يا مَنْ أحَبَّ من الإناثِ مليحةً |
غنّى لها الفجرُ الندي الطيّبُ |
وتعلقتْ عيناهُ سحرَ جمالها |
فسعى لها وفؤاده يتلهَّبُ |
مُذْ يوم مولدها يذوب صبابة |
فإذا به أَمٌّ لها وكذا أبُ |
كم ليلةٍ باتتْ تِهامةُ تحتسي |
خمراً ينادم أصغريه ويطربُ |
تصغي إليه شغافُها وحواسها |
وكأنه سحبان فيها يخطبُ |
وتشجعتْ والشوقُ ملء عيونها |
تروي له عذبَ الحديثِ وتطنبُ |
ساعاتُها ترعى مشاعرَ مهجةٍ |
ولهى لميعاد اللقا تترقبُ |
أنا من تِهامةَ غير أنّ مدينتي |
بين المدائن دميةٌ تتحجبُ |
أبياتُها تشكو لظى فيروسها |
يغتالُ ما تلدُ السنون ويهربُ |
وحروفها وحشيةٌ مَا ضَمّها |
فصلٌ يروض خلقها ويهذبُ |
وعيونها لا تنتمي لقبيلةٍ |
فيدُ القذى في كل عين تلعبُ |
ماذا أقول وقد ظمئتُ ولم يطبُ |
ليَ من جداولها الكثيرةِ مشربُ |
يا عاشق الكلمات نجمُك ساطعٌ |
قل للأُلى ركبوا الهوى لن تكسبوا |
إن الزمان وإن تثاقلَ خطْوُه |
صلب الشكيمة غالبٌ لا يُغلَبُ |
ما أنتَ عن طلبِ العلى متخلفٌ |
ما أنتَ في حربِ الثقافةِ مذنبُ |
لم ترضَ قانونَ النفاقِ ولم يقمْ |
في دربك الوضاح أمرٌ بصعبُ |
شهدت لك الأيام أنك مخلصٌ |
ولعلَّ أكثر من عرفتَ مذبذبُ |
هذا ابن خوجه يحتفي بك مُنْصِفاً |
فكلاكما نجمُ يشعُّ وكوكبُ |
يا من بدارتهِ تهيمُ عواطفٌ |
مشتاقةٌ في طِيبها تتقلبُ |
إن كانْ جهدُك في تهامةَ طيّباً |
فالحبُ أسمى ما تُكِنُّ وأطيبُ |