شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
معالي الشيخ/عبد المقصود خوجه حياكم الله ووفقكم الله للخير (1)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فلا يخفى عليكم سعادتي بساعات الصفاء الرائعة التي أمضيتها مع المجموعة الكاملة لآثار والدكم العلاّمة الأديب الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه.. إن هذه الباقة البديعة من الأفكار التي تعبق بأريج زمانها ليست إلا صورة لتلك الروضة الإبداعية التي غرسها والدكم ورعاها فأنبتت من كل زوج بهيج.. وهي بلا شك مرآة لتلك الانطباعات والأحاسيس المرهفة التي سبقت زمانه، كما إنها مدخل إلى فتوحات أدبية وثقافية وإبداعية ودينية ككل الوثائق التي لا يمكن كتابة التاريخ بدونها. إنها البذرة التي تعطي شجرة التاريخ شكلها ونضرتها ومذاق ثمارها، وهي الأثر الوحيد الذي يستعيد لنا الماضي بكل نبضه لنتعلم منه ونبني عليه نهضتنا ومسيرتنا الحضارية. وإنه لم يكن زمناً ككل الأزمان، فقد كان يزخر بالأحداث العظيمة وبالرجال الأفذاذ في كل فن طالما أشرقت وجوههم في هذه المرآة المصقولة الصافية. ولست أغالي إذا قلت لكم إن هذا العمل الجليل النبيل سيكون مدرسة في الكتابة واللغة والعلم ونوراً مستمداً من شمس الوحي لا بد أن يظهر في القلب عند تطهيره وتزكيته، نرجو الله أن ينفع به وأن يحسن مثوى صاحبه في علين.
وأما هذا السفر البديع من سلسلة الاثنينية فإنه ذكرني بالأثر: ((إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا)). وإنه كما عودتنا الأسفار التي سلفته ترجمان زماننا وديوان همومه المتنوعة. وهو بهذا المعنى وثيقة تاريخية لا بد منها لفهم أحداث الزمان وفهم استجابة النخبة لها وقدرتهم على استيعابها والإحاطة بها إحاطة تجنبهم عثراتها وتبذل لهم ثمراتها. ولا شك في أن لكم الفضل الكبير في إحياء هذه المجالس وإرساء تقليدها الذي افتقدته أمتنا منذ أزمان طويلة. أرجوه سبحانه أن يجعلكم ممن يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ (المجادلة: 11).
بارك الله فيكم وسدد خطاكم وجزاكم على (( اثنينيتكم )) أفضل الجزاء. فقدر كل امرئ ـ كما يقول عليه السلام ما كان يحسنه، وقد أحسنتم إلى أنفسكم وإلى هذه الأمة ومفكريها وعلمائها بهذه الاثنينية وأسفارها مما يذكرني بقول الإمام علي عليه السلام لكميل: يا كميل العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال. والمال محكوم عليه، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو بالإنفاق. وقال عليه السلام نظماً:
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم
على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه
والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حياً به أدباً
الناس موتى وأهل العلم أحياء
نسأل الله حسن التوفيق لكم ولاثنينيتكم، وجعلكم من ورثة الفردوس إنه الكريم المنان القديم الإحسان، وصلَّى الله على محمد وآله الأخيار وكل عبد اصطفى.
أخوكم إبراهيم بن علي الوزير
 
طباعة

تعليق

 القراءات :330  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 207 من 296
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج