الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > إبراهيم البليهي

سعادة الوجيه الكبير الأستاذ عبد المقصود خوجه وفقكم الله ⁽¹⁾

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

كنتُ أكبرتُ فيكم الاهتمام بتكريم من ترون أنهم يستحقون التكريم وضاعف الإعجاب استمراركم نحو عشرين عاماً في النهوض بهذه المهمة كلّ أسبوع.. إن الالتزام الدائم جهدٌ شاق ولكن النفوس الكبار تستطيب التعب في سبيل ما تؤمن به وتستمتع بالجهد إذا كان نفعه عاماً يتعدى إلى الآخرين..

ولكنني اليوم وبعد وصول مطبوعاتكم اكتشفتُ أن المسألة لا تقتصر على الالتزام الأسبوعي رغم مشقته وإنما المسألة أيضاً فيها إنفاقٌ الكثير من المال والجهد والوقت والاهتمام في التوثيق والتفريغ والطباعة والمراسلات والاتصالات والتوزيع والتخزين.. وهذا كله يتطلب مؤسسة كاملة تنهض به ولكن عزيمة الرجال أقوى من العوائق..

أهنئكم بهذا الإحساس الإنساني الرفيع الذي يكاد أن يكون معدوماً في المجتمع العربي إن المجتمع العربي قد استغرق في الاهتمام بالأموات وتراثهم ولا يأبه بالأحياء وأفكارهم بل إنه لا يكتفي بعدم تقديرهم وإنما يملأ حياتهم بالمضايقة والغبن مما دفعني قبل عشر سنوات إلى كتابة مقال بعنوان (الرثاء إنصافٌ فات أوانه) أشرت فيه إلى أن المجتمع العربي يقدِّس الأموات ويمجدهم بدون حساب ويحتقر الأحياء ويملأ حياة النابهين فيه بالاستخفاف والتهميش وربما بالنبذ والإقصاء..

أنت في العالم العربي تَسُنُّ سنة حميدة ولعلّ الآخرين يقلدونك في هذه السنة الحميدة فتنتشر فيكون لك أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة..

فور وصول الكتب غرقتُ في التصفح وقد أذهلني الجهد الكبير المبذول فيها من قبلكم إنها مرجع هام للغاية لذلك كم وددت أن تخلو من كلمات المجاملة التي هي قبيل الاضطرار إلى المشاركة حتى ولو كان المتحدث ليس لديه أشياء هامة يود أن يقولها عن الأشخاص والأفكار والمواقف..

إنني متأكد أن أريحية المشاركين ونبلهم وكريم عواطفهم هي التي دفعتهم إلى المشاركة من قبيل الترحيب واللطف وإظهار الاهتمام غير أنه ما دام أن الأمر بهذا الشكل من التوثيق والعناية والإخراج فأقترح إحداث تغيير في التعامل مع الموقف..

إن المداخلات النبيلة التي يضطر إليها بعض الحاضرين اضطراراً تستهلك الكثير من وقت الاحتفاء كما تستهلك منكم الكثير من الجهد والمال والوقت في المراجعة والتفريغ والطباعة والنشر.. لذلك أظن أنه ينبغي التعامل معها باهتمام يتناسب مع كل هذا..

لك مني كل الإعجاب والاحترام والمودة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

إبراهيم البليهي