شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الفلك يدور
25 عاماً من الاثنينية (1)
بقلم: محمد صلاح الدين
من حق الأخ الكبير الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، أن نتوجّه له بالتحية والتقدير والذكر الحسن. وندوته الأدبية (( الاثنينية )) تكمل عامها الخامس والعشرين، كمنتدى أدبي سعودي اتّسع ليشمل في جنباته ونشاطاته أدباء العرب والمسلمين.
وهذا الاهتمام بالأدب، والحفاوة بالثقافة، والإنفاق السخيّ على النشر، والحرص الدقيق على التوثيق والاستمرارية، ليس بالغريب على الأستاذ عبد المقصود، فقد نشأ في ظل أب كريم هو الأستاذ محمد سعيد خوجه، همّه الأول الثقافة، ومهنته الصحافة والأدب، وعمله في المطبعة الوحيدة في مكة المكرمة وهي مطبعة أم القرى، التي تولى رئاسة تحريرها، ومحيطه الإنساني من أصدقائه ومعارفه هم المثقفون والكتّاب وأهل الصحافة، فليس غريباً على مَن نشأ في مثل هذه البيئة الثقافية المكثفة ألاّ تصيبه الحرفة كما يقولون.
ثم شاء الله أن يكون عمل الشاب عبد المقصود في الإعلام والثقافة، وأن يصبح الساعد الأيمن لوزير الإعلام آنذاك الشيخ عبد الله عمر بلخير، وفي سنوات التأسيس الأولى من نشأة أجهزة الإعلام السعودي، وازدهار قنوات الثقافة، وأن ييسر كل هذا للأستاذ عبد المقصود اتصالات واسعة، ومعرفة وطيدة بوجوه الفكر والثقافة والصحافة في المملكة والعالم العربي والإسلامي.
* * *
إن عدداً من أهل الأدب ونقاد الثقافة، يرون أن ثمة خصومة عميقة بين أثرياء العرب وعالم الثقافة والأدب، لكن ذلك لا ينطبق بكل تأكيد على صاحب الاثنينية الأستاذ عبد المقصود، فقد عصمه من ذلك ما ذكرتُ آنفاً من بيئته الأسرية التي نشأ فيها، ودرج بين أحضانها، ثم عمله المهني الذي جعله يمضي الشطر الأكبر من حياته العملية في أروقة الصحافة والأدب، وفي صحبة رموزها، ليس على مستوى المملكة، بل على المستوى العربي والإسلامي كذلك، ما جعله يسخو في الإنفاق على الاثنينية، ورعايتها ومنشوراتها، وسجلاتها سخاءً كبيراً غير معهود.
ليس من المقبول القول إن الاثنينية بكل برامجها عمل لم يتخلله خطأ، أو تشوبه شوائب، أو يعتوره نقص، فذلك أبعد ما يكون عن أي عمل بشري، ولذلك يعجبني حرص أخي الأستاذ عبد المقصود الشديد على استدعاء النقد، وإلحاحه في طلب المشاركة والنصح، ومتابعته الحثيثة لمختلف جوانب الرأي، لكن من الإنصاف القول بأن الاثنينية تشكّل في مجملها، تسجيلاً دقيقاً لمراحل هامة متتابعة من الحياة الثقافية والأدبية السعودية والعربية، وأنها أرّخت للنخبة من قادة الفكر والتعليم والثقافة والصحافة السعوديين والعرب، وأنها احتلت مكانها كمعلم أدبي ثقافي سعودي عربي، وهو ما يُسجل لصاحبها بكل تقدير.
ومن الحق أن أضيف أن دماثة صاحب الاثنينية، وحسن تقديره للصغير والكبير، ومودته وأدبه وحرصه على تفقد ضيوف الاثنينية مَن كانوا وحيث كانوا، قد جعل هذا المنتدى يحظى على الدوام، بحضور كثيف، واستجابة واسعة، ومكانة متميزة، لم تتوافر لغيره من المنتديات.
تحية تقدير لأخي الأستاذ عبد المقصود ولمنتداه، ودعاء بأن يتواصل عطاؤه، وتتسع آفاقه، وتتوثق عراه، وأن ينجز في مقبل الأيام ـ بفضل الله وتوفيقه ـ أكثر مما أنجز فيما مضى من عمره المديد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :468  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 200 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.