شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شمعة مضيئة
(الإعلام والثقافة).. الواقع والمأمول (1) !
بقلم: حسين عاتق الغريبي
ـ حملت الصحافة ـ منذ نشأتها ـ رسالة الأدب، وأسهمت في نشره لتنوير العقل الإنساني. وقد اضطلع بهذا الدور أدباء كبار، أدوا المهمة بأمانة، وأدركوا أهدافها بوعي تام. فوضعوا فيها مفاهيمهم لرسالة القلم، كما وضعوا أسماءهم ضماناً لتحقيق هذه الرسالة، واضطرتهم إلى الإدلاء بدلوهم في كل المجالات التي تتحرك فيها الصحافة.
ـ وظل هذا المفهوم فترة طويلة يلازم أصحاب الفكر والقلم حتى بلغت الصحافة مرحلة متطورة أحدثت لها استقلالية تميزها كصناعة حديثة، تدار بالوسائل الفنية المتقدمة. وتنفرد بأعمال مميزة لها أصولها وقواعدها، وارتباطاتها بشؤون الحياة.
ـ وهناك من يفرق بين الأدب والصحافة، فيذكر بأن الأدب (فن)، والصحافة (مهنة)، وقد لا يميل البعض إلى مثل هذا التصنيف، لكونهما (رسالة) يحملها الأديب والصحافي معاً لخدمة المجتمع.
ـ أردت بهذه الإضاءة السريعة الحديثة عن واقع العلاقة بين الصحافة والأدب. أو الإعلام والثقافة ـ والذي نعيشه الآن.
ـ حقيقة لا يمكنني تجاهل الدور الجيد لبعض صحفنا التي تولي اهتمامها بالثقافة والأدب، فتصدر ملاحق أسبوعية عنهما، إضافة إلى صفحة أو زاوية شبه يومية تتابع من خلالها أخبار الأدب وأحداثه الآنية.
غير أن الملاحظ على البعض الآخر تذبذب مستوى الاهتمام بهذه المسألة، بحيث لا تبدو المساحة المخصصة للثقافة في وضع يشد الانتباه.. هذا إذا لم تحجب الصفحة اليومية لصالح مادة صحفية أخرى قد لا تكون بالأهمية ذاتها. وإذا تابعنا تغطيات بعض الصحف للمناسبات الثقافية، فإننا نجدها أحياناً بين ارتفاع وانخفاض، فالصحيفة التي يكون محررها الثقافي متواجداً في مكان المناسبة فإنها تمنحنا عرضاً شيقاً لأجوائها، وتتحفنا باللقطات المعبرة، والتحليل المنطقي لما يطرح من آراء وأفكار.
وعند غياب المحرر أو المندوب الصحفي عن أجواء المناسبة، فإن ما نقرأه لا يخرج عن دائرة (الدش) المكتبي الذي يكتفي بما يصل إليه من الآخرين! وقد لا يلام المحرر الثقافي إذا كان مكلفاً ـ في التوقيت ذاته ـ بمهمات أخرى، ترى الجريدة أنها الأهم.
ـ ومن واقع حضوري لمنتدى (الاثنينية) الشهير الذي أسسه الأستاذ الأديب عبد المقصود محمد سعيد خوجه، لاحظت إغفال معظم الصحف لناحية ايجابية هي في صالح الجريدة التي تود خدمة الثقافة والأدب.. فمؤسس (الاثنينية) جزاه الله خيراً يسعى إلى استضافة رموز الثقافة من شتى أنحاء العالم لتكريمهم والسماع لآرائهم وأفكارهم، فهل بادرت الأقسام الثقافية في إعلامنا السعودي (عامة) إلى إجراء حوارات معهم لاطلاع القراء والمشاهدين على النشاط الفكري لدى الآخرين؟! نادراً ما يحدث مثل هذا العمل الجيد.. وآمل أن يهتم به الإعلام.
ـ ثم أين المثقفون الذين يحرصون على التواجد في الأندية والمنتديات الثقافية ليسهموا في تحريك ما يسمى بـ (الركود الثقافي)؟!
ـ لا أريد المقارنة بين الرياضة والثقافة، فعشاق الرياضة أوفياء لها.. يحضرون لقاءاتها بكثافة، ويتابعون بلهفة ما يكتب ويذاع عنها في الإعلام، وغالبية كتاب الرياضة من المبدعين في التعليق والتحليل.
ـ المدهش أن من المثقفين من يفضل مشاهدة مباراة في كرة القدم على حضور أمسية ثقافية مهما كانت أهميتها!! ولا أزيد. على رأي كاتبنا المبدع محمد عبد الواحد.
ـ بقيت (كلمة حق) لا بد من ذكرها في خاتمة المقال، وهي أن وزارة الثقافة والإعلام بخطوتها الجديدة نحو الارتقاء بمستوى الأندية الأدبية، وتدعيم مؤسسات الثقافة ـ مادياً ومعنوياً ـ تجعلنا نتفاءل كثيراً بمرحلة انتقال من الركود ـ الذي يراه البعض ـ إلى حالة ازدهار تعم الساحة الثقافية بإذن الله تعالى. والله الموفق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :287  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 69 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج