شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حدود المحبة
ترسيخ الوحدة الوطنية (1)
بقلم: فهد العريفي
الدور الوطني الكبير الذي يقوم به ابن من أبناء هذا الوطن العزيز وهو الأستاذ عبد المقصود خوجه لتكريم من يرى بأنهم قاموا بمجهود في سبيل خدمة الوطن في ميدان الأدب والثقافة والعمل من أجل خدمة المجتمع ـ كل في حدود قدراته وجهوده وطاقته، هو عمل نبيل يدل دلالة أكيدة على صدق وطنية الأستاذ عبد المقصود وحرصه الأكيد في المشاركة لترسيخ (الوحدة الوطنية) التي كنا ولا نزال (نزغرد) فرحاً وابتهاجاً في كل مناسبة، مبتهجين بنجاحها وتقدمها حيث أصبح المؤمنون بالله ثم بقضايا وطنهم وأمتهم يسعدون حين يرون هذا الوطن وقد أصبح أبناؤه يداً واحدة وصوتاً واحداً قلباً وقالباً.
ومن يقوم بمثل هذا العمل إنما يخدم الوطن والأمة بمجموعها فترسيخ الوحدة الوطنية يزيل ما كان قد علق في نفوس كبار السن من المواطنين حينما كنا شعوباً وقبائل نتقاتل من أجل كسب مال.. أو تحقيق هدف من أهداف النفس الأمَّارة بالسوء!! أو في سبيل التعالي.. أو ردّ العدوان بمثله!! وكان الفرد بل الجماعة لا يسلكون طريقاً من طرق بلادنا ما لم يكن معهم رفيق أو دليل من أبناء السكان القاطنين في تلك النواحي في غرب الوطن وشرقه وجنوبه وشماله ليحميهم من غدر الغادرين.. وظلم المتربصين بهم الدوائر!! وكانت الغلبة غالباً للغادرين ـ للأسف ـ حيث لا يمنع رفيق أو دليل رصاصاً ينهمر عليهم وهم في الطريق وجلين حيارى لا يدرون: من أين تأتيهم المصيبة!
فتحققت الوحدة الوطنية على يد ابن من أبناء الوطن وكفى الله المؤمنين شر القتال وشر الأشرار!!
وبعد: فقد كان لي شرف التكريم في ندوة الأستاذ عبد المقصود.. وكنت سعيداً برؤية أخوة أعزاء كنت وما زلت أعتز بهم.. وأسعد برؤياهم.. وأفتخر بصحبتهم.. قلت لأخي الأستاذ محمد الحسون نائب مدير عام مؤسسة عكاظ السابق ذات يوم: إني لأعجب من سماحة ولطف معظم أبناء مناطق الحجاز حيث تجد الحجاج والمعتمرين والزوّار طوال سنوات الحياة يأتون إلى هذه المناطق فيجدون النفوس الكريمة.. والمعاملة الإنسانية الطيبة فلا تجد شخصاً من الأهالي لا يبتسم ببشاشة.. ولا يرحب بصدق حتى ولو لم يكن في مجال الاستفادة منهم في بيع أو شراء أو غير ذلك.
قال: كانت الوفود تترى على الحجاز وتتزاحم على الأماكن المقدسة منذ زمن إبراهيم عليه السلام.. إلى ما قبيل بزوغ فجر الإسلام.. إلى سوق عكاظ وذي المجنة وغيرهما.. وهي أسواق تعرض فيها قصائد الشعر الجيد ويتبارى الشعراء الفحول للحصول على قصب السبق.. فجاء الإسلام ليفد إليها الناس من كل فج عميق من عرب وعجم.. ومن الطبيعي أن تتهذب الأخلاق وتسمو النفوس.. وينال القادمون والوافدون كل تقدير ومحبة على مدى الزمن.. والاختلاط بين الشعوب والقبائل يظهر المحاسن ويصقلها ويكبح المساوئ ويمحوها في الغالب ويمسي الجميع سعداء بالتعايش والتراحم والتحاب.
وجاءت ليلة التكريم فرأيت الكثير من الأحبة والأصدقاء في قصر الصديق الأستاذ عبد المقصود خوجه.. من كل مكان عزيز على النفوس في مناطق الحجاز من مكة المكرمة.. ومن جدة والمدينة.. ومن وسط الحجاز وأطرافها.. والكل يستقبلك بمودة وترحيب.
وجاء دور التكريم فتكرّم الأخوة الأستاذ عبد المقصود ثم معالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام السابق ثم الأستاذ محمد سعيد طيب.. ثم الأستاذ محمد الحسون ثم الأستاذ محمد القشعمي ثم الأستاذ محمد عبد الكريم السيف ثم اللواء سعود المشعان في رسالة مكتوبة ثم الأستاذ فهد محمد السلمان.. فغمروا (العبد الفقير إلى الله) بفيض من كريم أخلاقهم وحسن ظنهم.. وشعرت وأنا ألقي كلمتي بالعجز الكبير عن إيفائهم حقهم من الشكر والثناء وردِّ الجميل.. ولكن تشفع لي إنسانيتهم ولطفهم ونبل أخلاقهم.. ولن أنسى أولئك الأخوة الذين أكرموني بكتاباتهم في صحيفة الجزيرة الغراء.. هذه الصحيفة العزيزة على قلوب الجميع ونفوسهم وقد أعاد إليها ابنها الوفي الأستاذ خالد المالك شبابها ورونقها بعد أن كادت تذبل وتصبح عرضة لهبوب الرياح تتقاذفها فتضيع في مهب الريح.. ولكن الله قيضه لها فأعاده إلى قيادتها لترفع رأسها عالياً بين رصيفاتها.. وفقه الله.
وكان الحفل ناجحاً بكل المقاييس.. لا.. لأنه أعطاني ما أستحق.. وأكثر مما أستحق! بل لأنه أثبت أن صاحب الاثنينية الأستاذ عبد المقصود ويثبت دائماً أن هذا الأديب الأريب ممن يسعى جاهداً لتكريس وحدة بلادنا بعزم وصدق.. وعزيمة لا تعرف الكلل.. فهو يهتم بتكريم من يرى أنه يستحقه من أية منطقة.. ومن أي مكان.. فله الشكر وعظيم الامتنان.
فالتآلف والتواد لا يتأتى إلاّ بمثل هذه المواقف والأعمال الكريمة النابضة بالمحبة والتقدير.
ومن قرأ تاريخ بلادنا في أيام النهب والسلب والغزو.. والغارات وقبل توحيدها.. يدرك أهمية التواصل والتكريم والتعاون لجمع شمل هذه (القارة) المتباعدة الأطراف.. والتي لا يجتمع شملها بالعنف ولن تتماسك بالسيف والقسوة.. وإنما يجمعها اللطف والتفاهم وإظهار المودة.. ورعاية المستحق.. وغير القادر.. والعناية بمن يستحق العناية.. ومكافحة انتشار الأمراض الصحية والاجتماعية التي تفقر الوطن.. وتدمّر المواطن.. وتجلب الكوارث.. وتشيع المآسي!! وتوزيع الدخل على كل جزء من أجزاء الوطن بالقسطاس المستقيم.. دون أن تنفرد به منطقة دون أخرى من الأعمال التي تجمع الشمل.. وتحقق الألفة.. وتزيل ما يعلق في النفوس من آثار سلبية نتيجة سوء العدالة في التوزيع وتحقيق المتطلبات الضرورية والكمالية في كل مكان في وطن عزيز.
نسأل الله لنا وله السلامة والأمن والسعادة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :419  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 39 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج