شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
القديم الجديد (1)
بقلم: محمد عمر العامودي
جاءنا صديقنا عبد المقصود خوجه غاضباً محبطاً يكاد يشد شعره من الغيظ.. لقد قررت أن أقفل (( الاثنينية )) بالضبة والمفتاح لقد أديت واجبي ويعلم الله أن هدفي من وراء تأسيس هذا العمل كان بريئاً وشريفاً لم أبحث عن مجد من ورائه أو شهرة ويعدد صديقنا الأسباب التي تدعوه إلى اتخاذ هذا القرار ومنها.. إنه دعا في مساء ذات يوم قريب لتكريم شخصية جامعية مرموقة لم يترك أحداً من العناصر المعنية لم يتصل به شخصياً لكنه تمنَّى لو ابتلعته الأرض حين نظر من المكان الذي كان يقعد فيه بجانب الضيف خلال الاحتفال فلم يجد من الحضور أحداً من الجامعة ولا من رموز المثقفين أو رؤساء تحرير الصحف ولم نترك صديقنا المتألم يفش خلقه وحده فقد كان لكل من استمع إلى حديثه فشة أيضاً.. عبارة عن رأي يستهدف إعادة صياغة روتين الاثنينية التي لم يكن أحد يشكك في فوائدها، بل إن الكل يؤكد أن الدور الذي تلعبه الاثنينية في حياتنا الأدبية كبير.
ولم يعترض أحد على جلوس المائدة الرئيسية أو أصحاب المقاعد الدائمة، أولئك الذين يحاربون من أجل احتلال مقعد في الصدر على طريقة لنا الصدر دون العالمين أو القبر. فمعظم هؤلاء ضررهم أقل من ضرر المتكلمين الذين يقاتلون من أجل الاستئثار بالمايكروفون، يحرجون أنفسهم ويحرجون صاحب الاثنينية بإصرارهم على الحديث شعراً أو نثراً في كل مناسبة وبلا مناسبة، لا يبالون بنظرات عبد المقصود الرامقة أو ثورة الحضور الغاضبة. ويقال إن عبد المقصود كثيراً ما استعمل ضربة الكوع من دون أن يحس الحضور، لإسكات بعض الخطباء خصوصاً أولئك الذين لا يقصدون من طلب الكلمة إلا الكلام المفرغ من المضمون الخالي من المعنى. ولعلّ أطرف ما تحدَّث به البعض.. أن شاعراً ألقى قصيدة عصماء في مدح أحد ضيوف الأمسية، ثم تبين فيما بعد أنه لم يلتق بالضيف من قبل ولم يقرأ عنه من قبل ولم يقرأ له من قبل وفي جعبة صديقنا عبد المقصود وجعبة الحريصين على حضورها الدائم نماذج بعضها يصلح للنشر وبعضها يسيء إلى بعض الخلق.
ولم يقصر كل من زكي فارسي وجميل فارسي وعبد الغني صباغ بأساليبهم المميزة في معالجة الأزمات من تقديم يد العون بطرح حلول صريحة.. من الأشخاص الذين يستحقون التكريم؟ من الأشخاص الذين يعطى لهم حق الكلام؟ لماذا لا يكون الهدف من التكريم هو طرح فكر الضيف وليس مناقبه وخصاله! واستطعنا في النهاية أن نثني صديقنا عن اتخاذه قراره وأن يتقبل أفكارنا من غير مضض، ليثبت أرومته الثقافية وأنه مؤتمن على تراث والده رحمه الله الذي كان شغله الشاغل ـ كما يؤكد معاصروه ـ الأدب والثقافة والندوات.
وقد توفي في سن صغيرة وترك خير شاهد على الدور الذي قام به في إنماء الحركة الثقافية أفضل مرجعية لأدب الحجاز.. كتاب وحي الصحراء بالاشتراك مع عبد الله بلخير. أما صديقنا وحبيبنا عبد المقصود فإن ينس الناس لقاءات الاثنين فسوف يبقى شاهداً على دوره، العمل التوثيقي الكبير للقاءات الاثنينية في مجلدات بلغت العشرة حتى الآن.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :403  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 136 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.