وإذا زوج هذه الحفيدة التي جدها شامل باشا هو سفير مصر في أندونيسيا، وكان قبل في جدة سفيراً، ثم حدثتهم زوجة الأخ حسين سراج بالهاتف قبل حضورنا، وقالت: إن معي ضيفاً يحب الباشا وقد نظم في بطولته قصيدة؛ ولما دخلنا على هذه السيدة الكريمة، التي تبلغ من العمر 75 سنة، والتي تعيش في بيت وحيدة.. عندها خادمة، لا تحسن الحديث بالعربية؛ فسألتني كيف عرفت جَدِّي؟ فقلت لها جدك هذا كل الناس تعرفه إلاَّ العرب؛ فانبسطت لما قلت لها إلاَّ العرب.. لأنها مكية؛ فقالت لي: سأطلعك على أربعة مجلدات أحتفظ بها ذكرى من جدي.. لا أفرط فيها، أحدها بالألمانية، وآخر بالفرنسية، وثالث بالإنكليزية، ورابع بلغة عالمية أخرى؛ وبالفعل أحضرت المجلدات وكلها عن جدها، وليس فيها كتاب بلغة العرب ذكر جدها، وهذه مأساة.
- ثم قالت: أنا أريد أن أعطيك تذكاراً شيئاً يخص الباشا؛ فقلت لها: وما هو؟ فأحضرت لي سبحة وقالت: هذه سبحة الباشا التي أعطاني إياها أيام أعطوه إياها؛ فأنا أقسمت لها ألاَّ آخذها، لأن مثل هذا لا يُعطى؛ فقالت لي: أبداً.. أنا أصبحت كبيرة، وأحس أني أدنو من الموت، وليس هناك من يعرف جدي؛ فقرأت القصيدة عليها، وكانت زوجة حسين سراج تترجمها باللغة الشيشانية، وكانت تبكي لأني وصفت كيف دخل على القيصر وقَبَّله، ثم قال له: لقد كانت معركة الفرسان الشجعان بيني وبينك، ولذلك أخذنا سيفك لأننا أخذناك أسيراً، إنني الآن - باسم روسيا كلها - أعيد لك سيفك وأعرض عليك أيَّ قصر يعجبك.. وتكملة القصة سبق ذكرها.
 
ثم تحدث الشيخ عبد المقصود خوجه فقال:
- نسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يمتع والدنا بالصحة والعافية، وإن شاء الله - باسمكم جميعاً - سنعمل كل جهدنا، ونعتبر ما سيقدمه لنا معالي الوالد الشيخ عبد الله بلخير من شعر خدمة وطنية ولها أهمية كبرى، وإن شاء الله سنمنحها منا الجهد الوافي، وكل منكم يعتبرها قضيته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :541  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 77 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج