شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 22 ـ (1)
((عروس الحفل))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
أيها السادة جميعاً: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذه قصيدة ترحيبية أو تهنئة للأخ العزيز عبد الله أحمد الداري بالاحتفاء به هذه الليلة وإن كنت قد أعددتها مؤخراً ففيها ما فيها.. لكن الذي أحب أن أقوله إنني قد كتبت مطلع قصيدة قبل هذه لم يَرْقْ لي عندما قرأتُه مرةً أخرى.. المطلع هذا يقول:
أيها الداري وما أنت بداري
عالج الأيام بالحسنى وداري
هذا خفت أن يُتَرْجَمَ ترجمة أخرى في حين أن الكلمات (الداري) (فداري) (وبداري) كل كلمة منها تحمل معنى مستقلاً آخر، لكنني صرفتُ النظر عن هذه القصيدة وجئت بهذه المتأخرة التي تُعْتَبَرُ ولادتها قيصرية ولذلك قد تكون فيها ما فيها..
جفَّ نبعُ الشِّعرِ واعتلَّ اللسانُ
وأبتْ أن تَرِدَ الغرُّ الحسانُ
كيفَ أسطيعُ وما في قبضتي
لاصطيادِ الحرفِ معنى أو بيانُ
زعموا الفصحى عجوزاً جاوزتْ
حدَّ سنِّ اليأس واليأسُ الهوانُ
حفروا قبراً ليرعى هيكلاً
هدّه الوهنُ وعرّاهُ الزمانُ
يا لها أمٌ توارتْ خجلاً
عفّها الأبناء والأهلون خانوا
قيل ماتت قلت بل صامدة
ولها في مهجة الدين كيانُ
أيها الشعرُ أجرْنِي قبلَ أنْ
يأسنَ القولُ وينهارَ الأمانُ
لا تدعني هدفاً يركضُ في
أثرِي سيفٌ ورمحٌ وسِنانُ
هذه ليلةُ عرسٍ في دمي
نبضُ عنوانٍ له بل عنفوانُ
وعروسُ الحفلِ شيخٌ حاذقٌ
دأبُه الإصرارُ والحبُ المصانُ
يعشقُ الحرفَ ويختالُ بهِ
ونديماهُ خيالٌ وجَنَانُ
أيها الداري بنجوى فرقةٍ
جمحتْ عنّا تبنّاها الحِرانُ
غرّهم بارقُ أحلامِ الصبا
رغدُ العيشِ فناموا واستكانُوا
بعثروا أيديهم ترضيةً
لسرابٍ بيِّنِ الزيف فبانوا
رفعوا أعلامهم بيضاً كمن
عشقوا مركبة الهُونِ فهانوا
يا أخي أنتَ على شاكلتي
تُحسنُ الظنَ وبالصمتِ تُدانُ
عشتَ تقتاتُ من الصبرِ الشجي
واثقاً يلثمُ كفيكَ الرِّهانُ
كمْ إلينا مدتِ الدنيا يداً
تشرقُ الرحمةُ منها والحنانُ
ومضيْنَا والمنى من حولِنا
يحضنُ النرجسَ منها الأقحوانُ
ثم غامَ الأفقُ وانفضَ اللقا
فإذا عربُ الطموحاتِ هِجانُ
أيها العاشقُ أيامُ الهوى
رحلتْ عنّا فعزَّانا المكانُ
جمعتْنَا صفقةٌ خاسرةٌ
عقدُها نارٌ وجذواها دُخانُ
أنتَ مثلي مسرفٌ في طيبهِ
حظُّنا السيىءُ عنا تُرْجمانُ
قد تقاسمنا المآسي جَلَداً
حينَ جارَ الهمُّ والحمُّ العوانُ
عُطِّلتْ كلُّ قواميسي ولم
يبقَ مِنْ أخيلتي إلا الجبانُ
هذه الدارةُ يا ضيفَ الندى
طلْعُها يُمْنٌ ويُسْرٌ وافتتانُ
زانها الخوجةُ بِشراً وسنا
فلياليها الكريمات حسانُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :252  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 49 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.