شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
جناب الأخ المفضال الأستاذ الأديب الشيخ عبد المقصود خوجه حفظه الله (1) ..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى والبركات.
وبعد:
فقد كنتُ تسلمت منذ أسابيع هديتكم العلمية الثمينة المتمثلة في كتابيْ الاثنينية السابع عشر والسادس عشر. وقد سافرتُ على إثر تسلمها إلى المغرب للمشاركة في ندوة (مركز دراسات الأندلس) بالرباط في موضوع (الحضارة الإسلامية بالأندلس ومظاهر التسامح) ثم إلى الرياض للمشاركة في ندوة (مكتبة الملك عبد العزيز العامة) في موضوع (الإسلام وحوار الحضارات). وبسبب هذا الغياب عن مكتبتي بمكة المكرمة والذي استغرق ثلاثة أسابيع ويزيد لم أتمكن من اقتناصي سويعات ماتعات في صحبة كتابيْ الاثنينية الجديدين ولا سيما أولهما ـ وهو الخاص بآثار السيد والدكم تغمده الله برحمته ـ إلاّ خلال الأسبوعين الأخيرين.
ومن الحق أن أشهد بأنّني استمتعتُ بما قرأتُ من الصحائف البينات التي دبجتها يراعة السيد الوالد فيما كان يشغله ويشغل أبناء جيله من قضايا المجتمع والفكر والثقافة والأدب.
ومن الحق كذلك أن أشهد بأنَّني أفدتُ، بالآن عينه، من صحائف والدكم المستوعبة شيئاً غير قليل من الحقائق والمعلومات التي أضاءت لي جوانب عديدة من المشهد الثقافي والأدبي والاجتماعي لهذه البلد الطيب حين شرعت الطليعة المتنورة من أبنائه تغذ السير على الطريق اللاحب، طريق النهوض والبعث الحضاريين الذي سلكه أسلافهم منذ أن شرفهم الإسلام بأمانة التبليغ للناس كافة.
ومن الحق، أخيراً، أن أشهد بأنّني، إلى هذا وذاك، لمستُ في هذا العمل الذي نهض بإنجازه، جمعاً وتبويباً، الأستاذ حسين عاتق الغريبي على أحسن وجه، وعُنيتم بإخراجه على أمثل صورة كشف لي عن خُلَّة أخرى من خلالكم الحميدة ألا وهي خلَّةُ البرور التي شملتم بها السيد والدكم وتراثه العلمي والأدبي وشملتم بها كذلك أقرانه وأصدقاءَه وتراثهم العلمي والأدبي كذلك، وأنتم بهذا تحققونه؛ بل وتجسدون مفهوم البرور الإسلامي الذي يتخطى الأبوين إلى أقرب الناس إليهما وأدناهم إلى نفسيهما.
إنكم ـ أيها الأخ المفضال ـ بنشر هذا العمل الجامع لآثار أديب رائد وكاتب ملتزم بقضايا أمته ومجتمعه هو والدكم طيب الله ثراه، وبنشر أعمال أخرى، من قبل، مثل الآثار الكاملة للشاعر الغزاوي رحمه الله لتقدمونه الدليل تلو الدليل على وعيكم العميق بضرورة الاهتمام بتراث الأمة الثقافي والأدبي، قديمه والحديث، والحفاظ عليه بإخراجه على النحو الذي يتيسر به وصْلُ حاضر الأمة بماضيها الثقافي والفكري ويعمّقُ إحساس الجيل الناشئ بضرورة تمسكه بهويته الإسلامية العربية التي تميزه عمن سواه من الناس.
كما استمتعتُ بمراجعة السجل الكامل لنشاط الاثنينية خلال عامها الثامن عشر من عمرها المديد بحول الله تعالى. وهذا السجل يمثل، بحق، جانباً آخر من الجهود التي ما فتئتم تبذلونها في تنشيط الحركة الثقافية والأدبية في رحاب عروس البحر الأحمر جدة البهية؛ بل وفي أرجاء المملكة كلها، وكذلك في مدِّ جسور التواصل الثقافي والحضاري بين مهبط النور الباهر وآفاق العالم الإسلامي والعربي من خلال تكريمكم لرجالاته المبرزين في حلبات العلم والأدب والفكر والثقافة.
وأنتهز هذه الفرصة لأفضي لجناب الأخ الكريم باقتراحين خطرا لي وأنا أكتب إليه هذا الخطاب. أرى أنهما كفيلان بأن يوسِّعا من (الاثنينية) رقعتها ويرحّبا أفقها ويمدَّا من إشعاعها. أولهما: العمل على توصيل مطبوعات الاثنينية ـ وهي من القيمة العلمية والأدبية لما أسلفتُ الإشارة إليه ـ لمكتبات الجامعات ومعاهد البحث العلمي والأدبي في مختلف أقطار العالم الإسلامي والعربي، وثانيهما استحداث جائزة باسم الاثنينية أو باسم الشيخ، وهما بمعنىً، للدراسات الحضارية والأدبية والعلمية، وحبذا لو تكون جميعها مقصورة على منطقة الحجاز بعامة وبمكة المكرمة والمدينة المنورة بخاصة.
هذا وقد كنت أرسلتُ لجناب الأخ المفضال نسختين مهديتين إليه من كتابيَّ الأخيرين (تراث المغاربة والأندلسيين في آثار الدارسين) و (الأندلس في ذاكرة الشاعر السعودي) أرجو أن يكون توصل بهما وتقبلهما بقبول حسن ونظر إليهما بعين الرضى.
أكرر شكري لجناب الأخ الكريم على هديته العلمية وكذا على هديته التي وصلتني في غضون الأسبوع الماضي وهو عبارة عن (ألبوم) حافل بالصور التي التُقِطتْ لنا في مجلس الاثنينية العامر بالفضل والكرم والعلم والأدب جزى الله صاحبه خير الجزاء وأوفاه كفاء ما يبذل بسخاء في خدمة العلم والأدب وتكريم حملتهما.
والسلام عليه من أخيه ومحبّه.
الدكتور حسن عبد الكريم الوراكلي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :363  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 208 من 296
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج