شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( تعليق الدكتور محمد عمر زبير ))
ثم علّق الدكتور محمد عمر زبير على كلمة سموّ الأمير محمد الفيصل فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم.. وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم..
- إنني أشفق على سموّ الأمير من الأسئلة التي ستوجه إليه، أشفق عليه لأنني تحاورت معه في ليال طويلة مع زملائنا عن موضوع البنوك الإِسلامية، وكان حريصاً - في كل وقت - أن يثير قضية النظام الشامل للاقتصاد الإِسلامي، حتى في ليلتنا هذه في كلمته أشار إلى موضوع النظام الشامل؛ الحقيقة: لا نستطيع أن نحكم على موضوع النظام المصرفي كجزء منفصل عن النظام الشامل، فنظامنا الاقتصادي الإِسلامي نظام حيوي، الارتباط فيه ارتباط عضوي حيوي، لا يمكن أن نفصل جزءاً فقط ونتحدث عن هذا الجزء في فراغ عن الأجزاء الباقية؛ فاعلية هذا الجزء وهو النظام المصرفي لا تكتمل إلاَّ إذا توفرت الشروط والأسس الأخرى التي تكمل النظام الاقتصادي الإِسلامي.
 
- نظامنا الاقتصادي الإِسلامي نظام شامل متطور متوازن رباني، تلك بعض الخصائص، وعن كل خاصية يمكن أن يتكلم الإنسان ساعات وساعات في هذه القضايا، ولكن الحقيقة الصعوبات التي تواجه والتحديات، والصراع المرير الحضاري الَّذي يواجه نظامنا الاقتصادي الإِسلامي هو صراع يأتي من الداخل ومن الخارج؛ وفي التجربة هناك علاقة بين النظرية والتطبيق سموّ الأمير من أحد الرواد الأوائل - إن لم يكن الرائد الأول - في أخذ هذه النظرية التي تبناها المؤتمر الاقتصادي الأول؛ ومعي زملائي الَّذين يحاولون - إلى الآن - تكملة دراسة النظرية وتقديمها، حتى نستطيع أن نقوم بتقديم نظرية شاملة متطورة تخدم أهداف العصر الحاضر أيضاً.
 
- فقهاؤنا في القديم قدموا نظريات، الحقيقة نحن محكومون بالأحكام الشرعية، وفي هذا الإطار الشرعي نستنبط الأحكام التي تلائم الوضع الحاضر، والاجتهاد مستمر إلى الأبد ما دام هناك حاجات وما دام هناك تطور، وما دام هناك زمن؛ الزمن - أصلاً - هو مقياس للحركة، ولذلك نجد أننا في حاجة ماسة إلى الاجتهاد والتطور إذا كان هناك حوار جدلي كما يقولون بين النظرية والتطبيق، سموّ الأمير مهتم كثير جداً بالتطبيق، ولكن لا يغفل عن قضية التنظير أيضاً، فكلما أتيحت فرصة نلتقي به نتحدث عن هذا الجانب.
 
- الحقيقة: تلك كلمة قصيرة أحببت أن أقول: إذا لم يكن النظام شاملاً.. فلا بد أن تكون الفاعلية قاصرة عن أن تحقق النموذج، وهذا النموذج - الحقيقة - غائب عن الوجود؛ النموذج الكامل للنظام الإِسلامي لم يطبق إلاَّ في فترة قصيرة في تاريخنا الإِسلامي، والآن نحاول - بقدر الإمكان - أن نطبق أجزاء من هذا النظام، تظهر عيوب كبيرة جداً وخلل كبير في هذه التجزئة وفي هذا الفصل.
 
- نظامنا الإِسلامي مبني على الحرية، مبني على العدالة الاجتماعية، مبني على كفالة المجتمع، مبني على التضامن الاجتماعي بين الأفراد؛ وأس الداء - في الحقيقة - النظام الربوي الَّذي يتمثل في احتكار الثروة وتركيزها لدى طبقة معينة من الأفراد، وظهرت تلك الآثار والإِسلام لا يرضى بذلك، ولا يرضى إلاَّ بأن يكون المال دولاً بين الأغنياء والفقراء، ونظامنا شامل نظام جميل، نظام يمكن أن يطبق - بإذن الله - نظام واقعي - أيضاً - ليس مثالياً خيالياً؛ سموّ الأمير مهتم بتلك النظرة الشاملة الكلية.
- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :524  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 114 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.