شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أشهرها ((اثنينية)) خوجه
الصوالين الأدبية ((إضاءة)) للمعرفة أم ((إضاعة)) للوقت (1)
بقلم: أحمد عايل فقيهي
تحيلك مفردة ((صالون أدبي)) إلى عوالم الصوالين الأدبية الشهيرة كصالون العقاد ومي زيادة وغيرهما من الصوالين التي سجلت حضوراً فاعلاً ودوياً هائلاً في عالم الفكر والأدب.
تمثل الصوالين الأدبية واجهة حضارية وصورة اجتماعية مضيئة ومتقدمة. وفي المملكة مثلت الصوالين الأدبية ظاهرة تستحق التوقف لقراءة ملامحها وأهدافها ونتائجها.
ماذا يدور خلف جدران هذه الصوالين، هل ثمة ثقافة حقيقية تولد من رحمها.
ما هي القضايا التي تطرح فيها وهل هي فعاليات أدبية وفكرية جادة، أم أنها جلسات مؤانسة ليس إلا، أوقات تقضى في التسلية وإضاعة الوقت ونشر الشائعات.
لا تضيف شيئاً:
في البدء تحدَّث عبد الله الجفري الكاتب المعروف قائلاً: أنا في رأيي أن أغلب هذه المجالس تفرخ كثيراً من الإشاعات ولا تضيف إلى الثقافة جديداً وأكثر ما يدور فيها يقل كثيراً حتى عن التنظير.. وبالتالي فإني أحسبها مجالس وصوالين لإهدار الوقت. وإذا سألتني عن الاثنينية فلا بد أن تستثنى من الإشاعات ومن إزجاء الوقت في التنظير في ما لا طائل من ورائه لأنها تستضيف أعلاماً في الثقافة والأدب والعلوم ولأنها تطرح قضايا هامة جديرة بالحوار.. ما عداها فإنها تبحث عن قضايا ومواضيع لا علاقة لها بالمعرفة.. والثقافة وأغلب الذين يرتادونها لا علاقة لهم أيضاً بالأدب والثقافة، بل هم مجرَّد ناقلي شائعات ومروِّجي كلام.. وهناك من يصيبه الضيق والملل حين الحديث عن الثقافة.
أما بقية الصالونات والمجالس الأدبية فلربما طغت عليها أحاديث الشأن العام مع قليل من قضايا المعرفة والثقافة.. وهو شيء نادر وقليل.
ويقول محمد عمر العامودي صاحب مجلس ((الخميسية))الذي يعقد بعد مغرب كل يوم خميس في منزله:
حقيقة لا يوجد في جدة ((صوالين)) أدبية وثقافية على الإطلاق.. وليس هناك قضايا هامة تتعلق بالفكر والمعرفة.. وتحديد مواضيع بعينها تتم مناقشتها في هذه الصوالين والمجالس ومن يقول غير ذلك يخطئ باستثناء (( اثنينية )) الشيخ عبد المقصود خوجه، وهو صالون حقيقي يتم فيه وعبره تكريم رجال الثقافة والتربية والتعليم ونخبة من العلماء من داخل المملكة وخارجها لأن الاثنينية قامت على هذا الغرض وأنشئت من أجله. أما عدا ذلك فكلها غير معنية بالثقافة، ولا تدخل في دائرة اهتمامها.. وأغلب روّاد هذه الصوالين والمجالس غير مكترثين أصلاً بالثقافة والأدب. وما يدور في الخميسية حوارات في الشأن العام وقضايا مختلفة تأتي هكذا بعفوية ودون ترتيب ولا تنسيق، وهي جلسة أصدقاء يتحاورون ويتناقشون وفق مقتضى الحال وعن الشأن العام والقضايا الاجتماعية وعادة ما يكون ضيف يتم الحوار معه في إطار تخصصه أو الأمور العامة التي يشترك كل الناس في ملامستها والاهتمام بها.
الثقافة غائبة:
بالمقابل يرى محمد صالح باخطمة.. السفير السابق أنه لا يوجد في هذه الصوالين والمجالس نقاش جاد عن الثقافة والأدب ولا يوجد فكر حقيقي يحرك هذه الصوالين والمجالس.. وكل ما يدور فيها أحاديث في قضايا عامة وأحياناً هامشية وهي تبدو في مجملها مجرَّد جلسات مع أصدقاء.. تحكمهم أدبيات الصداقة فقط أما أن هذه الصوالين والمجالس تقدِّم شيئاً يذكر للثقافة فلا شيء من ذلك ابداً لأن أغلب مرتاديها أدباء وغير معنيين أصلاً بالأدب والثقافة باستثناء اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه..
حوارات جادة:
أما ندوة الدكتور أنور عشقي الأحدية، فهي ندوة جادة وتناقش فيها قضايا علمية وثقافية واجتماعية متنوعة ومختلفة ويرتادها نخبة من رجال الفكر والثقافة وبعض الأكاديميين والباحثين.. وتتسم بالجدية والدقة في التوقيت.. وتدار فيها ثقافات علمية جادة.
إضاءة عن الأحدية:
ويقول الدكتور أنور عشقي عن ندوته أو صالونه ((الأحدية)): تعقد الندوة في ثلاث مدن بالمملكة في الرياض وجدة والمدينة وهذه الندوة وإن توقفت مؤقتاً إلا أنها ظلت بمدينة جدة وبلغت حتى الآن 19 عاماً وتعقد مساء الأحد من كل أسبوع أما المدينة المنورة فندوتها تعقد شهرياً.
ويضيف أن الهدف من هذه الندوات إثراء الفكر وتأصيل الحوار لدى الذين يرتادون الندوات وهي ندوة تعتمد نظرية الأبواب المفتوحة ولا يدعى لها أحد بوظيفته أو ماله أو جاهه فالعالم ومحب العلم يسعى إليها بعلمه، وتعتمد الندوة أسلوب مراكز الدراسات الاستراتيجية إذ يلقي المحاضر كلمته في دقائق لا تتجاوز العشرين ويعقّب عليه اثنان من المتخصصين في مجاله ومن ثم يبدأ النقاش، بعدها يقدَّم العشاء ومن ثم الشعر والأدب وقد نوقشت في الندوة قضايا علمية وأدبية وثقافية.
ليست كلها ثقافية:
ويقول الدكتور يوسف العارف.. الشاعر والناقد: لا يوجد في جدة صوالين أدبية وثقافية حقيقية باستثناء ((أحدية)) الدكتور أنور عشقي وهي ندوة علمية وثقافية.. و (( اثنينية )) الشيخ عبد المقصود خوجه لها نهج مستقل في تكريم الأدباء والعلماء سواء من داخل المملكة أو من خارجها وهذا فيه تعريف للشاب المثقف السعودي لفاعليات علمية وثقافية يقرأ عنها ولا يعرفها، وهذه ميزة تحسب لصالون الاثنينية.. أما ((أحدية)) الدكتور أنور عشقي فهي تقدِّم الكثير من الطروحات الفكرية والثقافية لكن الذي يعيب هذه الصوالين عدم معرفة الناس بها والتواصل معها وحضورها، فهي مقتصرة على المهتمين والنخب، وهناك صالون غير معروف لكثير من الناس ويقام بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع وهو صالون مختصر يحضره ممثلون من أطياف المجتمع وهناك صالون للدكتور سعود مختار.. وصالون الدكتور عبد الله نصيف، لكن أشهرها ((اثنينية)) الخوجه وسعيد وأحدية العشقي وخميسية العامودي وصالون مها أحمد فتيحي.
تقليد متوارث:
عبد المقصود خوجه اعتبر في ورقته المقدمة لملتقى المثقفين السعوديين الذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام في الرياض في الفترة من 11 ـ 13 شعبان 1425هـ.
إن المتتبع لتطور المجالس والمنتديات الأدبية في المملكة سوف يجد أنها تواصلت بين مد وجزر منذ ما يعرف بالمراكيز التي ازدهرت بصورة واضحة في بداية العهد السعودي وكانت مكة المكرمة حاضنة لكثير من التجمعات الثقافية في بداية العهد السعودي وكانت مكة المكرمة حاضنة لكثير من التجمعات الثقافية العامة.
بينما يرى عيسى عنقاوي، أحد مرتادي ((الثلوثية)): أن رسالة هذه المنتديات والصوالين الأدبية هي لتنمية ورعاية وتطوير الوعي عند المثقفين وفتح الآفاق الواسعة والبعيدة للمعرفة، ولكن لا يوجد روّاد لهذه المنتديات سواء أكانت ثقافية أم فنية.
ويضيف عنقاوي: إن أغلب ما يدور في هذه الصوالين والمجالس هناك كلام استعراضي أحياناً وأحاديث تطغى عليها قضايا الشأن العام.
إذن هل تحمل هذه الصوالين والمجالس في مجملها حواراً حقيقياً في الفكر والثقافة والقضايا التي تصبُّ في صالح العمل الاجتماعي والوطني أم أن ما يدور في كثير من هذه المجالس والصوالين فيه كثير من التجديف والثرثرة والذهاب إلى قضايا وأفكار لا تهم المجتمع ولا الوطن.
مظهر للوجاهة:
يقيِّم حسين بافقيه الناقد والباحث هذه المجالس والصوالين قائلاً: الصوالين الأدبية والثقافية ظاهرة مدينية ترتبط بثقافة المدن وتمثل طبقات معينة فيها وهي عادة تعبِّر عن استقلال فئات المجتمع عن المؤسسات الرسمية.. وهي كذلك جزء من مواضعات المجتمعات الراقية كما كانت عليه في أوروبا التي عرفت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر عدداً من الصوالين الثقافية. وانتشار الصوالين الثقافية هو مظهر من مظاهر المدنية الحديثة وإن كانت تلك الصوالين تختلف من صالون إلى آخر فبعضها يعبِّر عن رؤية ثقافية وأدبية عامة وبعضها هو أقرب إلى مفهوم ((البشكة)) التي كانت معروفة في الحارات القديمة ولا تقدِّم رؤية فكرية وثقافية لكنها تخوض في الأحاديث العامة التي لا تختلف عن أي مجلس آخر، وأعرف أن بعضاً منها ((مضيعة)) للوقت وإهدار لوقت المثقف الذي يحترم نفسه لكنها كذلك تجد إقبالاً من لفيف من الباحثين عن اعتبارات اجتماعية والوجاهة.
لكن وجود هذه الصوالين والمجالس الأدبية والثقافية والاجتماعية هو تعبير عن رأي اجتماعي له أهميته وثقله في قياس الوضع الثقافي والفكري في أي مجتمع من المجتمعات.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1302  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 170 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج