شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كلام لا يهم أحداً
العتب على قدر المحبة (1)
بقلم: محمد مسلم الفايدي
ـ مهما كانت تبريرات العزيز مشعل السديري في زاويته يوم السبت الماضي حول أمسيته إلا أننا لنا عتب ولكن على قدر المحبة..
ولهذا لا أدري ماذا دهاني عندما ذهبت برجلي إلى النادي الأدبي بجدة لحضور أمسية ((مشعل السديري)) التي قرأت عنها في اليوم نفسه زخماً من التحليلات واللقاءات والمقالات التي كانت سبباً كافياً لدفعي إلى الحضور رغم أن تلك الليلة ((الأحد)) مطلوب مني أن أقدم ما هو مطلوب مني من عمل في ((المجلة)).
وكان علي عند الوصول أن أوقف سيارتي على بُعد كيلومتر من مقر النادي بعد أن احتشدت أرتال السيارات في الساحات والشوارع المجاورة حول النادي بحيث لم يوجد متر واحد خال في تلك المنطقة ولم أشاهد مثل هذا الحشد إلا في ملاعب كرة القدم.
مشعل أعرفه تماماً وأرتاح لكتاباته أحياناً.. وتعجبني فيه بوهميته الطاغية التي أشاركه ممارستها في كثير من الأحيان. وفي المرات القليلة التي التقيت به شعرت أنه استطاع أن يضيف إلى قرائه واحداً مثلي ليس معتاداً أن يقرأ الصحف من الصفحات الأولى لثقل دمها.
أول مرة تقابلت مع مشعل في منزل صديق الجميع عبد الله الجفري.
وفي ثاني مرة أيضاً. ومرة واحدة في منزل المناع.
ومرة أو مرتين في اثنينية عبد المقصود خوجه وإن كان هناك عواطف خفية دفعتني إلى الارتياح إلى مشعل فمن أهمها أنه أحياناً يضع ما يريد أن يقول في عبارات كبسولية سافرة تنفذ إلى العظم..
دخلت النادي وأنا أمني نفسي بشيء أكثر أهمية مما يقوله في عاموده اليومي.
فوجدت أن كثيراً من ((المعجبين)) لم يستطيعوا الدخول إلى قاعة النادي واكتفوا بالاستماع إليه من الخارج بواسطة مكبرات الصوت.
بعد ساعة لم أستطع مواصلة الاستماع.. فقد أردت المحافظة على الصورة الجميلة التي أعرفها عن مشعل وأقرأها له أحياناً وغادرت المكان وغادر معي أكثر من واحد من المشتغلين في الشأن الأدبي والصحفي وإن كنت قد وجدت في اليوم التالي أنهم كتبوا شيئاً آخر مختلفاً لم أستطع تحمُّله وقذفت بجرائدهم جانباً.
وقد سمعت في اليوم التالي كلاماً كثيراً حول هذه الأمسية غير ما كتب في الصحف وأبصم بالعشرة لو أعادها مشعل مرة ثانية بنفس هذا المستوى لأنفضَّ من حوله الكثير من العشاق لشخصه وقلمه.
أنا لا أستطيع أن أفعل ذلك لأنه ليس من عادتي أن أفقد أحبائي من هفوة واحدة لكنني ندمت على حضور هذه الأمسية لأنني أريد أن تكون الصورة ناصعة في ذهني وذهن الآخرين من القراء الذين يحبون ما يكتبه مشعل وما يقوله في صفحة أولى ثقيلة الدم إلا من كلماته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :592  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 119 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.