شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 14 ـ (1)
((سلمت يداك))
ألقى الأستاذ أحمد سالم باعطب قصيدة شعرية ـ مشاركةً منه في الاحتفاء بمعالي الشيخ حسين عرب ـ فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسوله الأمين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ضيف هذه الليلة شاعر كبير.. بل رائد من رواد الشعر في بلادنا؛ وما قيل عنه ليس عندي ما أزيد عليه، ولكن لي شرف أن أشارك في هذا الاحتفاء بقصيدة، لن تصل إلى المستوى الَّذي أود أن تصل إليه.. ولكنها جهد المقل:
سلمت يداك حبيبتي
وسلمت لي حلماً وعمرا
أحرقت ثرثرتي التي
أكبرتُها فجزيت خيرا
أنقذتني منها فقد
قلبت رباح الأمس خسرا
يا حلوتي إني كرهت
الشعر قافية وبحرا
وهجرتُ أوزان الخليل
وعفتها عجزاً وصدرا
وفككت من عبث النحاة
عواطفي شعراً ونثرا
وفتحت أبياتي فما
وجدوا بها للنقد ذكرى
وسئمت هذا النثر
موزوناً وذاك الشعر حرا
لم يبق في الحلبات إلاَّ
زمرة تضحى وتعرى
ولكم تعلقت القريض
وذقته حلواً ومرا
ورسمت أحلامي به
من خيبتي شذراً ودرَّا
وتركته لما رأيت
سراته تغتال جهرا
وخرجت أصفع حسرة
وندامة كفاً بأخرى
الشعر في عصر الخمول
هزيمة للضاد كبرى
أرغى وأزبد بالغثاء
وشوَّه الماضي وأزرى
نُصغي فلا ندري بما
يلقى ولا ملقيه أدرى
لم يَشْفِ هذا الشعر جرحاً
في سراييفو وكسرا
سيق الشباب إلى سجون
الموت والتعذيب قسرا
وغزا الطغاة عفاف
نسوة أهلها وقتلن صبرا
أما الشيوخ فأصبحوا
يسقون في الحانات خمرا
وبراءة الأطفال ترضعها
بغايا الصرب كفرا
أَوِسَام دينِ الله
أحملُه ولا أرويه ذكرا
وأقول إني مسلم
وأبي على الطرقات يُفرى
وأخي يصيح ولا أجيب
كأن في الأذنين وقرا
تاللَّه إني مذنبٌ
شُلَّت يمينٌ لي ويسرى
قالوا الحضارة أن أكون
أخا مسيلمةٍ وصهرا
ومن السماحة أن تباع
كرامتي بخساً وتشرى
ومن العدالة أن أموت
وقاتلي يختال كبرا
ومن التواضع أن أمد
يدي إلى الجلاد شُكرا
تاللَّه إني عاجزٌ
والموت أجدرُ بي وأحرى
سلمت يداك حبيبتي
وسلمت لي حلماً وعمرا
أنت التي سطرت للأجيال
تاريخاً وقدرا
يا مكة الغراء يا
نوراً من الرحمن ثَرَّا
تهوي القلوب إلى رحابك
تستزيد رضاً وبرا
أنجبت ذا النورين والفاروق
وابن العاص عمرا
وكتائباً حملت رسالات
الهدى والعدل تترى
وصنعت للأيام أمجاداً
وللأمجاد صقرا
أنتِ التي قاد الفخارُ
زمام ركبك مشمخرا
وعلى ثراك ترعرعت
شيمٌ تضوع شذاً وعطرا
صارت بها راياتنا
يخفقن في الآفاق زهرا
هذا فتاك بشعره
خبر العُلى كراً وفرا
من دوحة لما تزل
تثري رياض العلم فكرا
يا شاعراً زفَّ البيانُ
له فتاةَ الشعر بكرا
ولدت له غرراً تفيض
طلاقة وتميس سحرا
وبنت له كف الأصالة
فوق هام النجم قصرا
من حوله تشدو البحور
وتسبح الكلمات غرا
ما للقصائد أصبحت
في صفحة الإبداع صفرا
أبياتها صُمٌّ وأحرفها
مبعثرة وحيرى
ونقاطُها غلفٌ فما
شقت من الظلماء فجرا
الشعر ألسنة بها
تورى الحروب لظًى وتضرى
كم أنجزت حلماً تبيت به
ليالي النصر سكرى
فإذا خبت أضواؤه
وتقيحت إفْكاً وهجرا
حفرت له أربابه
في مهمه النسيان قبرا
يا شاعراً صحب الأُلى
في الشعر منزلةً وقدرا
إن خانني قلمي وجاء
صريره لغواً وهذرا
شتان في بحر الهوى
ما بيننا مداً وجزرا
شيطان شعرك مترف
لم يشك مخمصةً وفقرا
وقرين شعري مترب
يطوي ليالي العُمر صبرا
فإذا نزحتُ إلى البداوة
إن لي سبباً وعذرا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :417  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 41 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.