شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نقطة ضوء (1)
بقلم: د. عبد القادر طاش
أمسية الوفاء التي أقامها الأديب والمربي الفاضل الشيخ عثمان الصالح للرجل الكبير الأستاذ عبد المقصود خوجه جديرة بالتقدير الجمّ. إنها لمسة عرفان للدور اللامع الذي يقوم به هذا الرجل لخدمة الفكر والثقافة وتكريم رموزهما كأجمل ما تكون الخدمة وأروع ما يكون التكريم.
إن ما يقوم به الأستاذ عبد المقصود خوجه عجزت عنه كثير من المؤسسات والهيئات الثقافية في بلادنا، وما يقوم به هذا الرجل يعادل جهود نوادٍ أدبية يشار إليها بالبنان! ولست مبالغاً إذا قلت إن عبد المقصود خوجه هو بحد ذاته ((مؤسسة ثقافية متكاملة)) تؤدي دوراً فاعلاً وحيوياً في إثراء الحركة الفكرية والثقافية والأدبية في مجتمعنا السعودي.
وإنني لمن الحريصين على المشاركة في فعاليات ونشاطات دارة خوجه العامرة التي أصبحت علامة بارزة ضمن معالم مدينة جدة ولا تقتصر تلك النشاطات والفعاليات على ملتقيات (( الاثنينية )) التي ذاعت شهرتها وطبقت الآفاق في الداخل والخارج. فدارة خوجه عامرة أيضاً بلقاءات أخرى يقيمها صاحبها بين الفينة والأخرى تعبق بروائح الثقافة وتفوح بنسمات العلم ويجري في ثناياها تبادل أحاديث الأدب الرفيع والذكريات الماتعة والحوارات النافعة.
إن المؤسسة الثقافية التي صنعها عبد المقصود خوجه تحتل مكانة سامقة في حركة الفعل الثقافي السعودي ففي هذه المؤسسة يلتقي المثقفون من كل مدرسة واتجاه ويجتمعون ويشتبكون في حوارات حميمة وأخرى صاخبة. وقلما استطاعت مؤسسات ثقافية عريقة، ومنها الأندية الأدبية المنتشرة في أرجاء البلاد أن تفعل هذا!!
وقد نتساءل: كيف نجح عبد المقصود خوجه بمؤسسته الثقافية الفردية في أن يجمع بين المثقفين بمختلف اتجاهاتهم وأن يوفر لهم ساحة حوار حر، بينما أخفقت مؤسسات رسمية عديدة في تحقيق ذلك؟!
لعلّ في عبد المقصود خوجه ومؤسسته الثقافية سراً هو أشبه بالسحر الحلال الذي يجذب الأرواح ويؤلف بين العقول والقلوب.
أو لعلّ لديه ((خلطة سرية)) يعرف هو وحده كيف يركّبها ويحسن المواءمة بين عناصرها فإذا بها تتحول إلى قوة ((مغناطيسية)) تشد إليها كل من يعشق ألق الكلمة ويهوى لقاء الرجال ويستمتع بحوار الأفكار.
وفي كل ذلك يضرب الأستاذ عبد المقصود خوجه مثلاً حياً للمثقف الملتزم بقضايا أمته ووطنه فيقوم بدوره الفاعل دون تباطؤ أو توانٍ ودون أن ينتظر توجيهاً من أحد. ويضرب مثلاً حياً أيضاً لرجل الأعمال الملتزم بقضايا أمته ووطنه فيبادر إلى المساهمة الإيجابية بماله ووقته وبجاهه ومكانته في خدمة كل ما يعلي من قيمة الفكر في المجتمع، ويعزز من مكانة الثقافة بين أفراده.
إن الدور الوطني المميز الذي يقوم به الأستاذ عبد المقصود خوجه لخدمة العمل الثقافي في بلادنا حري بأن يسجل له بحروف من ذهب. ولم يكن هدفي من كتابة هذه الكلمة تملُّق الرجل الكبير، فهو أكبر من ذلك. وإنما هدفي، بكل إخلاص وصدق مع النفس، أن أوجه تحية حب وتقدير وعرفان لتلك المؤسسة الثقافية التي صنعها عبد المقصود خوجه وما زالت بحمد الله تواصل عطاءها المغدق بلا انقطاع، وتؤتي أكلها الطيب دون منٍ أو أذى.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :370  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 27 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.