شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
آفاق
صالون عبد المقصود خوجه الأدبي..
وتكريم الرواد (1) !!
بقلم: عبد الحميد الدرهلي
السعوديون بطبيعتهم أوفياء للروَّاد من سياسيين وأدباء ومفكرين، وهي أن الوفاء خطوة وعلامة جيدة تحمل معاني التكريم لهم، وتشجع الإبداع والعمل في البحث الاجتماعي والفكري والثقافي وفي ذلك محاولة إغناء للحياة الثقافية وتنشيط للحركة الفكرية وحافز للباحثين في وطننا الكبير (المملكة العربية السعودية) وللعب دور اجتماعي مهم في محيطها.
وفي هذه العجالة أريد أن أسجل إعجابي بالأداء الرائع لمنتدى أو صالون عبد المقصود خوجه الأدبي الذي يتبوَّأ مكانة مرموقة ليس على المستوى المحلّي فحسب، بل على مستوى يشمل أكثر من حدود الوطن،حيث استطاع هذا الصالون الأدبي عبر برامجه وندواته واستضافاته أن يخلق جمهوراً من نوع خاص يتابع تلك البرامج ويتتبع الأثر في سبيل سماع محاضرة أو كسب معلومة حتى تكاد تتكوّن لذلك الجمهور تقاليد خاصة تنمو مع امتداد العلاقة بذلك الصالون الأدبي لتصبح مسلكاً.. بحكم العلاقة الأسبوعية لأولئك الأفراد. ما ألطف أن نتعلم تقاليد الحوار والتمحيص والتدقيق والبحث، ومن ثم الارتقاء بالذهن إلى مستوى الأصالة في الثقافة التي تحترم الذوق العام وتسعى لتهذيبه وتدفع باتجاه الهموم العامة،وما أجمل سبر الأغوار بحثاً عن الحقيقة، والتمسك بقضايا الأمة، وكم هو جدير بالاحترام أن نكرّم من يستحق التكريم من الروّاد، وأن نحيي ذكرى من قد مضى من رموز الأمة وبناة فكرها.
الأدب هو أحد المقاييس الرئيسية للحضارة والأدباء هم أعمدة وركائز الحركة الثقافية والفكرية لأنهم يغرسون في جسد الواقع الأدبي ملامح التيار الثقافي والحركة الفكرية المواكبة لعصرهم، والصالون الأدبي هو المكان المميز لطقوس الإبداع والأجواء المشرقة التي تلتقي من خلال أرواح الأدباء والمفكرين والمبدعين المهتمين بهموم العصر والمثقلة بزخم التجارب وأبجدية المعاناة لترتيب أسمى آيات الإبداع وتستطيع أعنف لحظات الميلاد الفعلي ومصداقية وجود عمل أدبي مميز ومكتمل الإبداع.
وصالون الأديب الكبير الأستاذ عبد المقصود خوجه هو مرفأ التقاء لكل النوارس الراحلة في عمق الفكرة وسبحات الخيال ومتاهات القلوب كما كان قاعدة انطلاق للعديد من الأدباء الذين سطع نجم إبداعاتهم وتألقهم على الساحة الأدبية ولا يزال كذلك.
لقد استطاع الأديب الأستاذ عبد المقصود خوجه أن يحفر في ذاكرة الأدب السعودي وذاكرة الأدب العربي صرحاً فكرياً وقلعة من قلاع التوجه الإبداعي واحتضان الحركة الأدبية، وتبنِّي الموقف الثقافي وقضاياه المعاصرة. ففي كل يوم اثنين يلتقي في الصالون نخبة من ألمع الشعراء والكتّاب والنقاد يلتفّون بعناية واهتمام حول موائد الإبداع والنقاش المعطاء للنظر في الأعمال المطروحة. وإبراز القيم الجمالية بها بل وإيضاح سلبياتها ووضع تقييم منطقي وآراء بنّاءة حولها لدفع الحركة الأدبية والتيار الثقافي إلى ما نأمل ونرجو الوصول إلى ماهية الإبداع والأدب المطلق القيم الخالي من الشوائب. وعلى الرغم من ندرة الصالونات الأدبية إلا أنه استطاع أن يحوِّل الحلم الذي راوده وداعب مخيلته ومخيلة الكثيرين إلى حقيقة أكيدة وواقع ملموس. وقد لاقى هذا الصالون نجاحاً كبيراً وانتشاراً واسعاً في الداخل والخارج، وطرح نفسه بقوة وثبات على الساحة الأدبية وأصبح محطة وصل وتواصل بين الحركة الأدبية هنا وربطها مع الحركة مثيلتها في أنحاء العالم العربي.
وكلمة حق نقولها، لقد كنا في حاجة ماسة إلى مثل ذلك الصالون وتلك المحطات الثقافية المتميزة للسير قدماً في تدعيم المسيرة الأدبية واحتضان كل الأقلام المرموقة واتساع آفاق التواصل والاحتكاك الفكري فيما بينهم. فتحية شكر وتقدير للأديب الأستاذ عبد المقصود خوجه، وتحية لكل أعضاء الصالون، فنشُد على يديه ونتمنى له المزيد من التقدم والتوفيق من أجل الارتقاء بالكلمة واتساع دائرة النهضة الثقافية، ودام ذخراً للمبدعين، ودام صالونه الأدبي عامراً مزدهراً بالأدب والأدباء.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :411  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 26 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل