شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 13 ـ (1)
((في ليلة الحب))
ـ بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه قصيدة أعددتها تلبية لدعوة من الرجل الفاضل، الَّذي دعاني إلى أن أشارك في تكريم هذا الأديب المبدع، عبد الله عبد الرحمن الجفري سمَّيتُها: (في ليلة الحب) ونحن أحوج ما نكون في هذا العصر إلى الحب، في عصر قلَّ فيه هذا الحب حتى بين أفراد الأسرة الواحدة.
من أينَ أقبلتِ، هذي روعةُ القَدَرِ
محوتِ سودَ سجلاتي من العمر
ما كنتُ أحسبُ مذ فارقتُ مبتدئي
أن تبحثي في حنايا الكونِ عن خبري
يا رحمةً أيقظتْ ذكرى طفولتنا
وحركت شجني لا ترحلي انتظري
مدي يديك فهذا عرسُنا وخذي
في ليلةِ الحب ما تبغينه وذري
لا تنكريني إذا أبصرتني هَرماً
جارتْ عليه صروفُ الوهنِ والكبر
لا تنكريني فما زالت على شفتي
بقيةٌ من بقايا عصرنا الحجري
أستغفر الله ما كانتْ سلافَ فم
ولَم تكنْ قبلةً عصريةَ الأُطُر
لكنها لوحةٌ تحكي براءَتنا
ولذةَ البوحِ بالأحلام في الصغر
لا تنكريني إذا زارَ الونَى جسدي
ضريبةُ الشيبِ ضعفُ السَّمعِ والبصر
لا تنكريني ففي عينيك ملحمةٌ
للحبِّ رائعةُ الألفاظِ والصور
أنا وأنتِ كتبناها سواسيةً
فضمَّخ الطهرُ من أطيابها سِيري
وأنت زوقت بالإلهام فتنتَها
فأشرقتْ مصدراً للحسن في الغرر
تُهدي إلى الشمس من لألائها قبساً
وتبعثُ النورَ طاقاتٍ إلى القمر
قال الَّذين تفشى الحقدُ في دمهم
لم يبقَ للحبِّ في الأعماق من أثر
بالأمس بعناه في حاناتِ صبوتنا
وفوقَ أرصفةِ الإدمان والبطر
ياليتهم قبل أن يعروا علانية
أصغوا لصوتٍ على الإبداع مقتدر
أصغوا إلى الحب رقراقاً ومنسكباً
من قلب هذا الفتى المكيِّ من مضر
أصغوا إلى قلب (عبد الله) ينبئهم
عن الهوى والنوى في البدو والحضر
عن القلوب التي غنَّى لها طرباً
ذابت وفاءً له في الحل والسفر
تطوي إليه مسافاتِ الهَوَى وَلَهاً
تغوص في لُجج الأحزان والسهر
مواكباً عَبَقَتْ حباً غدونَ له
من حدة الشوقِ كالهالات للقمر
تهديه بسمتها بالصدق ناديةً
رقيقة رقة الأنسام في السحر
لم تنسه حين أدمى الوجد أحرفه
حتى امتطى في هواها صهوة الخطر
يا جنة كرَّم الرحمنُ تربتَها
وزانَها بسنى الآياتِ والسور
تسعى إليك النُّهى عطشى معربدة
أشواقها لِشَذَا ريحانِك العطر
إن الذين أضاعوا صفو مشربهم
تجرعوا حمأ المستنقع القذر
وأدلجوا في صحارى ضل سالكها
وخاب فيها ذكاء النابه الحذر
تأبَّطوا كتباً، وأستأجروا صحفاً
سطورها رويت من أدمع البشر
غيض الحياءُ بها، واعتل رونقُها
فأغلقت دونها بوابةُ الظفر
يا ربة القمم الشم التي حملت
إرث الهدى عن أبي بكر وعن عمر
بالحب تعتنق الأيامُ طاعتَنا
تذود عنا عوادي الريح والمطر
وإن فرقنا الدجى في موكب لجب
كانت عيوناً لنا كالأنجم الزهر
الحب في عرفنا ما كان ثرثرةً
نروي بها ظمأ الأسماع في السمر
والحب ليس دعاياتٍ مزيفة
نشدو بها كذباً في كل مؤتمر
الحب دنيا بها تسمو شمائلُنا
وتنبت الشهب تجلو أوجه العصر
هو الخوافي لمن رام العُلى سكناً
فإن نزعتَ خوافي الصقر لم يطر
 
طباعة

تعليق

 القراءات :310  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 40 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.