شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شمعة مضيئة
من وحي المنتدى (1)
بقلم: حسين عاتق الغريبي
ـ الأوعية الثقافية في بلادنا مليئة ـ والحمد لله ـ بكل المعطيات الخيِّرة التي تغذِّي العقول وتهذبها، وتكشف أمامها آفاق المعرفة الشاملة وتأتي (المنتديات الأدبية) ضمن سلسلة الروافد الثقافية الهامة المنتشرة في جميع مدن المملكة. وفي اعتقادي لا ينقص هذه المنتديات سوى إقبال المثقفين عليها، من الشيوخ والشباب لإثراء مجالسها بالأفكار والحوارات الهادفة.
ـ ولارتباطي العملي (والروحي) بمنتدى (الاثنينية) الذي يرعاه (وجيه الكلمة) الأستاذ عبد المقصود خوجه، يمكنني الإشادة بمثل هذه المجالس المباركة، وبفوائدها في رقيِّ الوعي الثقافي الاجتماعي، ولست هنا في صدد التعريف بهذا المنتدى الشهير، وإنما أردت أن أشير إلى نماذج من الآراء والأفكار النيّرة التي طرحت في بعض أمسياتها (التكريمية)، والتي اعتبرها بمثابة (الزاد الثقافي) الذي يحيي القلوب.
ـ في موسم (الاثنينية) الذي بدأ يوم 1/11/1425هـ كانت هناك لقاءات جميلة مع فرسان الكلمة الطيبة اتسمت بالتحاور الهادف المفيد.
ـ وفي أمسية تكريم الأستاذ الدكتور محمد غانم الرميحي سألت الكاتبة الصحفية الأستاذة خزيمة العطاس الأستاذ الدكتور محمد الرميحي (بالمناسبة، المرأة تشارك في حوارات المنتدى عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة).
ـ كيف نحرر الجيل العربي من آلية التلقين حتى يستطيع التعبير عن ذاته وبالتالي نخلق صورة جديدة للجيل القادم؟
فأجاب الدكتور الرميحي بالتالي:
(المؤسف أن التلقين ليس موجوداً فقط في المدارس ولكنه موجود أيضاً في وسائل الإعلام المختلفة ربما في ثقافتنا العربية بشكل عام. لم نحترم التعددية والرأي، والرأي الآخر. انظري إلى وسائل الإعلام ـ أي منها ـ وتصويت شعبنا العربي حولها.. تجديهم يصوِّتون مع الشخص الأعلى صوتاً، وليس الأكثر استنارة: فإذن المشكلة في ثقافتنا العربية، طريقة التعامل معها، وقد كتبت كثيراً من النقد في هذا الموضوع، وأرجو أن نصل إلى مرحلة نتعرف فيها على أن الحقيقة غير موجودة، يعني أن الحقيقة الموجودة في الاجتماع والسياسة هي حقيقة نسبية، وأن الحقيقة النسبية المؤقتة نصل إليها بالحوار).
ـ ومن فرسان (الاثنينية) الذين تميزت أمسياتهم بكثافة الحضور، الأستاذ الدكتور عبد الكريم بكار. ألتقط من كلمته البليغة (المرتجلة) هذه الأقوال:
ـ (نحن أخفقنا في جعل أبنائنا يحبون الكتابة، وهذه حقيقة، وهذا الحب كان يجب أن يزرع في البيوت ولكن البيوت لم تتمكن من زراعته بسبب الأمية وأسباب أخرى. المدارس أيضاً لم تستطع أن تقوم بدورها).
ـ (لا شك أن في مدارسنا مشكلات كثيرة لا تحتاج في حلها إلى المال وعلى رأس هذه المشكلات أسلوب التلقين الذي نتَّبعه في مدارسنا، هذا الأسلوب أدى إلى إفساد أخلاق الشباب وإفساد عقولهم ولهذا تحليل وقاعدة معرفية).
ـ (هناك سنن الله عز وجل، وهناك طبائع للأشياء.. وهناك نظم تحكم الأشياء هذه الطبائع والنظم تجعل الأشياء تتأبى، وتجعلها تمتنع، ولن نكتشف تأبيات الأشياء وممانعاتها إلا من خلال العلم ولذلك من أسوأ الأمور أن ننقد في الفراغ، يجب أن يكون النقد في ظل العمل، لأننا من خلال العمل سنتعلم كيف ننقد).
وبعد: أحسبني قد أتيت بما ينفع الناس، وجزى الله خيراً كل من يتيح الفرصة للآخرين كي ينهلوا من معين الكلمة الطيبة.
والله الموفق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :295  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 182 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج