شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ماذا أقول..؟
ظلموا الخفاجي في يوم تكريمه (1) ..!
بقلم: سهيل طاشكندي
تصريح صريح وواقعي أدلى به صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة عند افتتاح معرض جدة الدولي للكتاب والمعلومات حين سئل سموه الكريم عن رأيه حول الأندية الأدبية وهل تقوم بدورها المطلوب منها، فقال بحكمته ورؤيته الرزينة: (لا أعتقد أن الأندية الأدبية تقوم بدورها، ومن الواجب عليها أن تقوم بالدور الذي أنشئت من أجله، وعلى أساس أن تكون هذه الأندية الأدبية عبارة عن مجالس إدارة من أناس مختارين ثم يقوم أعضاء النادي باختيار مجلس الإدارة ليصبحوا هم المسؤولين عن الذين سيمثلونهم). نعم.. يا سمو الأمير، فما ذكره سموّكم الكريم هو حقاً الواقع والصواب، فهذه الأندية الأدبية المنتشرة في ربوع بلادنا الغالية منذ سنوات طويلة والتي تدعمها الدولة بكل كرم وسخاء لا نجد لها أي دور في المجتمع، والحقيقة أيضاً أننا لا نعرف ما الذي تفعله هذه الأندية وما هي أهدافها..؟
وبهذه المناسبة أود أن أتحدث بصفة خاصة عن النادي الأدبي بمدينة جدة حيث إنني على ثقة تامة بأن معظم سكان هذه المدينة الكبيرة الرائعة لا يعرفون ما هو النادي الأدبي وماذا يقدِّم..؟ بل أجزم أننا لو سألناهم مثلاً: (هل حضرتم فيه أي مناسبة..؟ هل تعرفون أين مقره؟) فإن الجواب سيكون بكل صراحة هو (لا)،وبالله عليكم أسالوا شباب جدة هل سبق أن سمعوا عن هذا النادي..؟! ولو سألتموني عن السبب أو الأسباب، فسوف أقول وبكل صدق إن النادي الأدبي بجدة يقتصر فقط على وجوه وأسماء مكررة هم الذين يديرونه ويتحكمون فيه معتقدين أنهم يقدِّمون نشاطات أدبية وثقافية وهم في الأساس لا يقدِّمون سوى أنفسهم..!
والشيء بالشيء يذكر، وطالما تطرَّقنا لموضوع الأندية فيجب ألا ننسى أيضاً جمعيات الثقافة والفنون التي ينطبق عليها الحال نفسه. فهذه الجمعيات التي هيأتها الدولة الرشيدة وجهزتها ودعمتها بكل الإمكانيات من أجل أن تكون عبارة عن أماكن تلتقي فيها المواهب لممارسة هواياتهم، ولكنني أسأل وأتحدى أن أجد الجواب: (هل استطاعت جمعيات الثقافة والفنون خلال كل هذه السنوات الطويلة منذ إنشائها أن تقدِّم لنا مجموعة من الشباب الموهوب في مختلف المجالات الفنية..؟)، مع العلم أن لهذه الجمعيات دوراً كبيراً في المجتمع بالإضافة إلى كونها أماكن نهمة لاحتضان الشباب وتشجيعهم وصقل مواهبهم.. ولكن أين ذلك..؟
اسألوا الناس.. اسألوا الشباب.. اسألوا المجتمع: (هل تعرفون جمعيات الثقافة والفنون.. هل سمعتم عنها..؟). ليس ذلك فحسب.. بل إن هذه الجمعيات ليس لها دور تجاه الفنانين الموجودين في الساحة وكأنها أنشئت لفنانين من كوكب آخر، فهل نتوقع منها أن تقدِّم المواهب..؟
يا سادة يا كرام.. يا أيها القائمون على أنديتنا الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون: أناشدكم بالله العظيم أن تتحلوا بالشجاعة وأن تواجهوا المنطق وأن تنظروا إلى أنفسكم لتواجهوا الحقيقة التي تقول بكل صراحة إن معظمكم قد أخذ فرصته الكاملة وعليكم الآن إفساح المجال لغيركم من أجل تقديم أفكار جديدة تسهم في خدمة المجتمع وخصوصاً فئات الشباب الذين هم أكثر من يحتاج إلى وجود هذه المنشآت الحضارية التي من خلالها سوف يستثمرون أوقاتهم بالشكل الصحيح وتنمية مواهبهم والتنفيس عن رغباتهم وأمنياتهم وطموحاتهم.
فيا أعضاء الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون: إما أن تكونوا على مستوى المسؤولية التي أنيطت بكم.. أو ارحمونا يرحمكم الله.
الخفاجي.. ويا فرحة ما تمت!!
لشاعرنا الكبير الأستاذ إبراهيم خفاجي مكانة كبيرة في نفسي، وعندما علمت أن اثنينية السيد عبد الله المقصود خوجه سوف تحتفي بهذا الشاعر العملاق لم أتردد في الحضور لأتشرف لأول مرة بحضور هذه الاثنينية التي طالما كنت أطالبها بأن تهتم (ولو قليلاً) بأهل الفن.
ولكن فعلاً كما يقولون: (الزين ما يكمل)، فالاثنينية وبرغم الفخامة والخدمات الفندقية، ما هي إلا عبارة عن خطب عصماء انتهى زمانها وأسلوبها. وفي يوم الاحتفاء بالأستاذ الخفاجي لم أجد أهل الاختصاص الذين يعرفون فعلاً مسيرة الشاعر وإبداعاته ويستطيعون التحدث عنه بالشكل الإيجابي باستثناء الزميل المخضرم الأستاذ هاني فيروزي، وأما بقية الخطباء فكانت كلماتهم رسمية وبعيدة عن الموضوع، وقد استغل (بعضهم) وجود الفنان محمد عبده فأخذوا يكيلون المديح له ونسوا المحتفى به..! بل إن أحد الخطباء ومن شدة فرحته وصداقته لمحمد عبده فقد خلط بين اسم الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب والفنان المذكور..!والحقيقة أنني كنت أتمنى من محمد عبده نفسه أن لا يحضر لأنه يعرف مسبقاً أن أصدقاءه سوف يستغلون الفرصة للترويج له، ولو أن محمد عبده كان يريد بحق الاحتفاء بأستاذه وأبيه الفني لأقام له حفلاً آخر في منزله. بكل صدق.. لم تكن تلك الليلة تحتوي على أي مفيد، ولم يكن هذا المستوى اللائق بشاعرنا الكبير شاعر السلام الملكي.. شاعر الروائع، ولذا وبعد عدة خطب عصماء قررت المغادرة وعندما طلبت من أحد العاملين التكرّم بإعطائي كتيباً عليه صورة الأستاذ الخفاجي شاهدته في أيدي الجالسين على الطاولة التي بجواري، فاجأني العامل قائلاً: (للأسف لا يوجد)، فخرجت وأنا أقول: (هي ناقصة)..!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :380  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 162 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.