شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اثنينية الخوجه.. درة في سماء البيان (1)
بقلم: عبد الله عبد المجيد بغدادي
عبد المقصود خوجه مؤسس الصالون الاثنيني الأدبي وقد كرَّم فيه شخوص الأدب ورموز الفكر، الذين ينف لسانهم الدرر، وهو عضو بارز وعامل مشارك في النادي الأدبي الثقافي بجدة وقد نال درع التقدير بجدارة من جامعة أم القرى بمكة المكرمة.
وإنما المرء حديث بعده
فكن حديثاً حسناً لمن وَعَى
فصالونه الاثنيني الفكري والأدبي، يضرب مضاربه وينصب قبابه على ضفات عروس البحر الأحمر.. روّاده وسمَّاره وعشَّاقه من أهل الشعر وأهل الأدب والفن والإبداع، ورافد خصيب وطاقة فاعلة لرفعة الأدب وسمو رسالته الحضارية والإنسانية.. أعطاه عمراً وشباباً وطيباً فتكللت هامة الأدب بالحب الباهر لديوان العرب.. والصالون الاثنيني منبر شامخ الذرى، باذخ النهى مطرزاً بالحب والنور، وموشَّى بغلالة من سندس قشب، فيه يرتفع صوت الشعر والفن والأدب أعلامه مشرعة فهي منظر أعجب، بابه لداخله روضة هي الأدب وهو حقاً روضة من رياض الشعر والأدب والفن والإبداع الفكري.
عبد المقصود خوجه: نجم لامع في سماء الأدب.. شمائله مثقلة بالجني الذهب ومحاسنه ممتعة.. بالحسن، وسنابل قمح تطيب بالإحسان، وقلائد سندس قشب، عبَّاقة النفحات بأريج الريحان عبق العطر، وفوح الزهر.. صحائفه يجمعها بالعرق الهادر، والكفاح النادر. والبلاء المتماسك والجدوى العاطرة، والنشاط المسعف، والحماس المؤرق يحلِّق كالشعاعة، صحو كالديباجة، وضَّاح كآيات الصبح، هفَّاف كأنداء الفجر، فتَّان كأنفاس السحر، مضمر كالسهم الصائب، رائق كبسمة تتهادى على غدير عذري الماء.. بكر الموجة، صبي الشطآن. علوي الينابيع. والخوجه: أديب باهر يحب الأدب والأدباء ومنذ كان برعم ورد وفتى طري عمر، ونضير شباب، وحبه يصعد ويتجذر ويكبر.. ويستطيل سنديانات وأشجار سرو، ويتغلغل من صميم الفؤاد فيقوم الأيدي دليل حبه وعشقه يطبع أكثر من خمسين كتاباً في الشعر والأدب لأدباء هذا العصر..
وبعطاء أدبي مميز دخلت (( الاثنينية )) دائرة الصالونات الأدبية الفارهة واحة للأدب فيحاء وخميلة للحب غنَّاء يعزف فيها ناي الهوى والقوافي لحناً طرياً وشعراً شهياً، يرف حناناً ويدندن حباً.. على الهوى والشباب والأمل المنشود.. والصبا والجمال.. توحي فتبعث الشعر حياً، تكسب الأنغام في أذنيا أنشودة النور في فم الدنيا وسمع الزمان..وطلعة الأمل البسّام.. وقد ورث حبه للأدباء من أبيه محمد سعيد عبد المقصود خوجه رحمه الله، الذي ألف مع خدنه وصديقه أبو يعرب عبد الله بلخير ((رحمه الله)) أول كتاب أدبي يقتحم المجاهل الأدبية ويترجم لعدد من الأدباء الذين توسدوا تراب هذا الوطن وعاشوا فوق أرضه وكرمهم. لسانهم ينفث الدرر. ويأتي بالغرر. وينبض كالتوالي، وفي ليالي الاثنينية الزّهر، ومسامرة الخلان، ومطارحة الإخوان.. على الروابي الخضر، وفوق التلال العصر، فيها روح النفوس مما عناها، بين جنباتها وبين رباها وتصفية لها من كدوراتها، وتلقيح لعقولها وألبابها، وتنقيح لأدبها وترويح لقلوبها، وتسريح لهمومها.
والاثنينية: ميلاد أدبي رائع.. وإشراقة أدبية مضيئة في جبين الزمان وكوكبة درٍّ يلمع في سماء البيان.
وجوهرة لامعة في جبين الأيام وغترة التهلل تضاء بقناديل من قناديل الشعر والأدب. وتتوهج على شاطئ العروس.. وصالون أدبي مخملي مذهب.. مطرز بحرير وديباج من قصب..
خلاصة: فتيان الثقافة وفرسان الأدب، وزانة مشاعل أهل الفكر وأهل الأدب، شعرهم كالعنقود، ونثرهم كالعقود وصاحبه:
جوهري: زانه بعنقود الشعر ولآلىء أدبهم، واحتواء بيانهم.. والخوجه يحب الأدب ما يحب الحب.. فقد تربى في أحضانه، وتغذى بلبانه، واختلط بأيامه.. وسنوات طفولته.. والبهجة كانت تفجر قلبه الصغير دافئة دائماً.. وتدفق الحب وأشرق نوره وسناه، ليلهماه خطوته وشطر حيرته.. وتردده.. فكان نقاء الاثنينية.
والخوجه عبد المقصود شمس وقمر وفسيح ضوء وسرحة ظلال.. ولآلئ من الذكر وجمرة من نهار ووهج من الحب يرخي الضحى عليه إزاراً عالياً كالشمس في أطرافها. باهر الأضواء كالبدر يفجر الأرض سناء بضوئه والضياء.. صاحب الاثنينية، زهر الربيع يرى أم سادة نجب وروضة أينعت أم حفلة عجب.. أعرته على الأيام بصري،وقصمت فيه فؤادي، وركن ودادي.
توقدي من خاطري
وغردي وصفقي
وبشر الزهر بأخت
الزهر.. وأطرب وأنشد
ومضة شعرية:
ما مدحت الكريم إلا لأدعو
بمديحي إلى كريم فعاله
أنا بالمحب مولع
وبالباقيات من ذكرياته
أعشق النبل في قرارة معناه
وأهوى الإقدام في عزماته
وإذا كرَّم ابن مقصود أديباً
فقد كرَّم النبوغ لذاته
وأخيراً أقول: إن عبد المقصود خوجه قد أعطى الأدب ثمرة من جهوده في هذا الميدان فأصدر كتاب الاثنينية أنيقاً جميلاً يستهوي الفارس ويعجب القراء.
وصالون الاثنينية حلبة بيان سابق في مثلها من قبل أمير الشعراء أحمد شوقي فقال:
إنما أنت حلبة لم يسخر
مثلها للكلام يوم رهانه
تتبارى أصائل الشام فيها
والمذاكي العتاق من لبنانه
وتر في اللهاة ما للمغنى
من يد في صفائه وليانه
رب سامي البيان نبه شأني
أنا أسمو لي نباهة شأنه
موكب الشعر حرك المتنبي
في ثراه وهز من حسانه
 
طباعة

تعليق

 القراءات :410  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 43 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان الشامي

[الأعمال الكاملة: 1992]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج