شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الاثنينية لها مساران لا ثالث لهما!!
عماد الدين أديب!!
يعلّق على صدره أوسمة لم يعترف بها أحد (1) !
بقلم: محمد عبد الواحد
ـ لست ممن تقطر شواربهم عسلاً برغم ارتيادي الدائم، والمستمر لاثنينية الأستاذ الصديق عبد المقصود خوجه.. لكن حياء وأدب المؤمن فيه يخجلانني.. هذا هو السبب بعينه.. لا أكثر!! وهو رجل فاضل كريم.. يستحق التقدير والثناء وأمسيات الاثنينية تصاغ فصولها.. وأحداثها.. وما يقال فيها.. علناً.. ولها مساران لا ثالث لهما.. فإما أن تقول ثناء ومديحاً.. وكلمة طيبة.. وإما أن تكون مستمعاً أو نائماً كما يفعل البعض الذين استغرقوا في سبات عميق عندما بدأ عماد الدين أديب يتحدث عن نفسه.. وفي كلتا الحالتين أنت لن تخسر شيئاً.. لكنك قد تفهم أشياء.. أهمها أن الناس غالباً ما تتوق.. إلى كلمات المجاملات الخفيفة والثقيلة والمعقولة وغير المعقولة معاً.. وهنا الكلام ليس عليه حساب.. ولك ما شئت.. وستجد حولك مجموعة من ابتسامات بلهاء بعضها يعبر عن الرضا.. وبعضها ربما كان يعبِّر عن سخرية مريرة.. وألم مكبوت.. فالمجال ليس فيه متسع.. للمكاشفة أو الوضوح أو كلمات عاتبة أو لائمة.. وفي غياب هذه العوامل المهمة لتقويم أي نقاش أدبي أو إنساني.. يتم رحيل العديد من المثل والأخلاق وأهمها الصدق..
وغالباً ما يرتاح الناس في اثنينية الأستاذ عبد المقصود خوجه الرجل الأكثر أدباً وخلقاً.. وكل بطريقته.. فالمكرّم له الحق في أن يقول ما يشاء عن نفسه.. وعن حياته.. وأن يضع العديد من النياشين والأوسمة على صدره.. وقد يساعد في هذه المهمة آخرين.. لا علم لهم بالضيف المكرّم ولا بتاريخ حياته.. واشهد أنني رأيت بعض الرجال الذين يخجلهم المديح والثناء، واعتذروا بأدب بالغ عن الحديث عن أنفسهم برغم كفاحهم المجيد.. كما فعل الدكتور معروف الدواليبي الذي شق عليه أن يتحدث عن كفاحه وأمجاده.. ونضاله الطويل.. وبأدب العالم وتواضعه.. اضطر إلى الحديث عن أحداث اعتقال السيد أمين الحسيني إبان الحرب العالمية الثانية.. وقد دُفع إلى سرد هذه الواقعة بوساطة أحد تلاميذه.. ((من الحضور)).. حيث أوردها مستشهداً ومؤكداً كفاح هذا الرجل ونضاله الوطني.. ومساندته للحق وقد كانت أمسية تكريم دولة الرئيس معروف الدواليبي رئيس وزراء سوريا الأسبق إحدى الأمسيات المميزة والرائعة.. وكالكبار دائماً.. لم يتحدث معروف الدواليبي عن نفسه..وإنما تحدَّث عن نضال العظماء من الرجال الذين عاصرهم في حياته..
وهنا يتضح تماماً أنه ليس كل فرسان التكريم من نوعية واحدة.. إن فيهم الكبار والكبار دائماً.
وأود هنا أن أقول للأصدقاء والأحبة كافة.. الذين طالبوني بالكتابة عن أمسية تكريم الأستاذ عماد الدين أديب.. ورأيهم فيه.. وآخرين ممن عجزوا.. أن يقولوا رأيهم ذلك بصراحة.. حول هذا الموضوع.. الذي كان مثار نقاش طوال الأسبوع الماضي..
أولاً: أنا لست لساناً لأحد منهم.. وقد اعتدت أن يكون لي رأيي الخاص.. وليس من التهذيب والخلق أن أخرج على قاعدة ارتضاها الجميع في أمسيات التكريم هذه.. وعندما جاء دوري للحديث.. في أمسية تكريم الأستاذ عماد الدين أديب أشهد أن أدب وخلق صاحب الدار الأستاذ عبد المقصود خوجه قد ألجمني.. فقلت كلمات قليلة.. أهمها أن المكان الذي طلبت للتحدث فيه ليس مكاني.. وليس لدي ما أقوله.. سوى أن رئاسة التحرير عموماً لا تتطلب بالضرورة كاتباً وأديباً مبدعاً.. أو صحفياً مميزاً.. وقد أدرك عماد الدين أديب ما أعني فعلَّق على هذه العبارة عندما بدأ حديثه عن نفسه الذي استمر ساعتين كاملتين:
لقد اقترحت على الأستاذ عبد المقصود خوجه.. تكوين لجنة من الأدباء والمثقفين تكون مهمتهم اختيار الضيف الذي تكرمه الاثنينية وأن تكون هناك أسباب وأولويات ومبادآت من أجلها يتم هذا التكريم.. ولكن يبدو أن هذه الفكرة لم ترق للصديق الحبيب عبد المقصود خوجه.. وله الحق في ذلك فالرجل يكرِّم من يريد في داره ومن حر ماله.. وبالطريقة التي يرى!!
أعرف أن عماد الدين أديب لم يكن موفقاً.. وما كانت تجربته تؤهله.. ليكون في المكان نفسه الذي سبقه إليه عمالقة من رجال الفكر والأدب والعلم.. وكان ينبغي أن يكرَّم من صنع اسم عماد الدين أديب الذي لم يكن معروفاً على الإطلاق في بلاده.. لا من قبل ولا من بعد!! وأعني الناشر محمد على حافظ وأحسب أن من المجاملات الثقيلة والساذجة أن يقارن فاروق شوشة في أمسية التكريم تلك بين كفاح مصطفى أمين وعلى أمين.. وعماد الدين أديب والفرق كما نعرف شاسع.. شاسع للغاية.. أضف إلى ذلك ما قاله عماد عن نفسه.. وعن صداقته الحميمة بالرئيس السادات التي وصلت إلى رفع الكلفة بينهما لدرجة أن الرئيس السادات كان يداعبه قائلاً يا (لمض) وكلمات أخرى وأحداث أخرى.. أحسب أن زمنها كان مبكراً على سن واستيعاب عماد الدين أديب ابن التاسعة أو العاشرة حينذاك..
ولم أقرأ في كل الصحف المصرية.. عن استقبال الرئيس المصري لطفل في العاشرة من عمره ليجري حواراً مع رئيس الجمهورية..
ولم أقرأ بالتالي أن ابن الأعوام العشرة.. هذه كان طفلاً معجزة يدرس في كلية الآداب ـ قسم الصحافة ـ وكان أستاذه وهو في هذه السن جلال الدين الحمامصي.. الصحفي والكاتب المعروف.. بحساب الزمن.. والسنين.. كان عماد الدين أديب عمره عندما تسلم الرئيس السادات الحكم لا يتجاوز الثماني سنوات..
ثم إن السرد التفصيلي.. لأحداث صغيرة.. للغاية.. لا تضيف مجداً لعماد الدين أديب.. وأنا أعرف صحفياً في هذا البلد.. قابل أكثر من أربعين رئيس دولة في العالم.. ورأيت آخرين.. يفتحون خطوطاً مباشرة للحديث مع العديد من رؤساء العالم.. وما رأيت أحداً منهم ادعى صداقة رئيس هذه الدولة أو تلك.. إنها علاقة الصحفي غالباً بمصدره الخبري.. لا أكثر..
إن الزميل الصديق الأستاذ عبد الله ناصر الشهري الصحفي المعروف له علاقاته واتصالاته الصحفية المميزة التي لا يرقى إليها أي رئيس تحرير في بلادنا ومع هذا لم يدَّع الشهري.. في أي يوم من الأيام.. تميزه المتفرد في هذه الناحية.. وللتعريف الأستاذ عبد الله الشهري مندوب أكثر من 12 صحيفة ومجلة ووكالة خارجية.. ورئيس تحرير مجلة الاقتصاد والنفط.. وهو ذو جهود إخبارية موفقة ورائعة.. وهناك العديد من الصحفيين السعوديين الذين يتواضع كثيراً مشوار عماد الدين أديب الصحفي أمام تجاربهم وخبرتهم..
لقد أوضحت لعماد الدين أديب ليلة أمسيته التكريمية أن تميُّزه يتمثل في إقناع أصحاب رؤوس الأموال في الإسهام بنفوذهم معه فقط، ليس هناك ميزة أخرى له على الإطلاق..
ويبدو أن هذه الملاحظة قد تركت أثراً في نفسه فأشار عند حديثه: إلى كل شيء ما عدا من ساهموا في دعمه مادياً.. وقد ادَّعى أنه كوّن ثروة من شراء العقار وبيعه في لندن
ليصدر بعد ذلك مجلة كل الناس وجريدة العالم اليوم اليومية.. ولم يذكر من قريب أو من بعيد أنه مساهم.. هو وزوجته في رأس المال.. وإنما أشار إلى ملكيته الكاملة للمجلة والجريدة.. وليكن ذلك فما هي الميزة إذن.. إنني أعرف رجلاً يبيع خردوات في حراج ابن قاسم في أطراف الرياض.. يملك من المال ما يجعله قادراً على شراء عشر صحف عالمية.. ولكن برغم كل ذلك لن يصبح صحفياً ولو اشترى صحف العالم أجمع.
إذن وبلطف بالغ للغاية نرى أن عماد الدين أديب ليس فيه ولا لديه من الأسباب الوجيهة والمقنعة حتى لأبسط الناس فهماً للوقوف في المكان الذي وقف فيه مكرَّماً..
((كصحفي)) ففي بلاده مصر.. هناك عمالقة الرجال من الصحفيين المعروفين.. والذين كرمتهم الدولة والناس ولم يكن بينهم قط عماد الدين أديب.. برغم أنه رئيس تحرير لمطبوعتين.. ورئيس مجلس إدارة لدار طباعة وصحيفة.. وعلى مدار سنوات عديدة قرأت للعديد من الصحفيين والكتّاب العرب المميزين.. وما وجدت في حياتي الصحفية كلها.. من أشار إلى عماد الدين من قريب أو بعيد..
إننا لسنا عميان.. حتى يصبح عماد الدين أديب فاكهة نادرة وفي بلادنا.. كما أن العالم العربي كله ليس أعمى.. حتى يتجاهل صحفياً فذاً وكبيراً وبارعاً.. ويقارن بمصطفى أمين ولا يراه الناس.. ولكن يكفي أن رآه حبيبنا وصديقنا العزيز الأستاذ عبد المقصود خوجه.. ولا أدري من أي زاوية..
المهم أن أبا محمد سعيد.. أخ كريم.. وهو أب فاضل كريم لكليهما في أعناقنا دين من الوفاء.. ومودّة صادقة في أعماق قلوبنا.. حتى لو كرّم ((أبا وردان))..
ولا بد من الإشارة في النهاية هنا إلى أن الأستاذ عبد المقصود خوجه له من المبادرات الحسنة في تكريم أدبائنا وعلمائنا ما يستوجب عليه الشكر والثناء..
ويكفيه فخراً أن مجلسه لا يقال فيه إلا كلمة طيبة.. وقولاً حسناً.. وله الحق في أن يكرم من يريد من الناس.. ولا ننسى أن معظم أدبائنا وشعرائنا وعلماء بلادنا قد تم تكريمهم في الاثنينية التي كفل صاحبها أن يقول كل ذي رأي رأيه في حدود مسارها الخلقي الملتزم..
وبعد كل هذا الحب والثناء على الأستاذ عبد المقصود خوجه حتماً لن أنجو ممن ((يتوهمني)) أو ممن ((يتوعدني أو يتهمني)).
وقد حرصت منذ البدء، ومع أول سطر هنا إلى الإشارة بأني لست ممن دسم شواربهم عبد المقصود خوجه، وأقسم بالله على ذلك فأنا ليس لي شوارب أصلاً هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى فالرجل له حساباته الدقيقة والمفرطة في الدقة حول كل شيء ولكل شيء.. وبعيداً.. بعيداً جداً عن منزلق في القول أو الإيضاح أكثر أقول إن ما يربطني بالرجل هو مودة وحب ((أعزل)) تماماً من كل مطمع أو مأرب أو منفعة من منافع الدنيا.. ولا أزيد!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :390  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 97 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.