الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > الصوالين تلتهم النوادي الأدبية

بهدوء

الصوالين تلتهم النوادي الأدبية ⁽¹⁾

بقلم: د. موفق محمد سعيد طيب

ظاهرة عجيبة انتشرت في الكثير من مدن المملكة، بالذات الكبرى منها، وهي انتقال معظم الجمهور الثقافي لحضور الصوالين الأدبية التي يقيمها أحد الأعيان ويستضيف فيها المثقفين بشكل أسبوعي، مما أثر على مستوى الحضور الجماهيري والثقافي في النوادي الأدبية، مع أنها هي الأصل والجهة المخولة بمثل هذه الأنشطة الثقافية الأدبية، حيث أعتقد جازماً (والعلم عند الله) أن هذه الهجرة الثقافية الجماعية سوف تستمر بشكل متواصل إذا لم تبدأ النوادي بدراسة أحوالها وبرامجها وهامش الحرية فيها.

والأسباب الرئيسية (بحسب وجهة نظري المتواضعة) تكمن في وجود هامش حرية أكبر في الصوالين، فهناك نقاشات ساخنة مفتوحة حول قضايا الساحة وبشكل أسبوعي دون تكلُّف، ما يضفي نوعاً من الارتياح والثقة، كذلك تكرار هذه الأمسيات بشكل أسبوعي دون انقطاع، حيث إن هذا الاستمرار له تأثيره بلا شك، كذلك جذب الصوالين لشخصيات معروفة سواء من الناحية الأدبية أو الشعرية أو حتى الوزارية!!

وعليه فإنني أرفع هذا المقال للمقام السامي الكريم أولاً بالتفكير الفعلي في البدء بوزارة خاصة للثقافة والأدب لأن ذلك سوف يدعم الحركة الثقافية الرسمية بشكل أكبر ويعطيها زخماً إعلامياً أوسع. كما أوجِّه هذا المقال لجميع مسؤولي الأندية الأدبية بأن يعطوا الجمهور مساحة أوسع من الحرية فنحن الآن في عصر العولمة الذي أصبح العالم فيه كقرية صغيرة ومن غير المعقول أن تستمر النوادي الآن كما كانت عليه قبل عقد من الزمان فالأمور اختلفت بشكل واسع وكبير لا يستطيع المرء ملاحقته إلا من خلال الطرح الحر المستمر المتلاحق.

كذلك نرجو منهم أن يُرسِّموا هذه الأنشطة بشكل أسبوعي غير منقطع طوال العام مثل الصوالين، وأن يعطوا الفرصة للمواهب الشابة الصاعدة، وأن لا تكون حكراً على شخصيات محدودة لأن ذلك يقتل الإبداع والمواهب والقدرات.

وأخيراً.. نرجو منهم أن يفعلوا هذه النشاطات إعلامياً فنحن داخل الوسط الثقافي ولا نسمع عن هذه الأنشطة شيئاً فما بالك بمن هم خارج هذه الدائرة أصلاً، كيف يمكن جذبهم واكتشاف مواهبهم؟ ولا يعني ذلك الانتقاص من دور الصوالين لكن المقصود تفعيل دور النوادي بشكل أكبر.. والله الموفق.