شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نبض المشاعر
تكريم الاثنينية (1)
بقلم: عبد الإله محمد جدع
تقاس حضارات الأمم ورقيها بما تقدمه للعالم.. وللإنسانية جمعاء من قيمة مضافة.. وقد قدمت أمتنا الإسلامية ما تفخر به حقاً من قيم مضافة كانت هي المصدر لنهضة ورقي الغرب في مختلف العلوم والمعرفة.. غير أن أبناء الأمة قد تراجعوا في حين كرّس أبناء الغرب جهدهم لتقديم ما ينفع مجتمعاتهم والعالم.. فأضافوا حين توقفنا وتقدموا يوم تقهقرنا.. كذلك الحال مع الشخصيات في التاريخ.. فثمة شخصية تفرض احترامها وتقديرها ومكانتها ليس لشخصها أو مالها أو جاهها.. فهذه هبات إلهية قد يشترك فيها الكثيرون ـ ولكن لما تقدمه وتضيفه لمجتمعها ووطنها والإنسانية.. والوجيه الأستاذ عبد المقصود خوجه أحد أولئك الأعلام دون شك مهما اختلف البعض حول توجهاته أو غمز ولمز في دواعي منتداه الثقافي الرائع.. فقد أضاف صالونه أو ندوته ـ سمِّها ما شئت ـ إضافة متميزة للبيئة الثقافية والاجتماعية في هذا الوطن فضلاً عن مساهماته المتعددة في دعم النشر وحفظ نتائج أبناء الوطن وتقديمه للآخرين.
وحريّ بنا أن نشيد ونحتفل بهذه الشخصية.. فالعالم كله يقدر الذين يضيفون إلى مجتمعاتهم وأوطانهم ما ينفع وما يعتبر ذا قيمة وفائدة.. وإن احتفاء خوجه بالأعلام في كل فرع من فروع المعرفة واحتفاءه بالثقافة وتقديره للبحث والعطاء زهاء ربع قرن من الزمن لهو عمل ذو قيمة مضافة لمجتمعه ووطنه ربما عجزت أو تراجعت عنه بعض المؤسسات ناهيك بالأفراد، لأن كثيراً من المقتدرين مادياً يحجمون ويترددون في الإنفاق على ما فيه النفع والصالح العام والإضافة لمجتمعاتهم وللإنسانية.. فهم يتفرغون للكسب السريع والاستثمار في الأسهم وبناء المراكز التجارية والصيدليات ومحطات النفط التي ضاقت بها المدن ولاسيما جدة العروس.
وعود على بدء فكم كنت أود تلبية دعوة حضور الاحتفال باليوبيل الفضي لمنتدى الاثنينية والمشاركة فيه لولا ظروف عملي التي حالت دون ذلك.. وفي أي حال أريد أن أسجل سعادتي البالغة بخطوة إعلان الأستاذ عبد المقصود خوجه عن تحويل نشاطاتها أو فعالياتها إلى جهد مؤسسي معترف به من قبل القنوات الرسمية وهي خطوة رائدة تضمن الارتقاء بمستوى نشاطات المنتدى وتثري فعالياته وآليات التكريم فيه وكذلك تحقق دوامه واستمراريته نابضاً فاعلاً في حياة الثقافة مدى الزمن.. وهي نظرة ثاقبة من صاحب الاثنينية فمثل هذه الإضافات القيمة قد لا تجد عند الأجيال التالية نفس الاهتمام والرعاية والدعم.. والأستاذ خوجه قد أدرك ذلك وهو الذي رضع حب الأدب وعشق الثقافة منذ نشأ وترعرع في بيئة والده الأديب الراحل محمد سعيد خوجه رحمه الله وورث عنه ذلك الفضل.. ولي شخصياً معه مواقف تؤكد حرصه بل شغفه بحفظ نتاج أبناء البلاد والسعي الحثيث لتجميعه والخوف على ضياعه وهو لا يألو جهداً في المتابعة والاستفسار وكأن الأمر يمت له بصلة.. وإصداره لدراسة والدي الشاعر الراحل محمد إبراهيم جدع رحمه الله وعنوانها ((البهاء زهير شاعر حجازي)) شاهد من الشواهد فلولا حرصه ومتابعته لما استطعت تجميع مخطوطاتها المتناثرة وتقديمها إليه للطبع.. وهي مقالات كتبت في جريدة ((الرائد)) السعودية التي كان يصدرها الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين ونشرت في الثمانينيات الهجرية فأتاح الأستاذ خوجه لهذا الجيل الاطلاع على ذلك.
وقبل ختام مقالتي هذه فإني ـ وربما الكثيرون غيري ـ نتطلع إلى تكريم يليق بصاحب الاثنينية فقد آن الأوان أن يكون هو المكرّم والمحتفى به في الوطن.. ولعلّ وزارة الثقافة وعلى رأسها وزيرها المثقف الأستاذ إياد مدني الداعم والمحرك لما ركد من مياه في بيئة الثقافة والمجدد في دمائها.. نقول لعلّه يتبنى مثل هذا التكريم ويرفع به إلى الدولة التي حرص ويحرص قائدها حفظه الله على تكريم العطاء وتقدير الجهود.. فالوجيه الخوجه شخصية قد لا تتكرر في عصر الماديات البحتة التي يلهث فيها الناس نحو كسب المال من أي طريق ثم يبخلون في الإنفاق على ما فيه النفع لمجتمعاتهم.. وأن مثل هذا التكريم يؤكد حرصنا دوماً على الاحتفاء بأصحاب الإضافات الجيدة في الوطن وتشجيع الآخرين ليحذوا حذوهم..
دوحة الشعر:
ما إن أرى شبهاً له فيمن أرى
أم الكرام قليلة الأولاد
 
طباعة

تعليق

 القراءات :447  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 189 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.