شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور عبد الله مناع ))
ثم أعطيت الكلمة للدكتور عبد الله مناع فقال:
- السلام عليكم، وأسعد الله مساءكم..
- كأن حدسي بأن ذاكرة شيوخنا ستضعف عن تتبع التأريخ كان حدساً في محله، ففي هذه الأمسية كانت هناك أخطاء تاريخية كبيرة، وما كان يصح أن نتحدث عن صوت الحجاز في إطار المفهوم التاريخي لتلك الصحيفة، والتي تشكل حجر الزاوية في هذه المؤسسة: مؤسسة البلاد؛ ما كان يصح أن تمر الأخطاء التاريخية دون تصحيح: أول هذه الأخطاء التاريخية، الَّذي جعلني أتحسس هذا وأعتقد أن أساتذتنا سيغلبهم النسيان، فمررت على بعض تلك التواريخ ما بين البارحة واليوم، فوجدت أن صوت الحجاز كانت امتيازاً للأستاذ محمد صالح نصيف، وكانت صوت الحجاز امتداداً لجريدة الحجاز التي كان أيضاً صاحب امتيازها الأستاذ محمد صالح نصيف، ومحمد صالح نصيف يتردد ذكره دائماً ولكنه شخصية وكأنها محاطة بالغموض، فهو صاحب امتيازات الصحف، ولكننا لا نعرف عن تاريخه شيئاً كبيراً، إلاَّ أنني في الأيام الأخيرة تلقيت شيئاً ما يشبه المذكرات، بقلم محمد صالح نصيف وكأنه يروي قصة حياته.
- أردت أن أقول: إن صوت الحجاز كان امتيازها للأستاذ الشيخ محمد صالح نصيف (رحمه الله) ثم اشترت الشركة العربية للطباعة والنشر التي يملكها الشيخ محمد سرور الصبان جانباً من هذا الامتياز، وظلت صوت الحجاز تصدر بامتياز الجهتين، صاحب الامتياز أصبح الشركة العربية للطباعة والنشر ومحمد صالح نصيف، فإذا جاء عام 1360هـ وهو الَّذي يوافق 1940م، توقفت جميع الصحف بسبب أزمة الورق في الحرب العالمية الثانية، ولم تبق سوى صحيفة واحدة هي صحيفة أم القرى التي ظلت تواصل صدورها بنصف عدد صفحاتها؛ ثم بعد الحرب العالمية الثانية، في عام 1365هـ الموافق لعام 1945م تقريباً، عاودت صوت الحجاز صدورها، وقد أصبح امتيازها لدى الشركة العربية للطباعة والنشر وصدرت باسم البلاد السعودية، وظلت هكذا البلاد السعودية تملك امتيازها الشركة العربية للصحافة والنشر، ويرأس تحريرها الأستاذ عبد الله عريف، حتى عام 87هـ عندما دمجت البلاد السعودية مع صحيفة عرفات، وصدرت باسم البلاد وترأس تحريرها الأستاذ حسن عبد الحي قزاز.
- النقطة الثانية، تحدث السيد حسن كتبي عن الصحافة خلال العشرين سنة الماضية وقال: إنها شهدت نمواً واطِّراداً في كل مناحيها، ويمكن أن يكون هذا الكلام صحيحاً، ولكن العهد الذهبـي للصحافة السعودية كان ما بين عامي 1380 و1386 للهجرة، صحيح إننا في ذلك الوقت لم نكن مسؤولين في هذه الصحافة مسؤولية مباشرة ولكن هذا هو التاريخ؛ والحقيقة أنّ تلك الفترة وهي الموازية لعام 1964/ 1965م كانت هي العصر الذهبـي للصحافة السعودية، يمكن أن نقول إننا الآن نصدر صحفاً ورقها أكثر، ألوانها أكثر، ومراسلوها أكثر، لكن القيمة التي كانت عليها الصحافة في تلك الأعوام - في اعتقادي - كانت الأفضل مما تؤديه صحافتنا هذه الأيام.
- نقطة أخرى، قيل في هذه الجلسة، ولا أدري من القائل وأظنه معالي الأستاذ حسين عرب، قال الغزاوي تولى رئاسة تحرير صحيفة صوت الحجاز، وأظن أن هذا ليس صحيحاً.. فلم يتولَّ الأستاذ الغزاوي رئاسة تحرير صحيفة صوت الحجاز، إنما تولاَّها الشيخ عبد الوهاب آشي أولاً، فالأستاذ محمد حسن فقي ثانياً، ثم الشيخ أحمد السباعي، السيد حسن كتبي، السيد أحمد قنديل؛ لكن الشيخ الشاعر أحمد غزاوي لم يتولَّ رئاسة تحرير صحيفة صوت الحجاز.
- وذكر معالي السيد حسن كتبي في معرض رده على أحد الأسئلة كلاماً عن الدكتور طه حسين، والحقيقة لم أحب أن تمر هذه الأمسية دون إيضاح يتوجب، إذا كانت هذه وجهة نظر حسن كتبي في الدكتور طه حسين، وأنه يعني الأديب طه حسين بهذا التقليل من شأنه كَعَلَمٍ كبير ليس في تاريخنا وإنما في تاريخ العالم العربي والأمة العربية، يعتبر واحداً من الأعلام والعلامات البارزة في التاريخ الأدبي والاجتماعي والسياسي.. وإذا كان هناك مِنْ تَحَفُّظٍ للسيد عن كتابه في الشعر الجاهلي، فقد شكل كتاب "في الشعر الجاهلي" نقطة تحول في مفهوم النقد الأدبي، وكان نقداً ذا طبيعة تختلف عن كل النقد الَّذي عرفه السيد حسن كتبي في ذلك الزمان، وحتى عرفه ذلك الجيل في ذلك الزمان، كان منهج ديكارت المعروف في التشكيك وربما قيل عن الدكتور طه حسين إنه خرج في هذا الكتاب ببعض جوانبه بما يلامس بعض القضايا، ومعروف أيضاً أن هذا الكتاب أثار في مصر أزمة كبيرة جداً، حتى أن حكومة صدقي باشا أقالت الدكتور طه حسين من منصبه كعميد للأدب العربي في جامعة القاهرة، ولكن المثقفين في مصر نصبوه عميداً للأدب العربي رداً على إقالة صدقي باشا للدكتور طه حسين.. فالدكتور طه حسين ليس هملاً، وليس تلميذاً، وليس أديباً عادياً بل كان أديباً متميزاً فريداً في نوعه، كبيراً باسمه، كبيراً بقلمه، كبيراً بإنتاجه، كبيراً بفكره.. وقد خدم الإسلام - وهذا الَّذي يهم السيد حسن كتبي - خدمة جليلة لم يخدمها كثيرون من جلسائنا في هذه الليلة، وأظن الجالسين يعلمون ذلك العدد العظيم من الكتب والَّذي يتقدمها كتاب: "الفتنة الكبرى" و "على هامش السيرة"، و "الشيخان"، وغيرها من تلك الكتب التي تعتبر علامة بارزة في تاريخ الأدب العربي والفكر العربي..
- تحية أبعثها لروح الدكتور طه حسين في هذه الأمسية، وأنا أعقب على السيد محمد حسن كتبي وأقول: من الإنصاف إذا أردنا أن نكون أمة عربية حقيقية فلا بد أن ننصف رموزها، ولا بد أن نجلي الحقائق، ولا تأخذنا الحماسة إلى جانب غير ما يأخذنا إليه العدل والإنصاف.
- بعد هذا تبقى كلمة أخيرة عن السيد محمد حسن فقي، ويمكن القول إنه خبر؛ إن السيد محمد حسن فقي بصدد إعداد كتاب عن أيامه الأولى، الأربعين سنة الأولى من عمره، أمد الله في عمره، وهذا الكتاب الآن يتهيأ للطباعة وفي هذا الكتاب يروي قصته مع صوت الحجاز، من بين ما يروي عن تلك الفترة من حياته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :670  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 7 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.