شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 15 ـ (1)
((يا رفيق النوى))
في هذه الليلة وفي الاحتفاء بشاعر عراقي ـ هو الأستاذ يحيى السماوي ـ تصورت أن الشعر العراقي قد حمل حقائبه وجاء مهرولاً إلى هنا ليحتفي معنا بالشاعر العراقي؛ فماذا قال الشعر العراقي للمحتفى به:
لا تلمني إذا أتيتك وحدي
أقفر الحيُّ من سعيدٍ وسعد
رحل الصحب للمقابر ((يابا))
ثم ((يابا)) على الرصافة بعدي
جئت أسعى من السماوة شوقاً
رافعاً مشعلي وسيفي وزندي
حاملاً في يدي شهادة حر
وعلى جبهتي ملامح عبد
جئت أطوي إليك آفاق حزني
والأسى والجراح كأسي وبردي
جئت أروي مقاطعاً من وصايا
جدتي في الهوى وأخبار جدي
جئت في ليلة تُكرَّمُ فيها
بين صيد من الكرام وأسد
تخصب العمر رحمة وأماناً
شهبٌ ترشد الحيارى وتهدي
من سنا مكة استمدت فطوبى
للميامين بالسنا المستمد
أمة تعشق الحياة كفاحاً
لم تجىء قومها بإصرٍ وإدِّ
لغدٍ شيدتْ وللأمس صانت
وبنت باليقين أروع سدِّ
إن يكن للبحور مد وجزر
فنداها بغير جزر ومد
أين يممت لا ترى غير صرح
سرمدي العطاء من غير حدِّ
سامقاً قبلت يديه الثريا
ينتمي للحجاز فخراً ونجدِ
يا رفيق النوى أتيتك خلواً
من كنوزي فما الَّذي لك أهدي؟
ليس فيما حملت إلاَّ شكاوى
أنكأتها سهام كيدٍ وحقدِ
لم يزل للشجون ملهى بقلبي
والليالي العجاف حبلى بسهدِ
سوف أبقى ولن تموت ويخبو
من دمي برقه ويصمت رعدي
كم تغنيت بالعلا ودمائي
نازفات بحربة المستبدِ
أتحدى العذاب والظلم صُلْباً
أعشق النصر في دروب التحدي
في سمائي أبو العلاء وبدر
وحبيب ونازك وابن بردِ
حملوا رايتي تضوع شموخاً
غرسوا في القلوب فلِّي ووردي
يا فتى الرافدين ما زال فينا
فئة ترتدي الهوان وتردي
بعض أتباعها جياع النوايا
سرقت خلسة قلادة عقدي
تركتني على الرصيف صريعاً
أتنزى وأحكمت ثم قيدي
إن بسطت اليدين للحب أدعو
نصبوا تهمة الخيانة ضدي
ومن العار أن نموت جميعاً
كي تطيب الحياة يوماً لفردِ
ومن العار أن نبيع ببخس
إرثَ أجدادنا العظيم لوغدِ
إن للشعب صولةٌ تتهاوى
تحت أقدامها ضروب التعدي
يمتطي صهوة المنايا ليحيا
وليحيى أزفُّ آياتِ ودِّي
طائر خافق الجناح معنى
غارق الفكر في جهادٍ وجهدِ
يا فتى الرافدين للحزن صوتٌ
فوق ما تفضح الجراح وتبدي
كلما أيقظته ذكرى عبوسٌ
أطفأت حَرها سكينة وعدِ
ورضاب الوعود أحلى مذاقاً
في فم الصبِّ من سلاف وشهدِ
يتلهى به شغوفاً طروباً
يزرع العمر بالأماني ويسدي
وكأن الحياة إحدى جواريه
كما شاءها لوصل وصدِّ
فإذا زمجر الزمان غضوباً
لا الونى منقذ ولا الركض يجدي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :331  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 42 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.