شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
التعاون المفقود.. بين الإذاعة والتلفزيون
والمؤسسات الثقافية.. وجمعية الفنون (1)
برغم التفاؤل الذي ساد الأوساط الثقافية والفنية والإعلامية عندما ضمت كل هذه الأنشطة الإبداعية في إطار رسمي واحد شكل وحدة العضوية الكاملةبين جميع هذه الأطر الرسمية لتكون وزارة الثقافة والإعلام واختير للوزارة وزير يتميز بثقافته الشمولية وحسه الإعلامي العالي وخبرته الإدارية الطويلة فيهما معاً.. ذاك هو السيد إياد أمين مدني ونجاحات هذا الرجل مشهودة في كل المجالات والمهام التي أسندت إليه أو كلف بها.. وبرغم التركة المثقلة التي تسلمها سواء كان ذلك في الإعلام أم في جميع المؤسسات الثقافية المختلفة أن في تصحيح مسار ألوان الفنون المتباينة والمتعددة وذات المراجع المتنوعة.
ومع إعادة التشكيل والتنظيم تفاءل الكثيرون أن في جميع العشيرة الثقافية والإعلامية سوف يشكل قاعدة انطلاق لكثير من الفعاليات التي يمكنها إثراء وسائل الإعلام بوسائله المتعددة والمتنوعة والمختلفة وقد حدث كثير مما كان الناس يأملونه أو يتطلعون إليه.. ولكن في غير وسائلنا ووسائلنا المسموعة منها والمرئية.. فكل مؤسسات الحراك والإبداع الثقافي فاعلة ومتحركة.. ما عدا.. الإذاعة.. والتلفزيون وعندما نقول الإذاعة والتلفزيون ـ لا نعني جدة والرياض ولكن نعني أيضاً ما المانع لو غطت إذاعتا نداء الإسلام والقرآن الكريم أخبار الأنشطة الثقافية السابقة والإعلان عن الأنشطة الثقافية القادمة وبشكل يومي بالإضافة إلى إذاعتي جدة والرياض وفي الوقت عينه تغطي هذه الأنشطة في برامج القسم الأوروبي بلغتيه الإنجليزية والفرنسية.
إن تغطية هذه الفعاليات سوف تظهر العمق الثقافي والبعد الحضاري لأمة هذه البلاد وتشكّل صغيرة تقوى بها الجبهة الفكرية الداخلة وتوفر كل مؤسسات الإعلام كثيراً من مكافآت الضيوف التي تشهد أزمات وتعثرات متكررة في أنظمة الصرف في الوقت الذي نجد فيه الإذاعات مادة علمية دينية ثقافية أدبية اجتماعية ودراسات تعنى بشؤون الأسرة والمجتمع والتعليم والشباب إلى آخر هذه الأنشطة.
لقد أصبح لدينا أكثر من عشرة أندية ثقافية أدبية وأكثر من عشرين منتدى وصالوناً أدبياً لها إسهاماتها الفاعلة والمؤثرة في الحراك الثقافي الديني والأدبي والسياسي والاجتماعي بالإضافة إلى وجود عدد آخر تقدم في أمسياتها شيئاً من الفكر الاجتماعي المعاصر.
لو سجلت الإذاعة جلّ تلك النشطة المختلفة في معظم مناطق المملكة لكان لدينا أكثر من ثلاثين تسجيلاً متعدد الموضوعات كلها تصلح للإذاعة إذا لم يكن بكاملها فيمكن إعادة إعدادها إذاعياً من قبل معدي البرامج الموظفين الرسميين ولاستفادت منها كل الإذاعات والأقسام الإذاعية. أما التلفزيون بقنواته المتعددة فكأن ما يحدث من أنشطة ثقافية وفنية لا تعنيه ومصر التلفزيون على الزيادة في الملل لعامة الجمهور ليجبرهم على التحول إلى القنوات الفضائية الأخرى.. والتي تجعلنا نصيح ونتهم بعضنا بعضاً بعد حسن التربية وغياب القدوة.. وكأن القناة الأولى ما زالت مخصصة لفئات محدودة برغم ما أحدث فيها من تنشيط لدورتها الدموية البرامجية.. ومثل ما قلنا عن الإذاعة يمكن أيضاً تطبيقه للتلفزيون.. لماذا لا تذاع بعض تلك المشاركات والأنشطة الثقافية والعلمية وأضرب أمثلة على ذلك ما يحدث في اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه وتكريم الرموز والإعلام في مختلف المجالات وما يقوم به نادي جدة الثقافي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون وكان آخرها الحفل الذي أقيم في مدينة الملك فهد الساحلية والذي تميز بتقديم عروض من الفنون الشعبية ومشتركة عدد من الأصوات الشبابية وبعض الفنانين الذين سبقت لهم المشاركة وتمثيل المملكة في الخارج.
ألم يكن هذا الحفل جديراً بالتسجيل من قبل الإذاعة والتلفزيون والذي اشتمل أيضاً على عرض مسرحي ومونولوج.. وأيضاً عرض لبعض اللوحات التشكيلية هذا التنوع لم يكن فيه مادة تصلح لأن تكون سهرة فنية أو برامج متنوعات أن حفل جمعية الفنون في جدة كان يصلح للإذاعة والتلفزيون دون تداخل أو تعارض أو تضاد. وما يحدث في محافظة جدة يحدث في مكة المكرمة والطائف والرياض والدمام وفي بقية محافظات ومدن المملكة.. فنقرأ أخبارها ونسمع عنها ولكننا بكل أسف لا نرى لها طحيناً على شاشات التلفزيون ولا قعقعة على أثير المذياع وأستميح حبيبنا الأستاذ معتوق شلبي وكيل وزارة الإعلام للشؤون المالية والإدارية السابق الذي يستضيف في منتداه يوم الجمعة نخبة من رجال الفكر والعلم والثقافة.. ففي الأسابيع الماضية كان في منتداه محاضرة عن الشاعر حسن عبد الله القرشي ثم محاضرة ((عن حضارة العرب في القرآن الكريم)) للأستاذ الدكتور سعود القيسان ويوم الجمعة الماضية قبل يوم أمس 5/2/1428هـ محاضرة بعنوان ((المنهج العلمي بين التراث والمعاصرة)) للأستاذ الدكتور يحيى محمد شيخ أبو الخير وقس على ذلك الكثير. السؤال الذي يفرض نفسه لماذا لا يكون هناك تعاون إيجابي بين الإذاعة والتلفزيون وكل هذه المؤسسات الثقافية وإذا كانت القناة الأولى قد فرض عليها هذا المنهج الممل، فلماذا لا تكون لدينا قناة ثقافية وقد سبقت الكتابة عنها وآخر من كتب الأستاذ تاج الدين السواس ـ في الديجيتال ـ ووزارة الثقافة والإعلام يمكنها أن تكون لديها العديد من القنوات ولديها العديد من المحطات والمراكز القادرة على الإنتاج والبث وهذا لا يمنع أيضاً من استفادة البرامج الأخرى من هذا الحراك ما نحتاجه فقط هو الخروج على البيروقراطية الإدارية والأفكار الراديكالية التي ما زالت مسيطرة على بعض القيادات الساعية للوصول إلى قمة الهرم.. وهذا حقها ولكن بالإنتاج وحده والتعاون يتحقق تميز الإنتاج.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :286  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 194 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج